هل تكون سوريا اول الرابحين بعد الحرب؟
لكن الجيش السوري استغل انشغال العالم بالحرب في غزة وشن حملات عسكرية جوية على المسلحين في ادلب محققا فيهم اصابات يومية عبر اطلاق طائرات مسيّرة انتحارية او عبر الغارات الجوية، وقد يكون الانجاز العسكري الذي تحقق في الشمال السوري والضرر الذي حصل للبنية العسكرية للمسلحين هو احد مكاسب سوريا من الحرب الحاصلة في غزة ولبنان والعراق وغيرها.
في المرحلة الاولى من “طوفان الاقصى” حصلت وساطات متعددة مع الدولة في سوريا قادتها بعض دول الخليج لدفع دمشق نحو الحياد في المعركة، وقد تقاطعت هذه الوساطات مع الرغبة السورية بعدم القيام بأي خطوة متهورة لعدة اسباب اولها ان هناك ازمة اقتصادية كبيرة في الداخل السوري وان الجبهة مع داعش في الشرق وجبهة النصرة في الشمال لم تقفل بعد، وهذا يعني ان فتح لاي معركة مع اسرائيل ستستنزف الجيش السوري وتشتت قواه.
كما ان العلاقة السورية مع حماس، رغم تحسنها، الا انها لا تزال فاترة، خصوصا ان دمشق بوصفها دولة اساسية في محور المقاومة لا ترغب بتقديم تنازلات لارضاء حماس كما فعل “حزب الله” والفصائل الاخرى. الموقف والاداء السوري سيكون له تبعات ايجابية على دمشق علما ان العلاقة السورية بمحور المقاومة و”حزب الله” لا تزال علاقة وثيقة ، والدور السوري في هذا المحور مستمر على حاله بإستثناء الانخراط في المعركة الحالية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن التقارب العربي مع دمشق الذي بدأ قبل سنوات وتكثف في المرحلة الاخيرة سيشهد تقدما كبيرا بعد الحرب على اعتبار ان الدولة في سوريا باتت قادرة على لعب دور وسطي من موقعها السياسي، ولعل تجاوبها مع المبادرات بشأن الحرب الحالية خير دليل على امكانية استمالتها، وان بصورة نسبية وابعادها عن ايران وروسيا قدر الامكان من خلال تقديم مساعدات اقتصادية تعيد الاقتصاد السوري الى ما كان عليه في السابق.
وتؤكد المصادر ان دول اوروبية باتت تستعد للقيام بتنازلات سياسية ديبلوماسية تجاه دمشق بالتوازي مع امكانية توتر الاوضاع في لبنان او استلام الساحة اللبنانية من قبل الاميركيين بشكل مباشر لاحداث توازن مفقود مع “حزب الله”، وعليه فإن الاسابيع القليلة المقبلة ستشهد تنسيقا متصاعدا بين بعض الدول الغربية ودمشق حول ملفات مختلفة، من دون ان يعني ذلك عودة الدول الاوروبية الاساسية الى العاصمة السورية ديبلوماسيا وسياسيا..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook