الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة لـ “رابطة البحث العلمي” عن المراسل الحربي
وطنية – عقدت “الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال”، ندوة عبر “زوم” بعنوان ” المراسل الحربي”، بحضور رئيسة الرابطة الدكتورة ميّ العبدالله، نائب الرئيسة الدكتور هيثم قطب وأعضاء الرابطة من مختلف الدول العربية.
ورحبت العبدالله بالمشاركين، منوهة بأهمية هذه الندوات التي تناقش مواضيع مهمة في المجال الاعلامي، سيما كيفية تعاطي الاعلامي مع الحروب والأزمات.
ثمّ قدّمت هيفاء سلام المحاضِرة الإعلامية ماجدة الحلاني مشيرة الى “الإفادة من هذه المحاضرة التي تعتبر إضافة معرفية وعلمية، معرفة المراسل الحربي بأنه “ينقل الأخبار من ميدان الحروب، ويتعرض للخطر أثناء مهامه المهنية ويواجه تحديات بأنه قد يدفع حياته ثمن التغطية الاعلامية”. وطرحت العديد من الأسئلة التي تتعلق بأخلاقيات المراسل الحربي والتحديات التي يواجهها وأنواع المخاطر والتهديد التي يتعرض لها.
الحلاني
وتحدثت الحلاني عن “المراسل الحربي” والصفات التي يتحلى بها المراسل الميداني وأبرزها : شجاعة متفردة عن الصحافي الذي يعمل داخل المكتب، فهم عميق للأحداث التي يغطيها، ينقل الأحداث بدقة ومهنية عالية لعدم التسبب بالضرر للأشخاص المدنيين أو العسكريين أو الإشارة الى المواقع العسكرية التي قد تنعكس سلبًا على القوى العسكرية”.
وحدّدت مهام المراسل الحربي بالآتي:
التحضيرات اللوجستية : التحضير قبل التوجه الى العمل الميداني وذلك بتحديد المكان، معرفة الجهات المسيطرة التي سيتم التواصل معها لجمع المعلومات، معرفة الطرقات التي سيسلكها المراسل باعتماد خريطة مفصلة وتحديد طرقات أخرى بديلة في حال تعرض الطرق التي يسلكها المراسل للقصف أو لاي عائق، تحديد الأشخاص العسكريين والمدنيين الذين سيلتقي بهم، تحديد الجهات المسؤولة. فالمراسل يضع التحضيرات الأساسية لتكوين تصور كامل لما يواجهه في الميدان للحصول على المعلومات الكافية. كذلك تحضير الأذونات المطلوبة للمهمة والتأكد من صلاحية البطاقة الصحفية وغيرها من العتاد والمعدات التقنية التي يجب أن يصطحبها معه (الكاميرا، العدسات، الأفلام). والتحضيرات الأمنية قبل المهمة وخلالها أو بعدها: التواصل مع الجهات العسكرية لإطلاعهم على المهمة الصحفية في الميدان، أي التواصل معهم قبل نشر المعلومات من أجل التوافق على بعض المعلومات العسكرية التي قد تنشر في التقارير التي قد تكشف عن تموضعهم أو مكانهم أو أي أمر يضر بهم ليتمّ حذفها منعًا لتعريض حياتهم للخطر”.
وعن مهمة المراسل الحربي الميدانية قالت الحلاني: “تتطلب مهمة المراسل الحربي أن ينطلق الساعة الرابعة صباحًا وقد تستغرق التغطية نحو سبع ساعات أحيانًا بشكل متواصل لإعداد التقرير الصحفي، وقد تتراوح ساعات العمل بين 10أو 12 ساعة لصعوبة العودة بسبب خطورة التنقل، فيكون نوعًا من الاحتجاز القسري مع القوات المسلحة بسبب شدة النزاع وصعوبة التنقل. كما يوثق المراسل النزاعات بشكل دقيق، الحياد أمر ضروري لنقل الخبر، التمتع بمهارات الكتابة واللغوية ليتمكّن من توصيف النزاع بشكل كامل ومهني، فهم التركيبة العسكرية في الميدان الذي يغطي فيه لمعرفة توزع المسؤوليات، وهذا يتطلب منه معرفة بالادارة العسكرية، ومختلف القطع العسكرية، أنواع الأسلحة لعدم نقل معلومات بشكل خاطئ”.
وأضافت: “عدم الانشغال بأي أمر شخصي خلال تغطية النزاع وعدم استعمال الهاتف الشخصي الذي يمكن تعقبه بسهولة فيصبح من السهل استهدافه، عدم مناقشة مهمته مع أي فرد أو صديق أو أحد أفراد عائلته ومناقشة التفاصيل عبر الهاتف أو خاصية الواتساب لأسباب أمنية تتعلّق بأمنه الشخصي أو أمن القوى العسكرية والمدنية في منطقة النزاع لأنه قد يروي أمورًا قد تسبب ضررًا أو خطرًا عليه وعلى القوى الأمنية، التقيد بأخلاقيات المهنة وعدم نقل ما من شأنه التطبيع مع العنف وهي مهمة صعبة، لأنه على المراسل الحربي أن ينقل الصورة الدموية للحرب ويوثق الجرائم من دون المساس بمشاعر ونظر المتلقي واحترام الضحايا”.
ولفتت الحلاني الى ان “هناك بعض المؤسسات الاعلامية التي تمنع نقل الصور الدموية انما هناك مؤسسات تنشر ذلك بهدف جذب المتلقي”، مشيرة الى “التحديات التي تواجه المراسل الحربي، ومنها: تحديث المعلومات الميدانية باستمرار، التمتع باتقان أكثر من لغة وأن يعرف لغة المنطقة التي يغطي فيها، السرعة في التأقلم مع مستجدات الميدان، الحفاظ على حياته لأنها الأهم وعدم المخاطرة بها من أجل صورة لأن مشاهداته توثق حقائق يمكن العودة اليها لاحقًا”.
وأوصت ببعض التوصيات التي تعتبر من مقومات نجاح المراسل الحربي في عمله، منها: التمتع بهدوء أعصاب وثبات انفعالي، معرفة حدود عمله، معرفة خطورة مهمته وعدم التعرض لإصابة أو الموت، التوازن بين المعلومة وأخلاقيات المهنة، إقامة ورش تدريب للطلاب في كليات الاعلام لإعداد المراسل الحربي وإعطائه الخبرة اللازمة لتغطية الحروب للحفاظ على سلامته المهنية.
وكانت نقاشات بين الحضور والأساتذة الذين ركزوا على أهمية الوعي لدى المراسل الحربي للحفاظ على السلامة المهنية للحدّ من الخسائر البشرية في صفوف الاعلاميين الذين يقومون بتغطية الأحداث خلال الحروب. وأشاروا الى ضرورة اهتمام المؤسسات الاعلامية بالمراسل الحربي إن لناحية تدريبه للحفاظ على سلامته وإن لتحملها المسؤولية بارساله الى أرض المعارك الخطرة، كما طالبوا بملاحقة الذين يعتدون على الاعلاميين لضمان هذه المهنة.
=============ر.إ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook