آخر الأخبارأخبار محلية

هل يؤجل باسيل الانفجار الحزبي الداخلي؟

في الايام الماضية تراجع الحديث عن الخلافات العونية الداخلية، وعن عمليات الفصل التي يرغب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل القيام بها لنواب في تكتل “لبنان القوي” فقط بسبب معارضتهم له في بعض العناوين الاساسية والاستحقاقات الداخلية، ولعل هذا التراجع في التركيز الاعلامي على هذه القضية يعود الى تراجع تفاعلها حزبياً بسبب الضجة التي اثيرت وكادت تحدث نوعا من الانفجار الداخلي مع ما يستتبع ذلك من تطورات واستقالات من “التيار”.

على ضفاف “التيار” هناك من يتحدث بشكل جدي عن أن باسيل لم يوقع في الأصل بعد قرار فصل النائب الياس ابو صعب، وهذا يعني أن تجميد فصل سائر النواب وتحديداً النائب الان عون اصبح امراً واقعاً في ظل عدم قدرة باسيل على تحمل استقالات جماعية من التكتل او حتى ضجة اعلامية خارجية ضده في هذه اللحظة الحرجة بالذات، لكن بالرغم من ذلك يبدو التعايش بين باسيل ونوابه المعارضين امراً مستحيلاً وهذا يعني ان الاشكال وموجة الفصل ستعود من جديد.

لدى “التيار الوطني الحرّ” أولويات سياسية واضحة، اولى هذه الاولويات هي المصالحة مع “حزب الله” والتي يجب أن تتم من وجهة نظر باسيل وفق شروطه، لذلك فهو يضعها على رأس سلم اولوياته لكنه في الوقت نفسه غير مستعجل لإتمامها لأنه يضمن ان “حزب الله” جاهز في أي وقت لإتمام صفقة سياسية جديدة مع “التيار” والعودة الى الوئام مع حليفه المسيحي، وعليه لا يمكن لباسيل اليوم أن يفتح على نفسه اكثر من جبهة في وقت واحد..

لا يستطيع باسيل ان يضعف نفسه داخلياً، ولا يمكنه أيضاً إضعاف كتلته النيابية في الوقت الذي يرغب بتحسين شروطه مع “حزب الله” وإلا يكون بذلك يقوم بالإنتحار سياسياً، أولاً لأن حاجة الحزب له في معركته الرئاسية لايصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تتراجع في ظل تفلت عدد لا بأس به من النواب وإمكانية دعمهم لفرنجية، كما ان تراجع وضع باسيل الشعبي والنيابي يجعله غير قادر على فرض شروطه على الحزب ضمن شكل جديد للتحالف بل سيكون المفعول معاكساً.

وعليه فإن التكاتف الذي حصل بين النواب المعارضين في التكتل وربط مصير الجميع بمصير أي منهم ساهم في دفع باسيل ومن خلفه الرئيس السابق ميشال عون إلى التفكير مجدداً بالخطوة الحزبية الداخلية، وقد يكون هذا الامر، اضافة الى الخلافات التي تعصف على الساحة السياسية بين “التيار” ومختلف الافرقاء، هو السبب الرئيسي الذي سيؤخر عملية فصل النواب الذين باتوا يتعاطون بالكثير من الهدوء مع اي سؤال مرتبط بالخلافات الداخلية على اعتبار أن “الطبخة لم تعد على نار حامية”.

كما ان اقتراب موعد الإنتخابات النيابي قد يزيد تعقيد المشهد ويجعل من باسيل اعجز من فصل هؤلاء النواب، لان الخضة الداخلية قبل الإنتخابات سيؤدي الى حصول اضرار هائلة على البنية الناخبة ل”التيار”، وسيكون النواب الذين سيتم فصلهم عندها يتمتعون بحيوية شعبية هائلة وسيتمكنون من الاستفادة منها لمواجهة اللوائح العونية في أكثر من قضاء مسيحي في جبل لبنان تحديداً.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى