آخر الأخبارأخبار محلية

أزمة اسرائيل الفعلية.. اللامبالاة الاميركية

من الاكيد أن الضربة الايرانية حققت اهدافا استراتيجية في اطار الصراع مع اسرائيل، ومن اهمها الشعور لدى تل ابيب ان ما حصل كان مجرد “بروفا” لما قد يأتي لاحقا، وهنا تكمن الخطورة بالنسبة لاسرائيل، اذ ان استمرار الضربة الايرانية ليومين او ثلاثة فقط كان سيؤدي الى سقوط شبه كامل لقدرة الدفاع الصاروخي وفق تأكيدات الخبراء وهذا يعني ان المعركة ستكون بالكامل داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.

لكن بعيدا عن الدخول في التفاصيل العسكرية والتكتيكية، يجب الإلتفات الى الموقف الاميركي الذي تنصل منذ الايام الاولى من الضربة الاسرائيلية التي استهدفت القنصلية الايرانية في دمشق وادت الى مقتل عدد من قادة الحرس الثوري، وهذا يعني ان واشنطن رفعت الغطاء عن حكومة بنيامين نتنياهو في الساعات الأولى في اطار الكباش مع ايران، لكن هذا لا يعني ابدا ان الاميركيين لن يساندوا اسرائيل في الحرب في حال وقوعها.

اقصى ما فعلته واشنطن هو مساعدة اسرائيل على التصدي للضربة الايرانية ولم تقم بأي ردة فعل مباشرة لمنع ايران من توجيه الضربة او حتى للتهديد بالمشاركة بالرد عليها في حال نفذتها، ولاحقا بعد الضربة الصاروخية الكبيرة، التزمت واشنطن الحياد شبه الكامل اذ دعت الى ضبط النفس وطلبت رسميا من اسرائيل عدم الرد وتجنب التصعيد ضد ايران، لا بل اعلنت وبشكل صريح انها لن تشارك عسكريا في اي رد اسرائيلي على طهران.

يرى الاميركيون انهم في ازمة حقيقية، ليس لانهم لا يملكون ادوات القوة بل لان اولوياتهم باتت مشتتة، اذ ان التهديد الاستراتيجي للولايات المتحدة الاميركية يكمن في الصين لكن التفرغ للتمدد الصيني يبدو مستحيلاً في ظل اشتعال حرب اوكرانيا وعدم قدرة واشنطن وحلفائها على الانتصار فيها، واشتعال الحرب في المنطقة ومخاطر توسعها وتورط واشنطن فيها بشكل مباشر، الامر الذي سيترك الصين امام هامش كبير من الوقت لتعزيز قدراتها الاقتصادية والتكنولوجية.

لذلك قررت الادارة الاميركية الضغط على تل ابيب للقول لها بضرورة الاكتفاء بالانجازات العسكرية والتكتيكية التي حققتها ضد حماس وعدم الذهاب بعيدا لان ذلك يورط واشنطن في الشرق الاوسط لفترة طويلة، علما ان الاميركيين يجدون ان المصلحة الاسرائيلية ايضا تكمن في عدم الاستمرار في المعركة الحالية لان صورتهم الدولية تتضرر بشكل كبير وواقعهم الشعبي في الغرب والشرق تراجع الى حدوده الدنيا.

اذا، يبدو ان الضغوط الاميركية على اسرائيل ستفرض عليها القيام برد بسيط على ايران، لكن واشنطن لم تكتف بذلك، لا بل سرّب مسؤولون اميركيون ان اي رد ايراني على الرد الاسرائيلي لن يكون ممكنا التصدي له بالطريقة نفسها وبالنجاح نفسه، وهذا ما قد لا يكون واقعيا، لكن الواضح أن الادارة الاميركية تريد منع اسرائيل حتى من القيام برد شكلي على ايران في الفترة الحالية. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى