فن إيميغونغو المرتبط بأقلية التوتسي ينتعش من جديد في رواندا ويصبح رمزا للثقافة والاتحاد
بات فن إيميغونغو الخاص بشعب التوتسي من جديد رمزا للثقافة والاتحاد في رواندا عقب سنوات مرت على الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد. وباتت رسوم إيميغونغو الشائعة بين الأسر الريفية حيث تستخدم النساء الروث والأصباغ الطبيعية المصنوعة من التربة والطين وعصارة الصبار لتزيين منازلهن، موجودة في الاستوديوهات الراقية ومحلات الملابس، وتُستخدم في تزيين الملابس والقطع الأثرية الخشبية.
نشرت في:
3 دقائق
بعد ثلاثة عقود على الإبادة الجماعية في البلاد، عاد تقليد إيميغونغو، الذي يعد شكلا من أشكال الفنون الخاصة بشعب التوتسي لينتعش من جديد في رواندا حيث بات رمزا للثقافة والاتحاد.
ويعتقد على نطاق واسع أن إيميغونغو، المعروف بأنماطه البارزة بالأبيض والأسود، ابتكره أمير من إثنية التوتسي في القرن التاسع عشر.
وخلط الأمير كاكيرا روث البقر والرماد وصنع مادة استخدمها لرسم نقوش ثلاثية الأبعاد على جدران قصره في مملكة غيساكا شرق رواندا.
وسمي هذا التقليد “أوموغونغو”، وهي كلمة من لغة كينيارواندا تعني “عمود فقري”، بسبب الخطوط المستقيمة المعتمدة فيه، وبات شائعا بين الأسر الريفية حيث تستخدم النساء الروث والأصباغ الطبيعية المصنوعة من التربة والطين وعصارة الصبار لتزيين منازلهن.
تقول مؤسِسة تعاونية “كاكيرا إيميغونغو كووبيريتيف” في منطقة كيريهي الشرقية باسيريس أواماريا، إنها بدأت بممارسة هذا الفن عندما كانت في الخامسة عشرة.
ولكن الإبادة الجماعية التي استهدفت أقلية التوتسي في العام 1994 كادت أن تقضي على هذا التقليد، مع مقتل كل أعضاء تعاونية أواماريا الخمسة عشر تقريبا في المذبحة التي أودت بحياة نحو 800 ألف شخص في مختلف أنحاء رواندا.
وتوفي زوجها وعدد كبير من أقاربها، فباتت تعتمد على نفسها وابنيها.
وقالت المرأة البالغة 53 عاما “عشتُ في ظلام وصمت”، مستذكرة الوحدة التي دفعتها إلى إحياء التعاونية عام 1996 ودعوة الناجين الآخرين من الإبادة الجماعية للانضمام إليها. ومُذّاك، بدأت إعادة إحياء تقليد إيميغونغو.
والأنماط التقليدية حاضرة بجانب تصميمات حديثة تتميز بألوان مختلفة. ويتم استبدال الأصباغ الطبيعية بالدهانات التجارية.
وباتت رسوم إيميغونغو موجودة في الاستوديوهات الراقية ومحلات الملابس، وتُستخدم في تزيين الملابس والقطع الأثرية الخشبية، مع سوق يضم أجانب وروانديين.
يقول ثيونيستي نيزييمانا، مدير استوديو “عزيزي لايف” في العاصمة كيغالي، إن هذا التقليد كان مقتصرا إلى حد كبير على شرق رواندا.
ويتابع “لكن بعد أن دمرت الإبادة الجماعية كل شيء… بدأ الناس يفكرون في كيفية إعادة ثقافتهم إلى الحياة. ويحظى فن إيميغونغو اليوم بتقدير جميع الروانديين لا فقط من ينتمي إلى مجموعة التوتسي”.
ويضيف أن “إيميغونغو تقليد يجمع الناس”، لافتا إلى أن متجر واستوديو كيغالي يقدم دروسا في الرسم لمن تتراوح أعمارهم بين 4 و75 عاما.
ويشير إلى الفوائد التجارية للإيميغونغو، إذ تساعد الأنماط التي يشتهر بها هذا الفن في بيع التصميمات “المصنوعة في رواندا” حول العالم.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook