الوكالة الوطنية للإعلام – حدادة خلال تجمع أمام سجن جورج عبد الله في فرنسا: اختار أن يبقى حراً وهو في سجنه
وطنية – تجمع آلاف الأشخاص أمام سجن لانميزان في فرنسا دعما لجورج ابراهيم عبد الله، بدعوة من احزاب ومنظمات يسارية وجممعيات تضامن فلسطينية -فرنسية ومنظمات نقابية.
وألقى الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة كلمة استهلها بالقول: “أشكر لكم، إتاحة الفرصة لي، لمخاطبة جورج ابراهيم عبدالله من أقرب مسافه منه منذ أربعين عاماً، رغم التواصل الفكري والسياسي، والقضية. عرفته، منذ شبابه وقبل اعتقاله، صلباً شحذ إرادته من جبال وصخور عكار في شمال لبنان. شحذ فكره ثقافة والتزاماً ثورياً، وجهته دائماً في مواجهة الحقد والاحتلال والفساد”.
أضاف: “أتوجه إليك، رفيقي وصديقي العزيز، لأبلغك أن ما في داخلي اليوم مزيجٌ من الألم والغضب والفخر والأمل. الألم من رؤية غزة، ينحرها الحقد الصهيوني، الألم ممن يدعون الديمقراطية ويمارسون القمع ضد كل شعوب العالم، ويغطون المذبحة والإبادة. أما الغضب، فمن أنظمة عربية خائفة وخائنة، تخشى على سلطاتها وعلى أموال الشعوب التي اغتصبتها وتقاسمتها مع الأميركي. الغضب من حكومات فرنسية متعاقبة، تركت تاريخ شعبها وقيم ثورتها، لتنفذ القرار الاميركي – الاسرائيلي بدعم حرب الإبادة في غزة، وأيضاً لتنفذ قرار الحكومة الصهيونية والادارة الأميركية باستمرار سجنك، مضحية بما تدعيه من استقلال القضاء ومفاهيم الحرية والعدالة. الغضب من نظام سياسي لبناني، تمنعه طبيعته الطبقية التابعة، وتكوينه الطائفي، من المطالبة بإطلاق سراحك، من أجل مصالح حكامه وارتباطاتهم. أما الفخر، الفخر بشعب يحتضن مقاوميه في غزة، يدفن شهداءه بيد، ويغني ويرقص، حاملاً سلاحه باليد الأخرى. الفخر بالضفة الغربية، يقوم شبابها بالتصدي لقطعان المستوطنين المسلحين والمحميين من الجيش الصهيوني الغاصب. الفخر بمقاومة لبنانية، تستمر في القيام بمهامها، إسناداً لغزة، واستمراراً في الدفاع عن الوطن، وتدفع مئات الشهداء والجرحى على نفس الطريق. الفخر بشعب اليمن، الفخر بمقاومة العراق. الفخر بشعوب أفريقيا، وخصوصاً جنوبها وبحكومتها، الفخر بأميركا اللاتينية، الفخر بآلاف الشباب والفتيات في أوروبا والعالم، يتحدون حكوماتهم، ويرفعون راية الدفاع عن فلسطين. والفخر يشمل الآلاف من الشباب الفرنسي، الداعم لغزة والداعم لقضيتك. والفخر بمناضل، قضى 40 عاماً، كان يمكنه تلافيها، لو نطق بكلمة تراجع، لكنه يستمر بالصمود، تعانق إرادته إرادة شعب فلسطين، الفخر بك يا جورج. أما الأمل، الأمل بالحالة الجنينية التي ولدتها غزة ومقاومتها. الأمل بأطفالٍ ينتشلون أشلاء أخوتهم وأخواتهم، أصدقاءهم وصديقاتهم، آباءهم وأمهاتهم، يحولون ألمهم المكبوت إلى صواعق، ستستكمل الصمود بالتحرير. الأمل، بما تركته هذه المعركة من وضوحٍ في العالم، المواجهة بين ذئاب الكولونيالية والشعوب الفقيرة. الاصطفاف واضح: فقراء العالم من جهة في مواجهة الناهبين”.
وختم: “لن أطالب بالحرية لجورج عبد الله، فجورج اختار أن يبقى حراً وهو في سجنه، أما أنت يا ماكرون، أنت السجين، فقد اخترت أن تبقى حبيس التبعية، والسجين الآخر هو النظام السياسي اللبناني، أسير مصالحه وتبعيته”.
===========ن.أ.م
مصدر الخبر
للمزيد Facebook