آخر الأخبارأخبار محلية

كيف استفادت إسرائيل من هجوم إيران الأخير؟

اعتبر “محور المقاومة” في منطقة الشرق الأوسط، أنّ هجوم إيران الأخير على إسرائيل، الذي أتى ردّاً على استهداف تل أبيب لسفارة طهران في دمشق، قبل فترة، شكّل ضربة قويّة للحكومة الإسرائيليّة، التي لم تكن تعتقد أنّ القيادة الإيرانيّة لديها الجرأة بشنّ هجوم عليها، من دون وكلائها، كـ”حزب الله” و”الحوثيين” وبقيّة الفصائل المواليّة لها في سوريا والعراق.

 
وكانت إسرائيل ولا تزال تُركّز على اقتحام رفح، وسط المطالبات الغربيّة التي تدعوها إلى عدم الهجوم على هذه المدينة الفلسطينيّة القريبة من مصر، خوفاً من ارتكاب تل أبيب جرائم جديدة ضدّ الغزاويين، وخصوصاً هؤلاء الذين نزحوا بسبب الحرب والدمار الكبير الذي ألحقة الجيش الإسرائيليّ في غزة.
 
أمّا بعد الردّ الإيرانيّ، واتّخاذ إسرائيل قرارها بأّنّها تستعدّ لمهاجمة أهداف داخل إيران، فيرى العديد من المراقبين أنّ بنيامين نتنياهو قد كسب الدعم الغربيّ مرّة جديدة، ولعلّ هذا الأمر تمثّل باندفاع الولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا إلى صدّ الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها طهران في 13 نيسان. ويتوقّع المراقبون أنّ تستأنف الدول الغربيّة دعمها المطلق لتل أبيب، عبر مدّها بالأسلحة التي تحتاجها لاجتياح رفح، ولتنظيم هجومها على إيران، كما أنّ واشنطن ولندن ستُبقيان سفنهما وبوارجهما في المنطقة بحالة إستنفار، للدفاع بقوّة عن أمن إسرائيل.
 
ويقول المراقبون إنّ نتنياهو كان يفقد شيئاً فشيئاً الدعم الغربيّ، وكانت هناك إنتقادات كبيرة له، وخصوصاً أنّه لا يمتلك خطّة واضحة لحماية النازحين في رفح، الأمر الذي دفع الولايات المتّحدة إلى معارضة أيّ عمليّة عسكريّة جديدة، قد تُساهم في تمدّد النزاع إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن.
 
وبعد هجوم إيران على إسرائيل، أعادت أميركا ومعها تل أبيب الإشارة إلى أنّ المشكلة الحقيقيّة في المنطقة لا تتمثّل بـ”حماس” و”حزب الله” و”الحوثيين”، أو غيرهم من الفصائل المُواليّة لإيران فقط، وإنّما بطهران التي هي العقبة الكبيرة بالنسبة للإدارة الأميركيّة والإسرائيليّة، والتي تحول دون تحقيق السلام وعودة الهدوء والإستقرار. وعلى الرغم من أنّ المراقبين يعتبرون أنّ الردّ الإيرانيّ لا يستدعي قيام إسرائيل بردّ معاكس، لأنّه لم يُشكّل عامل مفاجأة ولم يُحدث أضراراً كبيرة ولم يتسبّب بحالات وفاة، واستطاع الجيش الإسرائيليّ والبريطانيّ والأميركيّ من إعتراض أغلبيّة صواريخ الـ”كروز” والبالستيّة والمسيّرات قبل وصولها إلى الأراضي المحتلّة، فإنّ “الكابينت” اتّخذ قراراً مُثيراً للجدل بمهاجمة الأراضي الإيرانيّة، ما قد يُعرّض المنطقة لحربٍ كبيرة، عبر جرّ إيران وأميركا وبريطانيا مباشرة إلى النزاع الدائر في غزة.
 
وهناك عدّة عوامل تمنع أميركا من دخول أيّ حربٍ، وهي لا تزال تعمل عبر الطرق الدبلوماسيّة لعدم توسّع النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ إلى دول الجوار، لكنّها بحسب المراقبين لن تقف على الحياد أبداً، وستُقدّم الدعم العسكريّ لإسرائيل لمُهاجمة إيران، من دون أنّ تتوّرط في التخطيط والتنفيذ لأيّ هجوم على طهران. ويلفت المراقبون إلى أنّ إسرائيل عادت لتُصوّر نفسها أنّها ضحيّة لـ”إرهاب حماس وحزب الله وإيران”، وقد انتهجت هذه الدعاية منذ 7 تشرين الأوّل، ووسائل الإعلام والإدارات الغربيّة تُروّج لهذا الإدّعاء بقوّة، لدعم الجهود الحربيّة الإسرئيليّة.
 
إذاً، بحسب المراقبين، فإنّ إسرائيل استفادت من هجوم إيران الأخير عليها في 13 نيسان، ولم تعدّ معزولة دوليّاً بسبب جرائمها وإخفاقاتها في غزة، وهي تعمد إلى نقل الحرب بعيداً عن “حماس” و”حزب الله” إلى إيران. ويُتابع المراقبون أنّه لو اندلعت حربٌ كبرى في المنطقة، فإنّ إدارة جو بايدن ستجد نفسها في موقعها الطبيعيّ إلى جانب تل أبيب، حتّى لو كانت مُجبرة على ذلك، لكنّها ستستمرّ بالعمل على تجنيب الشرق الأوسط هكذا نزاع دمويّ، في ظلّ اقتراب الإنتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، والتقدّم الذي تُحرزه القوّات الروسيّة في أوكرانيا.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى