آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الأنباء: في زمن “طوفان الأقصى”… كمال جنبلاط ينتصر بانتصار فلسطين

وطنية – كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:

تحلّ الذكرى السابعة والأربعين لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط، ولبنان على منعطف خطير من ثقل الأزمات التي يتخبط بها، وما أكثرها، من أزمة الشغور الرئاسي إلى الحرب المدمّرة التي تشنها إسرائيل على غزة وجنوب لبنان وتداعياتها الكارثية على الشعب الفلسطيني.

 

تأتي ذكرى استشهاده هذا العام بعد أشهر على “طوفان الأقصى”، هذه المحطة التي جاءت لتؤكد من جديد أن العين بإمكانها أن تقاوم المخرز، وأن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من كل الأقدار التي رُسمت له في مراكز القرار الدولية موتاً وتهجيراً، وإذ به ينتصر من جديد. وعند كل انتصار لفلسطين ينتصر كمال جنبلاط من جديد، هذه القضية الأسمى التي ناضل واستشهد من أجلها، فهو شهيد فلسطين الأكبر، الذي عاش معاناة هذا الشعب المقهور المظلوم وأبى أن يعيش متقاعساً عن نصرته، فكانت وصيته فلسطين، ولا زالت نبراس حزبه ومدرسته السياسية والحزبية.

 

لم يكن كمال جنبلاط شهيد فلسطين فقط، إنما شهيد العروبة أجمع. وغياب قامة وطنية كبيرة بحجم كمال جنبلاط عن المسرح السياسي والعربي والدولي كان بحد ذاته المؤشر السلبي الكبير لما آلت إليه الأمور في العديد من الدول العربية. أما لبنان، فما كان ليغرق في هذا البحر من الدم والفساد والقهر والطائفية لو سُمع صوت كمال جنبلاط، ولو طُبق برنامجه المرحلي للحركة الوطنية، القائم على الاصلاح الحقيقي في السياسة والقضاء والاقتصاد، وعلى قيام دولة مدنية تحمي جميع أبنائها بالتساوي على القاعدة التي لا طالما آمن بها وجعلها شعاراً لحزبه “مواطن حر وشعب سعيد”.

 

وعلى خطى مؤسسه، سعى ويسعى الحزب التقدمي الاشتراكي من معمودية إلى أخرى جاهداً لمنع انزلاق البلاد أكثر، وخطابه شبه اليومي التحذير من الانجرار إلى الأسوأ وضرورة إعادة انتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة، وأكثر من ذلك إطلاق عجلة الاصلاح الحقيقي وتطبيق الضريبة التصاعدية وتطبيق سياسات اجتماعية ضامنة. وفي ظل الأزمات المتلاحقة يلعب الرئيس وليد جنبلاط الدور البارز لمنع انزلاق الأمور السياسية نحو الأسوأ، وهذا ثابت في الحراك الذي يقوم به النائب تيمور جنبلاط في التواصل مع جميع القيادات السياسية من أجل الحوار والتفاهم فيما بينهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإعادة بناء المؤسسات واستعادة الدولة باعتبارها المعبر الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته، والدعوة الى الوحدة في مواجهة الحرب التي تشنها اسرائيل ضد لبنان.

 

في السياق، أكد رئيس الحركة اليسارية منير بركات في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية “أننا نستحضر كمال جنبلاط في قسوة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني لنقول وهو حي في ضمائرنا ونهجنا ومبادئنا، بأنه لو كان حاضراً لكانت الشعوب العربية في مكان آخر، وكان يخاطبها قائلاً إن الصمت في ظل مقتلة الشعب الفلسطيني هو إدانة لذاتنا، والدفاع عنه هو الدفاع عن أنفسنا، ومصيرنا مرتبط بمصيره، وأنكم نبض الثورة والتحرير والمقاومة من موقع فلسفتنا القائمة على الحق والحرية والانسانية”.

 

من جهته، أكد النائب السابق علي درويش أن “كمال جنبلاط قامة وطنية كبيرة ورمز من رموز لبنان واستقلال لبنان، ومن الرجالات التي تُعتبر أساس الكيان اللبناني”، مضيفاً  “إننا في الواقع نعيش اليوم في أزمة نظام نتيجة عدم الأخذ بما عملت له قامات وطنية أمثال كمال جنبلاط وفؤاد شهاب ورشيد كرامي وغيرهم من الرجالات الذين شكلوا في ما مضى دعامة الكيان اللبناني، لكن في زمن الحرب تراجعت مع الأسف لحسابات وتركيبات وصراعات ما زلنا نعيش تداعياتها”.

 

سياسياً، عاد الحديث عن إطلاق مسار المفاوضات لتبادل الأسرى في غزة وفق شروط جديدة، إلا ان مؤشرات الجولة الجديدة لم تظهر بعد، في حين استمرت الجبهات على اشتعالها في فلسطين كما في البحر الأحمر وجنوب لبنان.

 

وفي هذا الإطار، رأى درويش أن هناك شبه إجماع على أن الأمور ذاهبة الى الأسوأ، وأن ما حكي عن هدنة خلال رمضان كان مجرّد أوهام، فالصراع مع العدو الاسرائيلي مستمر، لكننا نأمل ألا ينزلق الوضع في الجنوب نحو التوسّع في الحرب لأن ما نشهده من انحدار لا يبشر بالخير.

 

وفيما رأى درويش أن هناك “دوران في الحلقة المفرغة على مستوى الاستحقاق الرئاسي”، يشير إلى أن “هناك رغبة بالخروج من المأزق لأننا مقبلون على استحقاقات لا يستطيع أحد تحملها دون انتخاب رئيس جمهورية وهذا الأمر يستدعي تظافر الجهود لإنجاز هذا الاستحقاق”، مضيفاً: “بدأنا نتلمس سعياً جدياً من كل الفرقاء لانتخاب الرئيس ونأمل ان يتم ذلك في القريب العاجل”.

 

وبالتزامن مع هذه الاجواء التفاؤلية، سيكون لسفراء اللجنة الخماسية في لبنان جولة جديدة على القوى السياسية، وقد زار السفير السعودي وليد البخاري أمس شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، وستكون للسفراء لقاءات ستجمعهم مع مختلف الكتل، وتشير المعلومات إلى طروحات عملية هذه المرة ستكون في جعبتهم، على أن يبنوا على الشيء مقتضاه بعد انتهائهم من جولتهم التي ستبدأ الاثنين.

 

طبعاً المغالاة بالتفاؤل غير واقعية طالما الميدان على توتره، إلا أن خلق الأرضية المناسبة لأي تسوية سيكون مفيداً متى نضجت أي تسوية عسكرية وسياسية في المرحلة المقبلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى