الوكالة الوطنية للإعلام – لقاء تضامني في بيروت مع المناضل جورج عبدالله وفلسطين
وطنية – نظمت “الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبدالله”، لقاء تضامنيا في بيروت بالتزامن مع مسيرة في مدينة لانميزان الفرنسية، والتي اختتمت بوقفة أمام سجن جورج عبدالله.
شارك في اللقاء حشد من الشخصيات السياسية وممثلو الأحزاب والمنظمات الفلسطينية واللبنانية، وشكل اللقاء مناسبة لتأكيد مساندة فلسطين والتنديد بحرب الإبادة على قطاع غزة، وللمطالبة بالحرية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والحرية للمناضل الأممي، الشيوعي العربي، والمواطن اللبناني جورج عبدالله المعتقل تعسفا في السجون الفرنسية منذ ٤٠ عاما.
حشيشو
وألقى الأمين العام للحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو كلمة المقاومة اللبنانية، وجاء فيها: “لأنه مناضل ثوري أممي، ولأنه اعتبر العدو هو كل من يمارس الاحتلال والاستعمار والاستغلال، تطوع للتصدي لهذا العدو، ولأنه مؤمن بوحدة الجبهة العالمية ضد هذا العدو حمل شعار وراء العدو في كل مكان. ولأنه يحمل كل هذه القيم الانسانية، يقبع الرفيق جورج عبد الله في معتقل الإمبريالية الفرنسية”.
أضاف: “سأضيء على جانب من معركة طوفان الأقصى لم يعط حقه في البحث والتحليل، وهو البعد الطبقي والأممي لهذا الحدث العظيم، إن فعل 7 تشرين الفلسطيني هو ثورة متكاملة الأركان والشروط، هو فعل ثوري تحرري ضد احتلال استعماري استيطاني معتمد كقاعدة عسكرية عدوانية متقدمة للغرب الأطلسي، لتأمين مصالحه الاستراتيجية ومنع الشعوب العربية والمنطقة من التكامل والتوحد والتنمية المستقلة، وهو ثورة أبطال المقاومة الفلسطينية من أبناء الفقراء من الفئات الشعبية المحاصرة والمفقرة والمجوعة، ضد كيان هو جزء عضوي من النظام الرأسمالي العالمي ، وهذه الثورة لاقت الإسناد والمناصرة من أشباههم الفقراء في قوى وحركات المقاومة في المنطقة، لذلك سارعت القوى الامبريالية ورأس المال العالمي الى الاستنفار وقيادة الدفاع عن الكيان ومده بكل أسباب الاستمرار لسببين رئيسيين، أولهما: أن هزيمة الكيان هي هزيمة لمشروع الهيمنة الاميركية والغربية وهي تسريع لتغيير المعادلات على المستوى الكوني للخلاص من عدوانية القطب الأوحد، لمصلحة نظام عالمي متعدد الاقطاب او لمشروع لامركزية العالم، وهو موضوع للنقاش، والثاني هو أن هزيمة الكيان هي خسارة لإستثمارات رأس المال العالمي وتداعياتها على موقع الرأسمال المتوحش لمصلحة القوى الاقتصادية العالمية الناشئة، وفي المحصلة ان بقاء الكيان وانتصاره يهدف الى إبقاء الردع الغربي ضد شعوب عالم الجنوب قائما. ويرتبط الكيان إيديولوجيا بالغرب الاستعماري، ما يجعل من الصهيونية أداة سياسية وأيديولوجية لسلطة الرأسمال العالمي”.
واعتبر حشيشو أن “حرب الإبادة التي يشنها الكيان ضد الشعب الفلسطيني في غزة ليست رد فعل على 7 اكتوبر، وهي لا تخرج عن سياق ارتباط الصهيونية بالفكر الاستعماري وبفعل الإبادات الغربية ضد السكان الأصليين في أميركا وكندا واستراليا وغيرها، وضد سكان القارة الافريقية، وضد الشعوب المناضلة من أجل حريتها واستقلالها، وضد الفقراء أينما وجدوا”.
وشدد على أن “خيار المقاومة، بكل أشكالها العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والمقاطعة ومناهضة التطبيع، الذي تبنته شعوبنا واحتضنته وقدمت التضحيات الهائلة لاستمراره، هو خيار الضرورة الموضوعية والعملية في مواجهة الاحتلال وأسياده، وما عزز التمسك بهذا الخيار هو التجارب المضيئة والانجازات التاريخية التي سطرتها جبهة المقاومة الوطنية والمقاومة الاسلامية في لبنان، والمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها الوطنية والإسلامية على مساحة فلسطين المحتلة، وأبطال المقاومة العراقية، ورجال اليمن البواسل، ومعهم دول محور المقاومة من سوريا الى إيران التي دفعت وتدفع ضريبة مناصرة فلسطين وشعبها ومقاومتها حتى التحرير الكامل، وعذابات أسرانا البواسل، لأنه في المقابل خبرنا وخبرت شعوبنا الخيار الآخر، فانتفاضة 1987 كانت شعبية بالحجر والمقلاع فواجهها العدو بالحديد والنار، وعندما حمل شعبنا السلاح في انتفاضة العام 2000 أدانها ما يسمى المجتمع الدولي والرجعية العربية والمطبعين والليبراليين واتهموا المنتفضين بالمغامرة والجنون، نعم، الثوار في كل العالم مغامرين ومجانين، من كان يظن بعد الاحتلال الصهيوني للبنان في العام 1982 انه يمكن طرد الاحتلال وتحرير الارض دون قيد او شرط سوى المغامرين والمجانين، ومن اعتقد قبل 7 اكتوبر أنه يمكن لفتية غزة المجانين ان يحرروا آلاف الكيلومترات من فلسطين المحتلة، ولمجانين اليمن ان يتحدوا أقوى دولة عظمى بأساطيلها وقواعدها وأدواتها، ويكسروا غطرستها ويمرغوا صورتها على شواطىء البحر الاحمر”.
وقال: “نحن حركات تحرر نملك إرادة وعزما وإصرارا وايمانا راسخا بعدالة قضايانا ونحن جزء من الحلقة الأممية الأوسع لتغيير العالم القائم على الظلم والقهر والاستعباد، نتهم بأننا حالمون، نعم نحن حالمون، ومتى كانت الأهداف الكبرى لا تبدأ بحلم ويتحول بفعل الإرادة والإصرار والمثابرة الى حقيقة ناجزة، وإلا كيف يصمد أبطال الحرية في سجون العدو لولا الحلم بالحرية”.
وتابع: “أخيرا الى الرفيق جورج، التزمت بتوصيتك للرفاق أن لا تكون أنت وقضيتك محور شهر التضامن لتحريرك من سجون الامبريالية الفرنسية، لأن القضية اليوم هي فلسطين وغزة والأسرى، ولكني سأختصر لأقول إن جورج مثله مثل الرجل الأميركي الذي كان يقف وحيدا أمام البيت الأبيض حاملا شمعة بيده كل ليلة طوال الحرب العدوانية على فييتنام، وفي يوم سأله صحفي: هل تعتقد حقا أن وقوفك وحيدا سيغير شيئا؟ أجابه الرجل: إني آت الى هنا لا لأغير شيئا، أنا آت كي لا يغيرونني ويمحون إنسانيتي باندفاعهم المجنون. وانت يا جورج تقف وحيدا كي لا يغيروننا نحن، ويمحون انسانيتنا ويدوسون على كرامتنا”.
وختم: “لأن قضية تحرير جورج قضية وطنية وأممية، سياسية ونضالية وأخلاقية، ولأن المانع الوحيد لتحرره هو قرار أميريكي صهيوني، فإننا نجدد طلبنا من قوى المقاومة الفلسطينية إدراج الرفيق جورج ضمن صفقة التبادل مع الاحتلال لتبييض السجون، خاصة أن من أسرى العدو لدى المقاومة من جنسيات أميركية وفرنسية وغربية”.
ياسين
كلمة الحملة الوطنية ألقاها الأسير المحرر أنور ياسين، واستهلها بالقول: “أحييك بتحية فلسطين الجريحة والأسيرة، ولكنها مقاومة. أحييك بتحية القائد والرفيق جورج عبدالله، شبيه فلسطين، ومتقن دروسها العليا، ابن القبيات مولدا، وابن لبنان “الحلم” مدرسة، وابن الحرية والثورة فكرا وفلسفة وانتهاء… من الألف إلى الياء.. تحية القضية، والخيار الذي أتقنه جورج وانتمى له باكرا، وتحول به ومعه انموذجا استثنائيا لطبيعة صراعٍ كلي، يمتد كما رآه جورج بعيدا في الجغرافيا، والسياسة والاقتصاد”.
أضاف: “كان جورج الذي مثل عن جدارة الوجه الثوري لهذا الصراع، يشاهده برؤياه أكثر منا جميعا، وهو محجوب الرؤيا… وكانت قبضاته وأنامله تطال عمق تفاصيله بيديه المغلولتين منذ أربعين عاما. هي أكثر بكثير من مجرد رقم، هي أكثر من أربعة عشر ألف وستمئة يوم بنهارهم وليلهم… كان فيهم جورج يعتلي منارته من خلف الأسوار الصهيونية – الفرنسية، يرفع مشعله لنرى الطريق، وليعلمنا من خلال مقولته “لن أعتذر، لن أساوم، وسأبقى أقاوم”. إن الخلاص ليس فرديا، لأن الصراع ليس شخصيا، وما كان قد بدأ هنا، كان موجودا هناك وهناك وهناك”..
وقال ياسين: “لقد أدرك الأعداء، على اختلاف أسمائهم الموحدة، وربما أكثر منا للأسف، محورية ما يمثله مشعل جورج “الرمز” والإنسان، من معان وأهداف وخط بياني صاعد نحو الحرية الجماعية والخلاص الجماعي، الذي يهدد مشروعهم الفردي العنصري الاستغلالي الإجرامي، المبني على ثقافة الخلاص الفردي، والمصلحة الأنانية على حساب الجماعة المكرسة في مجتمعاتهم… فحاولوا معاقبة جورج وحصاره، ورفع الأسوار أكثر حوله، إلا أنهم تفاجؤوا أن منارة هذا القائد تحولت إلى شمس للمناضلين الأحرار الشجعان… والشمس لا تحجب بجدران. ووجدوا أن جورج روض الريح، وسيرها نحو الجنوب، فكنا من طله “الجمولي” وسيرها نحو جنوبي الجنوب، فأثمرت رطبا ودما زكيا حارا على أرض غزة العزة… دما يوقد لشمس الصباح الأجمل مراجله، ويفتح بالسواعد المقاومة “في فلسطين الأبية، والجنوب المقاوم، والعراق واليمن السعيد” صفحة جديدة وتاريخا جديدا… وانتصارا أكيدا على طغاة العصر، وأصحاب ثقافة القتل، والنار والحديد”…
وتوجه ياسين الى الحضور: “أختم عليكم بصرخة مخلصة، انتصارا لما نبغى ونريد، انتصارا للمعركة المقبلة، إلى جانب جورج، أن نكون أحرارا في مشروعه التحرري الجماعي. ولننتصر لفلسطين وحريتها، ينتصر جورج بحريته المغروسة عميقا بداخله، ولنرسم معا خارطة العالم المقبل الخالي من الإمبريالية والاستعمار والاحتلال والخونة التابعين، الخالي من الجشع والاستغلال البشع للإنسان وموارد الطبيعة الأم. ونبني عالما يسوده الحق والعدل والحرية، والسلام والأمن الحقيقين… الحرية قريبا للرفيق القائد جورج عبدالله… الحرية لفلسطين وأسراها. إلى النصر دوما… الحرية أو الموت… سننتصر”.
وتخلل اللقاء التضامني كلمة المقاومة الفلسطينية، ألقاها مسؤول حركة المقاومة الإسلامية في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، ليختتم اللقاء بتحية مسجلة من المعتقل جورج عبدالله أمام المحكمة الفرنسية العام 1987، مقتطعة من فيلم “فدائيين”
—————————————-
مصدر الخبر
للمزيد Facebook