آخر الأخبارأخبار محلية
تباعد بين الاشتراكي والقوات.. كيف تُقرَأ مواقف جنبلاط؟
على الرغم من استمرار “التقاطع الرئاسي” بينهما، بشكلٍ أو بآخر، لا يخفى على أحد أنّ “الشرخ” بين كلّ من “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” يتّسع منذ أشهر، في ضوء “تباعد” بين الجانبين يكاد يشمل كلّ الملفات، بما فيها تلك الاستراتيجية منها، في مقابل ما يمكن وصفه بـ”الانفتاح” من جانب “الاشتراكي”، على خصوم “القوات”، وفي مقدّمهم “حزب الله”، فضلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ولعلّ مقاطعة “الحزب التقدمي الاشتراكي” ل “لقاء المعارضة” في معراب، والذي دعا إليه حزب “القوات اللبنانية” كرّس مرّة أخرى هذا التباعد، ولو أنّ اللقاء حصل أصلاً تحت عنوان تطبيق القرار 1701، الذي يدعو إليه “الاشتراكي” بصورة أو بأخرى، علمًا أنّ أوساط “القوات” حاولت التقليل من شأن هذه المقاطعة، باعتبار أنّ معراب كانت تدرك خصوصية “الاشتراكي” التي تحول دون مشاركته، حتى قبل أن توجّه له الدعوة.
لكن ما لم تتوقّعه معراب ربما، أن يكمّل “الاشتراكي” موقفه المقاطع هذا، بكلام لرئيسه السابق وليد جنبلاط يصف فيه رئيس حزب “القوات” بـ”المتشدّد”، ويوجّه سهام النقد لمقاربته، وصولاً لحدّ القول إنّه “إذا أراد أن يثبت نفسه كزعيم للمعارضة، فليفعل ذلك من دوننا”، فكيف تُقرَأ مواقف جنبلاط بصورة عامة على مستوى العلاقة الثنائية؟ وكيف تتلقّفها معراب تحديدًا، وهي التي تحرص دومًا على احتساب “الاشتراكي” ضمن المعارضة؟
جنبلاط VS جعجع
صحيح أنّ هناك من يحاول “الفصل” بين موقف “الحزب التقدمي الاشتراكي” وموقف النائب السابق وليد جنبلاط، خصوصًا في العلاقة مع “القوات اللبنانية”، التي قد يكون النائب تيمور جنبلاط أكثر “انفتاحًا”، أو ربما “مرونة معها” من جنبلاط الأب، الذي لا يخفى على أحد أنّ علاقته مع “القوات” لم تكن يومًا “مثالية”، حتى في عزّ زمن “ثروة الأرز”، حين كان الرجلان في صلب ما عُرِف بـ”تحالف 14 آذار”، الذي نشأ بعد العام 2005.
لكنّ الصحيح أيضًا أنّ مواقف جنبلاط الأب تجد “صداها” داخل “الحزب التقدمي الاشتراكي”، الذي كان النائب السابق حريصًا على الإشارة إلى أنّ قرار مقاطعة لقاء معراب صدر عن الحزب، ولا علاقة له به، علمًا أنّ هناك من يلفت إلى أنّ الحزب الذي يسعى لتكريس نفسه “وسطيًا” بصورة أو بأخرى، واستعادة دور “بيضة القبان” الذي لعبه في مرحلة من المراحل، لا يجد في “التموضع المطلق” إلى جانب جعجع، أيّ مصلحة فعليّة في المرحلة الحالية.
ويقول العارفون إنّ “الاشتراكي” يحرص على الحفاظ على “حيثية خاصة” له، استنادًا إلى ما تقدّم، وإذا كان صحيحًا أنّ لديه موقفه “المعارض” في معظم الاستحقاقات، إلا أنّ الصحيح أنّه “يتمايز” بموقفه عن المعارضة القائمة، فضلاً عن أنّ “الصدام” مع “حزب الله” لا يناسبه في الوقت الراهن، حيث يعتقد أنّ الأولوية يجب أن تكون بـ”رصّ الصفوف” لمواجهة سيناريوهات الانزلاق إلى حرب، وهو ما عمل عليه منذ الأيام الأولى لـ”طوفان الأقصى”.
“القوات” تتفهّم؟
ثمّة من يضيف إلى ما تقدّم العلاقة المتينة والتي يحرص جنبلاط على “توطيدها” مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما يزيد من مسافة “التباعد” بينه وبين “القوات”، التي اختار رئيسها في الآونة الأخيرة التصويب “المباشر” على بري في عدّة مناسبات، كان آخرها قوله “الساخر” قبل يومين إنّ بري “شيخ المهضومين”، علمًا أنّ جنبلاط تعمّد تذكيره بأنّ بري هو الذي يتولّى التفاوض مع الأميركيين وغيرهم بشأن الوضع في الجنوب.
إلا أنّ كلّ هذه الأمور تضعها أوساط “القوات” في خانة “خصوصية” موقف “الاشتراكي” التي تتفهّمها وليس أكثر من ذلك، حيث تشير إلى أنّ معراب لم تكن تتوقع أن يشارك “اللقاء الديمقراطي” كتكتل، بمعزل عن الأفراد، في “لقاء معراب” عندما وجّهت لهم الدعوة، وأنّها تدرك أنّ الدور الذي يسعى “الاشتراكي” للعبه في هذه المرحلة يقوم على الوقوف على “مسافة واحدة” من المعسكرين، ولو تطلّب ذلك “العبور بين الألغام”.
لكنّ كلّ ذلك لا يعني وفق أوساط “القوات”، أنّ ثمّة “تباعدًا فعليًا” بين الجانبين، ففي الحسابات السياسية والاستراتيجية، ثمّة “تقاطع جوهري” لا يمكن القفز فوقه، برأي هذه الأوساط، ولو اختلفت “التكتيكات”، وهو “تقاطع” تجلّى في معظم الاستحقاقات، ولا سيما في الاستحقاق الرئاسي، حيث يبقى موقف “الاشتراكي” ثابتًا في دعم وصول مرشح المعارضة، أو بالحدّ الأدنى في دعم أيّ مرشح تنطبق عليه المواصفات، التي تتقاطع عليها المعارضة أساسًا.
قد يكون “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” في “تقاطع واحد” في العديد من الملفات والاستحقاقات، ومنها ملف رئاسة الجمهورية، كما كانا سابقًا في “تموضع واحد” إبان “14 آذار”. لكنّ الأكيد بحسب ما يقول العارفون، أنّ “الشرخ” بين الطرفين اللذين يصعب تصنيفيهما “حليفيين فعليين” يبقى أكبر من كلّ التفاصيل، بل إنّ هناك من لا يستبعد أن يميل “الاشتراكي” إلى “الثنائي” على حساب “القوات” متى دقّت ساعة “الجدّ”!
Advertisement
ولعلّ مقاطعة “الحزب التقدمي الاشتراكي” ل “لقاء المعارضة” في معراب، والذي دعا إليه حزب “القوات اللبنانية” كرّس مرّة أخرى هذا التباعد، ولو أنّ اللقاء حصل أصلاً تحت عنوان تطبيق القرار 1701، الذي يدعو إليه “الاشتراكي” بصورة أو بأخرى، علمًا أنّ أوساط “القوات” حاولت التقليل من شأن هذه المقاطعة، باعتبار أنّ معراب كانت تدرك خصوصية “الاشتراكي” التي تحول دون مشاركته، حتى قبل أن توجّه له الدعوة.
لكن ما لم تتوقّعه معراب ربما، أن يكمّل “الاشتراكي” موقفه المقاطع هذا، بكلام لرئيسه السابق وليد جنبلاط يصف فيه رئيس حزب “القوات” بـ”المتشدّد”، ويوجّه سهام النقد لمقاربته، وصولاً لحدّ القول إنّه “إذا أراد أن يثبت نفسه كزعيم للمعارضة، فليفعل ذلك من دوننا”، فكيف تُقرَأ مواقف جنبلاط بصورة عامة على مستوى العلاقة الثنائية؟ وكيف تتلقّفها معراب تحديدًا، وهي التي تحرص دومًا على احتساب “الاشتراكي” ضمن المعارضة؟
جنبلاط VS جعجع
صحيح أنّ هناك من يحاول “الفصل” بين موقف “الحزب التقدمي الاشتراكي” وموقف النائب السابق وليد جنبلاط، خصوصًا في العلاقة مع “القوات اللبنانية”، التي قد يكون النائب تيمور جنبلاط أكثر “انفتاحًا”، أو ربما “مرونة معها” من جنبلاط الأب، الذي لا يخفى على أحد أنّ علاقته مع “القوات” لم تكن يومًا “مثالية”، حتى في عزّ زمن “ثروة الأرز”، حين كان الرجلان في صلب ما عُرِف بـ”تحالف 14 آذار”، الذي نشأ بعد العام 2005.
لكنّ الصحيح أيضًا أنّ مواقف جنبلاط الأب تجد “صداها” داخل “الحزب التقدمي الاشتراكي”، الذي كان النائب السابق حريصًا على الإشارة إلى أنّ قرار مقاطعة لقاء معراب صدر عن الحزب، ولا علاقة له به، علمًا أنّ هناك من يلفت إلى أنّ الحزب الذي يسعى لتكريس نفسه “وسطيًا” بصورة أو بأخرى، واستعادة دور “بيضة القبان” الذي لعبه في مرحلة من المراحل، لا يجد في “التموضع المطلق” إلى جانب جعجع، أيّ مصلحة فعليّة في المرحلة الحالية.
ويقول العارفون إنّ “الاشتراكي” يحرص على الحفاظ على “حيثية خاصة” له، استنادًا إلى ما تقدّم، وإذا كان صحيحًا أنّ لديه موقفه “المعارض” في معظم الاستحقاقات، إلا أنّ الصحيح أنّه “يتمايز” بموقفه عن المعارضة القائمة، فضلاً عن أنّ “الصدام” مع “حزب الله” لا يناسبه في الوقت الراهن، حيث يعتقد أنّ الأولوية يجب أن تكون بـ”رصّ الصفوف” لمواجهة سيناريوهات الانزلاق إلى حرب، وهو ما عمل عليه منذ الأيام الأولى لـ”طوفان الأقصى”.
“القوات” تتفهّم؟
ثمّة من يضيف إلى ما تقدّم العلاقة المتينة والتي يحرص جنبلاط على “توطيدها” مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما يزيد من مسافة “التباعد” بينه وبين “القوات”، التي اختار رئيسها في الآونة الأخيرة التصويب “المباشر” على بري في عدّة مناسبات، كان آخرها قوله “الساخر” قبل يومين إنّ بري “شيخ المهضومين”، علمًا أنّ جنبلاط تعمّد تذكيره بأنّ بري هو الذي يتولّى التفاوض مع الأميركيين وغيرهم بشأن الوضع في الجنوب.
إلا أنّ كلّ هذه الأمور تضعها أوساط “القوات” في خانة “خصوصية” موقف “الاشتراكي” التي تتفهّمها وليس أكثر من ذلك، حيث تشير إلى أنّ معراب لم تكن تتوقع أن يشارك “اللقاء الديمقراطي” كتكتل، بمعزل عن الأفراد، في “لقاء معراب” عندما وجّهت لهم الدعوة، وأنّها تدرك أنّ الدور الذي يسعى “الاشتراكي” للعبه في هذه المرحلة يقوم على الوقوف على “مسافة واحدة” من المعسكرين، ولو تطلّب ذلك “العبور بين الألغام”.
لكنّ كلّ ذلك لا يعني وفق أوساط “القوات”، أنّ ثمّة “تباعدًا فعليًا” بين الجانبين، ففي الحسابات السياسية والاستراتيجية، ثمّة “تقاطع جوهري” لا يمكن القفز فوقه، برأي هذه الأوساط، ولو اختلفت “التكتيكات”، وهو “تقاطع” تجلّى في معظم الاستحقاقات، ولا سيما في الاستحقاق الرئاسي، حيث يبقى موقف “الاشتراكي” ثابتًا في دعم وصول مرشح المعارضة، أو بالحدّ الأدنى في دعم أيّ مرشح تنطبق عليه المواصفات، التي تتقاطع عليها المعارضة أساسًا.
قد يكون “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” في “تقاطع واحد” في العديد من الملفات والاستحقاقات، ومنها ملف رئاسة الجمهورية، كما كانا سابقًا في “تموضع واحد” إبان “14 آذار”. لكنّ الأكيد بحسب ما يقول العارفون، أنّ “الشرخ” بين الطرفين اللذين يصعب تصنيفيهما “حليفيين فعليين” يبقى أكبر من كلّ التفاصيل، بل إنّ هناك من لا يستبعد أن يميل “الاشتراكي” إلى “الثنائي” على حساب “القوات” متى دقّت ساعة “الجدّ”!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook