قلق من عدوان إسرائيلي خلال الصيف رغم التطمينات الأميركيّة
وكتب محمد علوش في” الديار”: واشنطن، منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، تسعى إلى منع خروج الأمور عن السيطرة، لا سيما لناحية انتقال الصراع إلى ساحات أخرى، تحديداً الساحة اللبنانية. وتشير مصادر سياسية مطلعة على الموقف الأميركي الى أن الإدارة الأميركية ترى أنه من الضروري أن تذهب تل أبيب إلى البحث عن الحلول السلمية، أي وقف الحرب في غزة، بدليل دعمها لمسار المفاوضات القائمة في العاصمة المصرية القاهرة، خصوصاً أن تداعيات هذه الحرب تؤثر في واقع الرئيس الأميركي جو بايدن الإنتخابي.
وتعتبر المصادر أنه بناء على ذلك، يمكن فهم الخطوات التي تقوم بها الإدارة الأميركية الحالية، لناحية مراجعة وتأجيل إرسال شحنات الأسلحة إلى تل أبيب، الأمر الذي لا يمكن أن يفهم إلا في سياق الضغط عليها، لوقف التصعيد، لا سيما باتجاه مدينة رفح، والانخراط الجدي في المفاوضات الدبلوماسية، كاشفة أن الإدارة الأميركية أبلغت الإسرائيليين بأن اجتياح مدينة رفح قد يؤدي الى انهيار العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، ولو أن هذا الأمر لا وجود له بالقاموس اللبناني حيث القناعة تامة بأن الأميركيين لا يتركون الاسرائيليين.
وتكشف المصادر أن الدوائر الدبلوماسية الأميركية تشدد على استمرار رفض الإدارة الأميركية لتوسيع الحرب مع لبنان، مشيرة الى أن الأميركيين لن يعطوا الضوء الأخضر لتل أبيب لمثل هذه العملية ولن يؤمنوا لها الدعم التسليحي الضروري، ناهيك بتأكيدات الجسم العسكري الإسرائيلي عدم قدرته على الدخول في حرب واسعة مع لبنان لأسباب تتعلق بقدرات الجيش المستنزفة في غزة، ولكن كل هذا يُقابله من الجهة الأخرى إصرار اسرائيلي على محاولة فصل الجبهات بين غزة ولبنان لمنع تثبيت معادلة وحدة الساحات.
تشير المصادر الى أن جهات لبنانية عديدة سمعت من الأميركيين حرصهم، بالاشتراك مع الإيرانيين، على عدم تصعيد الحرب في المنطقة، ولكنها لا تزال قلقة من احتمال عدم انعكاس الهدنة إن حصلت في غزة على الواقع اللبناني، خاصة أن أميركا لن تتخلى عن اسرائيل وهذا من سابع المستحيلات، آملة أن يكون الضغط الأميركي المتعلق بتأجيل شحنات الأسلحة الى الاسرائيليين في حربهم على غزة، قائما على الجبهة اللبنانية أيضاً، لأن هذا الدعم يشكل العمود الفقري لأي حرب مقبلة.
بنظر المقربين من المقاومة فإن الإسرائيلي غير قادر على خوض حرب واسعة في لبنان، ويرجح هؤلاء أن تنتهي الحرب في لبنان بمجرد انتهاء الحرب في غزة، ولكن يبقى خيار التوسيع قائماً بظل حكم اليمين المتطرف في “اسرائيل”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook