تصعيد مدروس جنوباً.. سقف اسرائيل بات واضحا؟
من الواضح ان الايام الماضية شهدت قيام “حزب الله” برفع المستوى النوعي لعملياته العسكرية في الجنوب، ولعل عملية استهداف تجمع الجنود الاسرائيليين قبل يومين وسقوط ١٩ جنديا بين قتيل وجريح هو احدى تجليات هذا التصعيد الذي سبقه استهداف منصتي القبة الحديدية وتفجير عبوة ناسفة بمجموعة من “لواء غولاني” ولحقه استهداف رادارات متطورة، الامر الذي طرح اسئلة عن اهداف “حزب الله” الفعلية من هذا التصعيد.
بحسب مصادر مطلعة فإن ما قام به “حزب الله” من عملية ثأر ورد على اغتيال احد قادته كان سابقة في هذه المعركة علما انه كان يعتبر استهداف القادة والكوادر العسكريين جزءا من قواعد الاشتباك التي لا تستدعي تصعيدا كبيراً، وهذا ما اعلنه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله صراحة في احدى اطلالاته، لكن ما حصل هذه المرة فتح الباب مجددا امام شكل جديد من المواجهة بين الحزب واسرائيل والذي قد يكون اكثر حدة من الاشهر السابقة.
وترى المصادر ان القرار الحاسم من الاميركيين والذي منع اسرائيل من القيام برد، ولو بسيط، على ايران هو الذي كشف السقف السياسي لواشنطن وتاليا السقف العسكري لتل ابيب اذ لا مجال لاي حرب كبرى في المرحلة الحالية ولا يمكن لاسرائيل تجاوز القرار الاميركي وتوسيع الحرب على لبنان.وعليه اصبح الحزب اكثر قدرة على المناورة ويستطيع ان يكون اكثر جرأة في الرد على اسرائيل ووضع حدود ميدانية لها.
وتشير المصادر إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بشكل لافت عمليات عسكرية اكثر قساوة من قبل “حزب الله” وهذا ما حصل في الايام الماضية حيث سيكثف الحزب استخدام الطائرات الانتحارية و”صواريخ ألماس” الموجهة،وهذا الامر سيضع تل ابيب امام حلين اما التصعيد المتبادل وهذا غير متاح سياسيا ودوليا، واما التراجع الميداني والحد من عمليات الاغتيال والقصف في العمق، وهو امر مرجح، لكن هل ستتراجع عمليات الحزب في حال قامت تل ابيب بهذه الخطوة ؟
من الواضح ان التصعيد سيبقى سيد الموقف في لبنان ومختلف الجبهات وذلك بهدف الوصول الى وقف اطلاق نار في غزة، اذ ان انقاذ حماس بات امرا لا مفر منه ولعل الخطوة الايرانية ما كانت لتكون بهذه الجرأة لو ان وضع حماس الميداني كان جيدا، وعليه فإن سقف التفاوض وضعته ايران من خلال ضربتها وتصعيد حلفائها الامر الذي سيجعل من اسرائيل اكثر واقعية ولو بعد حين..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook