الوكالة الوطنية للإعلام – الراعي رعى إطلاق المؤتمر الوطني الماروني في جبيل: جاء في وقته ليكون وسيلة لإعادة معرفة ذاتنا اللبنانيّة ومسؤوليّتنا
وطنية – اطلقت جمعية “انماء معاد – جامعة الاسرة المعادية” برعاية البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، المؤتمر الوطني الماروني بالتعاون مع الرابطة المارونية و”تجمع موارنة من اجل لبنان” و”المؤتمر المسيحي الدائم”، خلال احتفال اقيم في MAJESTIC BYBLOS GRAND HOTEL في جبيل ، شارك فيه كل من وزيرة التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال نجلا رياشي عساكر، السياحة وليد نصار ، النائب سيمون ابي رميا ممثلا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، النائب رازي الحاج ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية”سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، النائب سليم الصايغ ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، النائبان فريد هيكل الخازن وزياد الحواط، كميل الاسمر ممثلا رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون، الدكتور روجيه شويري ممثلا النائب فؤاد مخزومي، الوزير السابق مروان شربل، النائب السابق نعمىة الله ابي نصر، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي السفير بطرس عساكر، المدراء العامون التربية عماد الاشقر ، المالية جورج معراوي، الجمارك ريمون الخوري، مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، رئيس الرابطة المارونية الدكتور خليل كرم، رئيس المجلس الماروني العام ميشال متى، الزميل مارك بخعازي ممثلا نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي، قائمقام جبيل بالانابة نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة ممثلا رئيس الاتحاد فادي مرتينوس، رؤساء بلديات جبيل وسام زعرور، وعدد من رؤساء البلديات، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران.
كما شارك في الاحتفال المطرانان ميشال عون وسمير مظلوم، مفتي كسروان – الفتوح وجبيل العلامة الشيخ عبد الامير شمس الدين، امام مسجد جبيل الشيخ غسّان اللقيس ، الاب نعمة نعمة ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ، العميد سمعان طراد ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، العميد سمير البستاني ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، العقيد مازن صقر ممثلا المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، رئيس المركز الاقليمي للدفاع المدني في قضاء جبيل مخول بو يونس ممثلا المدير العام العميد ريمون خطار، عضو المكتب السياسي الكتائبي رستم صعيبي ورئيس اقليم جبيل حليم الحاج، المحامي بسام الحداد ممثلا الامين العام لحزب الكتلة الوطنية ميشال حلو، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان مع وفد من اعضاء المجلس المركزي في الحزب، منسق التيار الوطني الحر سبع حبيب، رئيس واعضاء الجمعية، ممثلون عن حزبي الاحرار والكتلة الوطنية ، فاعليات سياسية، حزبية اجتماعية نقابية ثقافية اعلامية وروحية ومدعوون واعتذر القنصل جوزف مرتينوس عن الحضور بداعي السفر .
نصار
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة عريف الاحتفال المربي طنوس نصار ، تحدث فيها عن المراحل التي مرت بها عملية التعاون لاقامة المؤتمر ، والجهود التي بذلت لتحقيقه، والعلاقة التي تربط البطريرك الراعي ببلدة معاد متوجها اليه بالقول: أصوات من أعماق المارونية تكرّر النداء لإقامة ثنائية مباركة ركناها القديسة رفقا والبطريرك الراعي، من أبناء الضيعة الواحدة، واليها سلامنا بهذه المناجاة الشائعة: حروب تملأ الأرض، وضيق عنه لا نرضى، غدونا كلنا مرضى وليس فينا سواك من يداوينا وينجي لبنان.
زعرور
ولفت زعرور في كلمته الى انه “عندما نتحدث عن جبيل، نتحدث عن الأبجدية، الثقافة، والتاريخ. وعندما نذكر تاريخ الموارنة وإنجازاتهم في نشر الدين والمعرفة والحفاظ على الوجود، وإعلان دولة لبنان الكبير واستقلال لبنان والمصالحة في الشوف العزيز، وتحرير لبنان من الجنود الأجانب، والمواقف التي تحث على انتخاب رئيس للجمهورية في كل عظة أو مقابلة، نتحدث عن الصرح البطريركي وعن كل البطاركة الذين مرّوا على لبنان”.
وذكر ان “مدينة جبيل سلّمت البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مفتاح المدينة في عام 2012، حينما كان النائب زياد حواط رئيسًا للبلدية، واليوم، نجدد إيداعكم هذه الأمانة من شعب جبيل وكنائس المدينة وجوامعها وقلعتها الصليبية لما لها من رموز ، وهذا ليس غريبًا علينا وهو واجب منا، إذ كنتم مطرانًا لقضاء جبيل لسنوات، حيث لم تتركوا بيتًا أو كنيسةً أو جامعًا، وحتى القلعة إلا ما كان لكم بصمة فيها”.
وقال: “في الأحد الماضي، تحدثتم في عظتكم عن إنجيل شفاء المخلع، حيث أشرتم إلى أن المخلع ليس فقط المريض أو الذي لديه إعاقة جسدية، بل هو شفاء الشخص من الخطيئة ، ونحن نقول إن الخطيئة الكبرى لدى المسؤولين في لبنان هي عدم انتخاب رئيس للجمهورية. لذا، نحن، من جبيل مدينة الحرف، نطالب بأن يكون مفتاح انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في أيديكم وحدكم وفي ظل هذا التراث الراسخ، نحمّل قلوبنا تحية امتنان لكم سيدنا، لما قدمتموه وتقدمونه لجبيل ولبنان بأسره. فأنتم لستم فقط قائدا روحيا للمسيحيين، بل رمزا حيا للوحدة والتسامح في هذا الوطن العظيم”.
وختم: “نحن واثقون بأن صوتكم الرنّان سيتّسم بأثره في قلوب القادة والمواطنين على حد سواء، لنشهد معًا على فصل جديد من تاريخنا المجيد”.
عيسى
وتحدث سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة الاميركية غابي عيسى عن تجربته كمغترب لسنوات عديدة في اميركا، وعن الدور المطلوب من الموارنة في الاغتراب وتحديدا في الولايات المتحدة حيث مركز القرار، مشيرا الى ان “الموارنة في واقع انتشارهم هناك مؤهلون لاخذ المبادرة والعمل من اجل الكنيسة، كما ان المطلوب من الموارنة هناك ايضا العمل على عدم عزل انفسهم عن لبنان، وليتأكدوا ان لا موارنة من دون لبنان”، مشددا على “ضرورة ربط الكنيسة المارونية في الولايات المتحدة بلبنان”.
ودعا الموارنة لان “ينخرطوا في النظام السياسي الاميركي لانها الطريقة الاكثر فاعلية لكي يستطيع الاغتراب القيام بدوره في حماية لبنان في القرارات الدولية”، آملا ان “يتبنى المؤتمر هذا الطرح”.
وشدد على “عدم ادخال السياسات الضيقة في عمل الكنيسة”، متمنيا “صدور خطوات عملية عن هذا المؤتمر في هذا الخصوص”.
بدوي
وألقى الباحث والكاتب سليم بدوي كلمة الامانة العامة للمؤتمر ذكر فيها بما سبق وحذر منه البطريرك الراعي قبل تسعة وعشرين عاماً، من أن “الحرب لم تنته بعد وإنْ سَكَتَ المدفع وأن لبنان ما زال يعيش حرباً سياسية اقتصادية، وأن هدف هذه الحرب هو تغيير الهوية اللبنانية وإلغاء تاريخ اللبناني وذاكرته الحضارية” معتبرا ان “هذا الكلام، لا يزال ينطبق على حالنا اليوم ولا يزال سيّد بكركي يصرخ ويحذر”.
وقال: “قررنا من خلال المؤتمر الوطني الماروني، التحرك والعمل من أجل الدفاع عن الهوية المارونية واللبنانية فلقد آن أوان النهضة، وسلاحنا الإيمان والعلم والثقافة وعهدنا أن نكون أوفياء لما كان عليه أجدادنا، رُسُلَ حرية وانفتاح وحوار وجسر محبّة وتعاون بين الجميع من أجل الوحدة والنهضة وخلاص لبنان”.
واضاف: “نتوسل رعاية البطريرك الماروني لأن بكركي دائماً بتحكي صحولأننا مع الصح، أيضاً وبحسب رأي سيدنا مار بشارة “كلما ابتعد الموارنة عن البطريرك كلما تشرذموا وضاعوا فيما جوهر تحرّكنا، بل أسمى أهدافنا العمل، إلى جانب بكركي، من أجل الوحدة والتواصل والتضامن ما بين الموارنة أولاً واللبنانيين ثانياً”.
وتابع: “وعليه، ولأن المارونية هي حلم جماعي وروحي في سعي دائم إلى التجسد في الواقع، وهي قبضة فولاذية لبناء أهرامات تشهد للمحبة والحقيقة والإيمان المسيحي في المشرق، فإننا عازمون على الانطلاق من مدينة الأبجدية جبيل بالحرف والكلمة من جديد، من أجل إحياء رسالة الموارنة الثقافية التاريخية من خلال نشر المعرفة، التي كانت، والتي لا بد من أن تعود بقيمها، إلى احتلال المقام الأول والأهم عند الموارنة ودورهم وصفاتهم. فالخطر الأكبر يكمن في سعي البعض إلى إلغاء الموارنة، ليس سياسياً فحسب، وانما ثقافياً أيضاً”.
وختم: “نريد لهذا المؤتمر الماروني أن يكون وطنياً لأنه، مهما تفرّقنا في بلدان العالم، كموارنة وكلبنانيين، سيظل يجمعنا الوطن. ولأن حلمنا يبقى تحقيق التواصل في ما بين أبناء الكنيسة المارونية، وبين اللبنانيين، جميع اللبنانيين، أينما وجدوا في لبنان والعالم. وذلك، بالتعاون مع كل من يلتزم قضية الحرية والإنسان والوطن، على أمل ترجمة ذلك عملياً إلى أكثر من فعل تضامن يكفل الصمود على أرض الوطن في وجه كل أشكال العواصف والأزمات التي تهدد الوجود والكيان والهوية”.
نجيم
وألقى البروفسور طانيوس نجيم كلمة الرابطة المارونية شدد فيها على “ضرورة ان تلتقي جميع الإرادات الحسنة حول المرجعية البطريركية، المسؤولة أمام الله أولاً، وأمام تاريخنا الكنسي المشرف، بل أمام مستقبلنا المهدد والداعي إلى إحياء الثقة واستعادة الرسالة الدهرية”.
وقال: “كفانا إحباطاً وضياعاً؛ أما حان لنا واستحق على ضمائرنا، الاعتراف بأخطائنا المميتة وسكرنا العشوائي بالمصالح الشخصية والأنانية على حساب الخير العام؟ واجبنا الملح، بما لا يقبل الشك والتباطؤ ورمي الاتهامات على الآخرين، أن نتجرّد من حساباتنا الضيقة وأنانياتنا، فنتناسى بداية خصوماتنا المارونية المارونية ، بل نتعالى على الأحقاد والتجريح، ونعقد العزم، في مواكبة المؤتمر على إحياء الإيمان والرجاء والمحبة، برعاية كنيستنا وقيادتها، فنتمكن من إحداث خرق منشود في المسيرة التراجعية التي تؤرقنا، ونستعيد زمام الرسالة التي تميزنا بها منذ الجذور”.
واضاف: “نعاهدكم، في بيبلوس الأبجدية، على الالتزام بإرشاداتكم والاستمرار على خطى الآباء والأجداد وريادة نهضة وطنية شاملة، نستوحي هويتنا اللبنانية التي تبلورت وترسخت بسعي حثيث من بطاركتنا العظام؛ كما نستلهم انتماءنا، المسيحي بعامة، والإنطاكي السرياني الماروني بخاصة، وتاريخنا المتأصل والمنفتح على الحداثة الجماعية ذاتياً، والفاعل في التحديث الوطني مجتمعياً، فنقوم مع شركائنا جامعة الأسرة المعادية المشكورة على بادرتها التوحيدية، والهيئات المارونية المتجاوبة معها، بإطلاق هذه الحركة المدنية النهضوية ثقافياً واجتماعياً نطمح إلى رسم رؤية رائدة فنقوم بدورنا ونسهم مع شركائنا في الطائفة حزبيين ومستقلين، وشركائنا في الوطن مسيحيين ومسلمين على السواء، في إطلاق نهضة وطنية عامة، نهضة تثقف وتثقيف، نهضة مقاومة للفساد المستشري واقتلاعه من النفوس بتنشئة الأجيال الصاعدة على إبراز صورة بهية للبنان تعيد إليه الأدمغة المهاجرة ولاسيما الشبيبة التي سئمت الصور المشوّهة على مختلف الصعد”.
وختم: “لطالما كان بين الموارنة والثقافة عهد تلازم وترابط أملنا أن يوقف هذا المؤتمر الإحباط والنزف ويعمل على تنشئة إنسان جديد وبناء لبنان جديد على أسس الحرية والتعددية والمساواة بين جميع مكوناته، واحترام حقوق الإنسان، وكل مواطن بمعزل عن انتمائه المذهبي أو السياسي”.
كنعان
واعتبر رئيس “تجمع موارنة من اجل لبنان” المحامي بول كنعان في كلمته انه “ليس غريباً على الموارنة أن يجتمعوا من أجل لبنان، وهم الذين شكّلوا حجر الزاوية في إعلاء شأن هذا الكيان وازدهاره، وكانوا درعه الواقي في وجه محاولات تذويب هويته على مرّ العصور، وضرب فرادته في هذه البقعة من العالم”، مؤكدا ان “المارونية ليست كنيسة فقط، ولا انتماءً رعوياً، بل هي نهج حياة، ونمط عيش، وايمانٌ راسخٌ بالراقد على رجاء القيامة أولاً، وبالحرية ثانياً، ومن الإيمان والحرية ينبثق الحضورُ الثابت، المتمسّك بلبنان”.
وقال: “ليس من المبالغة القول، إن الموارنة في لبنان، كالخميرة في العجين. إن تمسكوا بجذورهم، وساروا على النهج الوطني والإنساني للآباء المؤسسين للكنيسة والكيان، نموا وازدهروا، وإن ابتعدوا عن الجوهر، ذابوا وذبلوا وباتوا جماعة بلا طعم ولا فائدة ولا دور فالمارونية المدرسة، والمستشفى، والاقتصاد الحر، والعلم والفن والثقافة والمسرح نعم، ولكنها أيضاً وقبل أي شيء آخر، ثوابت وطنية وانسانية، تنفتح ولا تنغلق، تبادر ولا تستسلم، تمتلك شجاعة الريادة، لأنها أم الكيان، فتحرصُ عليه بمميزاته، من شماله الى جنوبه، ومن بحره الى جبله. لا تتقوقع، ولا تصبح غير مبالية أمام ما يجري من متغيّرات”.
واردف: “المارونية الى جانب كنيستها، حركة اجتماعية لا تتوقف تذهب الى كل إنسان، على مساحة امتداد أبرشياتها، فلا تتخلى عن أبنائها، بل تقف الى جانبهم، كما لا تترك لبنانياً لأي جماعة أو طائفة أو معتقد انتمى، فالمارونية على مثال كنيستها أم، وهل تترك الأم أبناءها؟”.
ورأى أن “ما نعيشه اليوم من أزمات، يستدعي منّا ان نكون موارنة أكثر من أي وقت مضى، أن ننوجد ونبادر، ونكون الى جانب كنيستنا وبطريركنا وأساقفتتا وكهنتنا وراهباتنا، وجمع المؤمنين من شعب مارون من أجل لبنان”.
واشار الى ان “الكيان يعاني من غياب الرأس، بشغور موقع الرئاسة وكم يحتاج لبنان الى رجال دولة، فما نعيشه اليوم ليس غريباً عنا. وقد عشنا أزمة في العام ١٩٧٦، وكان الخوف على الرئاسة والوطن. وعلى رغم التنافس والخصومات، التقى رجالات كبار، وهم كميل شمعون وريمون اده وبيار الجميل، وأمّنوا انتخاب الياس سركيس رئيساً للجمهوية قبل 6 أشهر من انتهاء ولاية الرئيس سليمان فرنجية. وبقي العميد ريمون اده مرشحاً حفاظاً على الديموقراطية”، لافتا الى ان “الدعوة اليوم لاستنهاض هذا الفكر الحريص على الوطن والكيان، لا رفض التحاور والتلاقي بينما الجمهورية تضيع”.
وختم: “إن المخاطر كثيرة، لكن وزنات الموارنة عديدة. فلنحسن استخدام وزناتنا، وطنياً وسياسيا واقتصادياً واجتماعياً، فنستحق أن ندعى شعب مارون”.
خضره
وألقى رئيس اتحاد “لابورا” الاب طوني خضره كلمة المؤتمر المسيحي الدائم ، اشار فيها الى أن “التشرذم المسيحي والماروني تحديدا هو السبب الرئيسي للوضع الذي نعيشه اليوم، ولن نخرج منه الا باستعادة وحدتنا ودورنا ورسالتنا، قوتنا هي في وحدتنا”، معتبرا ان “أي قوة أخرى لا تدوم، لا بل تجر البلاء على الجميع، والتاريخ يشهد على ذلك”.
وقال: “قوتنا في نبذ الأنانيات وفي دفن خلافات الماضي والحاضر الى غير رجعة، والنظر إلى المستقبل لبناء استراتيجية واحدة تحفظ وطننا الحبيب ووجهه الحضاري، ووجودنا وحضورنا الفاعلين فيه، وليس في مشاريع فردية يضارب فيها الأخ على أخيه فتتشرذم الجهود ويضيع الهدف، قوتنا في وحدتنا لاستعادة الشراكة الحقيقية، من رئاسة الجمهورية ألى أصغر موظف في الدولة اللبنانية وليس في تناتش المراكز من بعضنا البعض حتى كدنا نصبح خارج الدولة، قوتنا في محبة بعضنا البعض، كمسيحيين إلى أي مذهب انتمينا، وليس التغني بأمجاد الماضي على حساب حاضرنا ومستقبل أبنائنا، لأن المارونية الحقيقية ليست طائفة أو مذهبا بل حياة ونهج وشراكة”.
واردف: “قوتنا في الغفران لبعضنا البعض، وليس في إيقاظ الفتن واللعب على الغرائز، فلبنان يحتاجنا اليوم صفا واحدا، وموقفا واحدا ومشروعا واحدا ، قوتنا في استنهاض مجتمعنا المسيحي الذي ينهشه اليأس، وفي التعرف على طاقاتنا وتشبيكها لتحقيق الهدف المنشود، كما يدعو المؤتمر المسيحي الدائم في شعاره الى استنهاض تعارف وتعاون، لبنان يحتاجنا اليوم رجال فكر وبناة جسور ، وليس أزلام مصالح وبناة جدران فاصلة بين الأخوة، لبنان يحتاجنا سلطة تخدم وليس تسلطا يهدم، لبنان يحتاجنا جنودا يصونون وطنا، وليس مرتزقة في مزارع المصالح ، لبنان يحتاجنا تنوعا يغني، وليس تعددية إنتحارية”.
وسأل: “كم نحتاج كمسيحيين اليوم الى مارون الناسك ليخرجنا من بهرجتنا المزيفة وقوقعتنا الكاذبة الى صدق وعره المملوء صلاة وبخورا وعملا، وليخرجنا من سجن الأنانية الى فضاء محبة الآخر والتضحية من أجله حتى الموت، كم نحتاج إلى مارون الناسك ليخرجنا من قفص الفساد المستشري إلى حرية الزهد بكل شيء إلا بالرب والوطن”.
وختم: “مارون الناسك ينادينا اليوم باسم الرب يسوع، فلنلب النداء ونحول هذا اللقاء إلى وحدة مسيحية حقيقية بالشركة والمحبة، تعالوا نعمل معا لاستعادة دورنا الحقيقي المفقود ونضع استراتيجية مسيحية موحدة ونتعاون على تنفيذها، لأن الخطر داهم، ولم نعد نملك ترف الإنتظار، فلبنان من دون المسيحيين لم ولن يكون، ونحن المسيحيين، إما نكون موحدين أو لا نكون”.
العكره
وكانت كلمة للمدير العام للمكتبة الوطنية الدكتور حسان العكره قال فيها: “قيل يومها: عالم كماروني. هذا في القرن السادس عشر، نهايته وما بعد. تلك حقبة الفكر الماروني توجه إلى العلم العالي، فصنع فرقًا في امتداده الشرقي وانفتاحه على الآفاق الغربية المغنية امتداد فتق المكانات في انفتاحه لينطبق عليه مفهوم الوساعة الفكرية، التي نفخر كم طبعت هويتنا منذ تأسيس المدرسة المارونية في روما العام 1584، الامتداد الفكري الماروني طال في وساعته الزمان، ففلش على القرون اللاحقة ارتقاءات المعرفة، ليتكون مرجعا شعتْ تجلياته في تأسيس دولة لبنان الكبير العام 1920”.
واضاف: “تنعكس الثقافة المارونية كيانًا فكريا، وهوية فردية وجماعية على المساحات الجغرافية التي يسكنها الموارنة، فلا يَمُرّون إلا فاعلين ومؤثرين في لبنان، لثقافتنا المارونية، التأثير الواهج على واقعنا الوطني، إن نَحْكِ عنه، نُظهر مفاعيل أعطت وطن الأرز صفة لبنان، وإنْ نُشر إلى ضعف في المقاربة المارونية، تبن تداعيات. إن تطبع مؤتمرنا سمة الثقافة المارونية وتأثيرها في الواقع الوطني اللبناني، نهتدي إلى الحالة المارونية كيانًا ، كأن نقول: خذوا العلم من فم الماروني”.
وختم: “حبذا لو تبقى هويتنا المعرفة، ومارونيّتنا الثقافة إذاك نكون كما تكونا، جماعة منارة وشعبا ضوئيا”.
الحاج
والقى المحامي صليبا الحاج كلمة “جامعة الاسرة المعادية” اكد فيها اننا “كموارنة متجذرون في هذه الأرض، ولسنا نازحين إليها، انتشرنا في بقاع الوطن، في جنوبنا الحبيب، إلى وديان قديسنا في شمال لبنان، إلى بقاعه وعاصمته انتشرنا لينتشر الخير والحب والثقافة والزرع، وسنعيد إن شاء الله لملمة صفوفنا “.
وقال: “انتشرت المارونية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، وانصهرت مع كل محيطها وكل العائلات الروحية، واستحضرت البعثات الثقافية، فأضحَتْ جامعة الشرق، ومستشفىاه وديموقراطيته، بل خميرة هذا الشرق، ولكن، فرقتنا المصالح والأنانيات والمناصب وحب الذات”، مضيفا: “نحن اعتصرنا التجارب من حصرم الأيام العجاف، وقطرناها على لهيب الإيمان والحب والشغف وحب الوطن والأرض، من كفرحي إلى يانوح وميفوق إيليج ووادي قنوبين، إلى قلعة الموارنة بكركي، من يوحنا مارون، إلى سيدنا بشارة الراعي سوف تبقى بكركي الصَّوْت والقدوة وسنبقى نحن الآذان، أنتم المركب والشراع، ونحن معك بحارون اضرب عصاك في صحراء نفوسهم، ولا بد لينابيع الخير أن تتفجر عاجلا أم آجلا”.
سرور
واعتبر رئيس جمعية “انماء معاد” جان كلود سرور في كلمته ان “هذا المؤتمر ليس نُسْخَةٌ ولا تَأْسساً، إِنَّمَا هُوَ مَحَطَةٌ من محطات لقاءات الموارنة مع بطريركهم في الأزمات والشدائد، المُؤتَمَنُ على رسالة الأوائل ورُبَانُ إنقاذ سفينة الوطن، من الأنواء الضاربة والأهواء القاتلة، والوصول بها إلى شاطئ الأمان لحرية الماروني ولسلامة اللبناني، وهو مساهمة لتبقى المارونية وجودا غير مُنْغَلَقٍ على الذات بل حضوراً منفتحاً على الارض وعلى العالم كله، وهو لاستعادة الروحانية من نهج الموارنة القدامى الى موارنة اليوم”.
الراعي
وبعد قصيدة لجورج كريم، ألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: “يسعدني في ختام حفل إطلاق المؤتمر الوطني المارونيّ، أن أوجّه معكم تحيّة تقدير وشكر لجمعيّة إنماء بلدة معاد- جامعة الأسرة المعاديّة التي، بالتعاون مع الرابطة المارونيّة وتجمّع موارنة من أجل لبنان والمؤتمر المسيحيّ الدائم، على إتّخاذها المبادرة بإطلاق المؤتمر الوطنيّ المارونيّ الذي نرجو له النجاح وفاتحة مسيرة للمحافظة على لبنان في كيانه المميّز وخصوصيّاته ورسالته في هذا الشرق وما لها من أثر على المستوى العالميّ”.
أضاف: “إستهلّ القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني إرشاده الرسوليّ “رجاء جديد للبنان” الذي وقّعه في بيروت بتاريخ 10 أيّار 1997 بهذا الكلام: “لبنان بلدٌ طالما اتجهت إليه الأبصار. ولا يمكننا أن ننسى أنّه مهدُ ثقافةٍ عريقة وإحدى منارات البحر الأبيض المتوسّط. فلا يستطيع أحد أن يجهل اسم بيبلوس التي تذكّر ببدايات الكتابة”. أجل، بروحيّة هذه الشهادة الحبريّة، ينطلق المؤتمر الوطنيّ المارونيّ”.
وتابع: “في إطار التمييز بين الدولة والنظام كتب الأستاذ أنطوان مسرّة: “إعتاد علماء حقوق وسياسة على توصيف الدولة بأنّها ديمقراطيّة وليبراليّة وسلطويّة، في حين أنّ الدولة لا توصف إلّا بذاتها in se. أمّا النظام السياسيّ فهو الذي يوصف بالديمقراطيّة والليبراليّة والسلطويّة والفعاليّة، أوّل أيلول 1920 هو تاريخ نشوء الدولة اللبنانيّة. أمّا الكيان اللبنانيّ فجذوره تعود إلى أقدم العصور. قبل أوّل أيلول 1920 كان لبنان إمارات وإقطاعيّات وولايات خاضعة للسلطنة العثمانيّة التي كانت هي الدولة، تنشأ الدولة في مرحلة تأسيسيّة بامتداد سلطتها على كلّ الأطراف الجغرافيّة والجماعات والإقطاعيّات والإمارات والزعامات في سبيل احتكارها حصرًا القوّة المنظّمة، أي جيش واحد، ودبلوماسيّة واحدة، دولة لبنان بكيانها ونظامها ذات ميزات جعلت من لبنان قيمة حضاريّة، أذكر من هذه الميزات أربعً:
أوّلًا، تتميّز دولة لبنان عن جميع الدول العربيّة، وهذا ما يعطيها قيمة بنظرها. فمنذ التأسيس شاءها المكرّم البطريرك مار الياس بطرس الحويك دولة لا دين خاصًّا بها. ليس فيها دين للدولة، ولا إنجيل ولا قرآن مصدرً اللتشريع، لكنّها دولة “تحترم جميع الأديان والمذاهب، وتكفل حريّة إقامة الشعائر الدينيّة تحت حمايتها وتضمن للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصيّة والمصالح الدينيّة”.
ثانيًا، قام لبنان منذ البداية وعلى لسان البطريرك الحويك في مؤتمر فرساي للسلام سنة 1919 بقوله: “أُلفت نظركم إلى التطوّر العظيم في الكيان اللبنانيّ، وهو الأوّل في الشرق إذ “يُحلّ المواطنة السياسيّة محلّ المواطنة الدينيّة”. فيكون المرء لبنانيًّا أوّلًا ثمّ مسيحيًّا أو مسلمًا، وليس العكس.
ثالثًا، في لبنان قاعدة أساسيّة هي العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين بالمساواة في الحقوق والواجبات. ليست هذه القاعدة مبنيّة على العدد بل على الشراكة المتساوية في الحكم والإدارة بين المسيحيّين بمجمل مذاهبهم، والمسلمين بمجمل مذاهبهم. بهذا المعنى قيل إنّ لبنان “كطائر ذي جناحين”. هذه الميزة منحها الدستور بعدًا شرعيًّا، فنصّ في المقدّمة على أن “لا شرعيّة لأي سلطة تناقض العيش المشترك” (المقدّمة، ي). وقد أصبح ميثاق العيش المشترك (1943) المتجدّد في اتفاق الطائف 1989 أساس الثقة بين اللبنانيّين.
رابعًا، في بيئة عربيّة ومشرقيّة حيث أحاديّة الدين والحزب والرأي، يتميّز لبنان بالتعدّديّة الثقافيّة والدينيّة في إطار الوحدة الوطنيّة القائمة على ثلاث: المساواة في الجكم والإدارة، النظام السياسيّ الجمهوريّ الديمقراطيّ البرلمانيّ، الحريّات العامّة وفي طليعتها حريّة الرأي والمعتقد”.
وتابع الراعي: “ولكن للأسف الشديد نلحظ أنّ هذه الميزات التي جعلت من لبنان “قيمة حضاريّة ثمينة”، وجسرًا ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا بين الشرق والغرب، ومكانًا للحوار وتلاقي الأديان، آخذة في التشويه منذ حوالي ثلاثين سنة. فهناك إنتهاك سافر للدستور ظاهر بشكل خاصّ في عدم إنتخاب رئيس للجمهوريّة، من دون أيّ مبرّر، ولكن لأهداف مكشوفة وهي إقصاء الرئيس المسيحي المارونيّ الوحيد في هذا الشرق. فنسأل أي شرعيّة لممارسة مجلس النواب الفاقد صلاحيّة التشريع، ولممارسة مجلس الوزراء الفاقد صلاحيّة التعيين وسواه مما هو حصرًا منوط برئيس الجمهوريّة. وهناك إنتهاك خطير آخر للدستور في المادّة 65 التي تعتبر “إعلان الحرب والسلم من المواضيع التي تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة”. وها نحن في صميم حرب مع إسرائيل لا يريدها أحد من اللبنانيّين فيما يقرّرها فريق يورّط فيها لبنان والجنوب واللبنانيّين وهم كلّهم ما زالوا يعانون من الحرب اللبنانيّة المشؤومة ونتائجها. وبعد إبرام إتفاق الطائف (1989) الذي لا يُنفّذ بروحه وبكامل نصوصه، ظهر مليًّا غياب سلطة سياسيّة حاسمة في لبنان، فدبّت الفوضى وبات الحكم على الأرض للنافذين بمنصبهم أو بسلاحهم أو بمالهم أو باستقوائهم. وقد أقرّ رئيس الجمهوريّة السابق العماد ميشال عون في أواخر عهده: “لسنا في جمهوريّة، بل في جمهوريّات”، وما القول عن حالة الفقر المتزايد، ونزيف الهجرة، وخسارة أهمّ قوانا الحيّة، وعن النتائج الوخيمة لوجود مليوني نازح سوري على المستوى الإقتصاديّ والأمنيّ والإنمائيّ والإجتماعيّ والتربويّ”.
ةختم: “هذا المؤتمر الوطنيّ المارونيّ جاء في وقته ومحلّه، ليكون وسيلة لإعادة معرفة ذاتنا اللبنانيّة ومسؤوليّتنا. فلبنان وقيمته الحضاريّة مسؤوليّة في أعناقنا. لبنان مريض ويجب تشخيص مرضه من أجل التزام شفائه. مرضه الأساسيّ أنّه فقد جوهر طبيعته وهو حياده الإيجابيّ الفاعل كوسيط سلام، ورائد حوارٍ وتلاقٍ، ومدافع عن حقوق الشعوب، وفي مقدّمتهم الشعب الفلسطينيّ. لا يستطيع لبنان أن يقوم بهذا الدور والرسالة إذا دخل في حروب ونزاعات إقليميّة أو دوليّة”.
بعدها تسلم الراعي من اعضاء الجمعية هدية تذكارية وتم التقاط الصورة التذكارية.
============ر.إ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook