إنتخابات الرئاسة بعيدة.. بالرغم من الرغبة الاميركية

تشكل الخلافات الداخلية جانبا اساسيا من جوانب الازمة الرئاسية في لبنان، فخلال مراحل معينة كان يمكن للقوى السياسية اللبنانية انتخاب رئيس لو اتفقت في ما بينها من دون اي اعتراض دولي او اقليمي، حتى مرشح “حزب الله” رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان يحظى بضوء اصفر سعودي واميركي، وعليه فإن التوازنات السلبية داخل المجلس النيابي تشكل عائقاً اساسياً لانهاء الفراغ، وبالتالي فإن تبدل التحالفات ستكون المدخل الفعلي الى قصر بعبدا.
لقد كان الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله واضحا عندما اكد انه ليس في وارد الاستفادة من “النصر الذي سيحققه في القضايا الداخلية” كما قال بأن المفاوضات المباشرة الايرانية الاميركية لن تحصل وان حصلت لن يكون للقضايا الاقليمية اي علاقة فيها، وعليه فإن اي تحول كبير في المنطقة لن يحصل في القريب العاجل ليؤدي الى فرض رئيس على لبنان واسقاط الحل على القوى السياسية.
اما على الصعيد الداخلي وبالرغم من حصول بعض التحولات الايجابية نسبيا لصالح ترشيح رئيس المردة سليمان فرنجية، مثل التقارب الحاصل بين النائب السابق وليد جنبلاط و”قوى الثامن من اذار”، واستئناف نحرك “اللجنة الخماسية” واللقاءات المكثفة التي تعقدها، الا ان الامر لا يمكن ان يؤدي الى حصول فرنجية على ثلثي الاصوات، على اعتبار ان جزءا كبيرا من النواب السنّة كانوا الى جانب الرجل في الاصل، وستبقى قوى المعارضة قادرة على تعطيل جلسة الانتخابات بسهولة نسبية.
في المقابل لم يطرأ اي جديد على حجم الكتلة النيابية للمعارضة، حتى لو انضم “تكتل لبنان القوي” اليها، وهو امر بات مستبعدا بعد التحولات المستجدة في موقف جبران باسيل، فإنها ستكرر تجربة التقاطع على الوزير السابق جهاد ازعور وهي تجربة فشلت في ايصال رئيس بالاكثرية. لذلك فإن التوازن السلبي سيبقى مسيطرا على المجلس النيابي في ظل انعدام الحوار بين التناقضات وتحديدا بين “الثنائي الشيعي” وحزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” الممثلان الاساسيان للمعارضة وللبيئة المسيحية ايضا.
التحوّل الوحيد المنتظر هو تبدل رأي رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ودعمه لفرنجية او قبول “الثنائي”بمناقشة الاسم الثالث معه، وهذا الامر يحتاج الى تدخلات اقليمية ليست متاحة في الوقت الحالي، اذ ان الاميركيين والفرنسيين ليسوا في وارد دعم فرنجية وخوض معركته وان وافقوا عليه، لذلك فإن الدخل القطري مع باسيل وربما السوري مع عون سيكون الحل الوحيد لاحداث نقلة نوعية في توازنات القوى التي تحسم وصول رئيس الى قصر بعبدا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook