آخر الأخبارأخبار محلية

هل ينتهي التواصل بين برّي وباسيل بتوافقٍ؟

عاد رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل إلى التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، من خلال عضو تكتّل “لبنان القويّ” النائب غسان عطالله، الذي يقود الإتّصالات بين ميرنا الشالوحي وعين التينة، علماً أنّ علاقتهما مرّت بالكثير من الخلافات السياسيّة ولا تزال، وخصوصاً في موضوعيّ جلسات مجلس الوزراء، ورئاسة الجمهوريّة.

Advertisement










 
وهناك تساؤلات كثيرة عن السبب الذي دفع باسيل للتواصل مع برّي، كونه يتّهم “الثنائيّ الشيعيّ” بالتعطيل، وبتأمين النصاب لجلسات حكومة تصريف الأعمال، وفي المقابل، لا يزال مرشّح رئيس “التيّار” هو وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، وهو يُنسّق مع المعارضة المسيحيّة، وشاركها في لقاء بكركي المسيحيّ الذي دعا إليه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل فترة قصيرة، للخروج بوثيقة مسيحيّة وطنيّة، تُشير إلى الأسباب التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهوريّة، إضافة إلى موضوع السلاح غير الشرعيّ، وغيرها من الأمور التي تهمّ المسيحيين.
 
ويجد باسيل نفسه بين فريقين متنازعين في السياسة وفي تحديد هويّة لبنان الفعليّة، غير أنّ مراقبين يقولون إنّ رئيس “الوطنيّ الحرّ” اختار نهج التواصل مع كافة الأفرقاء، أكانوا معارضين له، أمّ حلفاء لـ”التيّار”، لذا، وانطلاقاً من هذا التموضع الجديد، يرفض “لبنان القويّ” انتخاب “رئيسٍ مستفزّ”، من فريق “السياديين” كذلك من “محور الممانعة”، وهو بات يُدرك أنّه من دون الحوار، يستحيل إنهاء الشغور الرئاسيّ.
 
وتُشير أوساط نيابيّة إلى أنّ باسيل لم يعدّ يُعارض منطق الحوار كما كان في السابق، وأمسى مُوافقاً على عقده، أكان مسيحيّاً تحت رعاية بكركي، أمّ كان نيابيّاً بين مختلف الكتل، إنّ كان جدوله هو اختيار أحد المرشّحين الوسطيين، والتوافق على مشروعه السياسيّ والإقتصاديّ للمرحلة المقبلة.
 
وتُؤكّد الأوساط النيابيّة أنّ باسيل يُشدّد على مبدأ الشراكة، وهو يُريد من خلال التواصل بين جميع رؤساء الكتل والأحزاب، أنّ يكون فريقه مُشاركاً في صنع القرارات المهمّة في البلاد، وخصوصاً في ما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسيّ. وتُتابع الأوساط أنّ مفتاح سحب ترشّيح رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، الذي لا يُؤيّده المسيحيّون، ومن ضمنهم باسيل، هو بيدّ برّي وليس فقط “حزب الله”، كما يُشير البعض.
 
إلى ذلك، تقول الأوساط أيضاً إنّ مبادرة كتلة “الإعتدال الوطنيّ” التي أساسها هو الحوار والتوافق، تجمع باسيل وبرّي، فهما لم يُعلنا أبداً حتّى اللحظة أنّهما ضدّها، على الرغم من أنّ “حزب الله” هو الوحيد الذي لم يتجاوب معها.
 
أمّا المعضلة الأساسيّة التي تُواجه أيّ توافق بين برّي و”التيّار”، فهي عينها التي أبعدت باسيل عن “حزب الله”، وهي موضوع رئاسة الجمهوريّة، وتمسّك “الثنائيّ الشيعيّ” بسليمان فرنجيّة، وعدم رغبته بالتنازل عنه، بعد الحرب الدائرة في غزة والمعارك في جنوب لبنان. فيقول مراقبون إنّ “الحزب” يُريد تعزيز دور “محور المقاومة” عسكريّاً كما سياسيّاً عبر الإنتخابات الرئاسيّة.
 
ويُضيف المراقبون أنّ باسيل من خلال تواصله مع الجميع، يبحث عن مصلحته، فإذا تحقّقت حتّى بوصول فرنجيّة إلى بعبدا، فهو مستعدّ للسير برئيس “المردة”، وأبرز دليل على هذا الأمر، عندما قال لـ”الثنائيّ الشيعيّ” إنّه سينتخب مرشّح “حزب الله” إذا أعطاه في المقابل الصندوق الإئتمانيّ واللامركزيّة الإداريّة. أمّا إذا استمرّ “الحزب” بإقصاء رئيس “التيّار” من المُعادلة السياسيّة، فهو سيجد مصلحته مع المعارضة، كما كان الحال عندما دعم ترشّيح أزعور، أو من خلال إجتماع بكركي مع الأحزاب والكتل المسيحيّة.
 
ويُشدّد بعض المراقبين على أنّ أيّ نجاح أو تقارب بين أيّ فريقٍ مع برّي أو مع “حزب الله” لا يُمكن أنّ يحصل، إذا بَقِيَ فرنجيّة مرشّحاً، لأنّ هناك أكثريّة لن تنتخبه، وترى أنّه يُعيق أيّ تقدّم في الإنتخابات الرئاسيّة، ويضرب أيّ مبادرة داخليّة أو خارجيّة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى