آخر الأخبارأخبار محلية

هل يؤدي تراجع فرص الهدنة الى توسع الحرب؟

في الايام الماضية رفع “حزب الله” مستوى استهدافاته ضدّ الجيش الاسرائيلي على الجانب الآخر من الحدود الامر الذي فسره البعض بأنه مقدمة للتصعيد في شهر رمضان من قبل مختلف جبهات الدعم لقطاع غزّة، وفي هذا الاطار بدأت إسرائيل بدورها إعطاء مؤشرات واضحة بأن الحرب مع لبنان قد تكون طويلة خصوصا انها بدأت إعداد خطة عسكرية كاملة لعملية برية مفترضة في الجنوب.


بالتوازي مع فشل التوصل الى هدنة وتراجع احتمالات التسوية في قطاع غزة، يؤشر بناء ميناء في القطاع المحاصر لنقل المساعدات الانسانية بدعم وغطاء وادارة مباشرة من الولايات المتحدة الاميركية، بأن الحرب طويلة ومستمرة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهذا ما يدفع واشنطن الى تأمين ممر آمن للمساعدات نظرا لعدم قدرتها على تحمل الضغوط الناشئة عن ارتفاع منسوب الازمة الانسانية في القطاع.

عدم التوصل الى هدنة في غزة يعني أن الجيش الاسرائيلي سيقوم بعملية برية في رفح إذ ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يمكنه التراجع عن هذا الهدف حتى لو لم يستطع النجاح في خانيونس، لأنه إلتزم علناً بالقضاء على حماس وعلى قوتها العسكرية، لذا فإن التصعيد بإتجاه الحدود المصرية سيخلق أزمة كبرى وسيفتح أبواب التصعيد على مصرعيها خصوصاً في حال تعرضت حماس لحصار جدي.

لا يريد الاميركيون اندلاع حرب واسعة في المنطقة وهم من أجل ذلك يسعون الى خفض مستوى الاشتباك، غير أن فشل الوصول الى تسوية سياسية سريعة ووقف اطلاق نار نهائي سيضعف قدرة واشنطن على السيطرة، وهذا يعني أن الاصطفاف الاميركي سيكون حصراً الى جانب اسرائيل في المرحلة المقبلة خصوصاً اذا تمكنت من اقناع تل ابيب بتخفيف مستوى العنف المستخدم ضدّ المدنيين لان ذلك سيتيح للغرب قدرة اكبر على تحمل الضغوط الشعبية في الشارع.

لا يبدو التصعيد العسكري من جنوب لبنان محسوماً، خصوصاً أن جميع الاطراف لا يريدون التورط فيه، فـ “حزب الله” والولايات المتحدة الاميركية يفضلان وقف التصعيد بشكل شبه نهائي في حين ان اسرائيل غير قادرة في ظل المعركة البرية في غرة على نقل قوات نخبوية متضررة لبدء معركة كبرى مع لبنان، لكن بالرغم من ذلك يبقى إنزلاق الامور الى معركة اوسع خاضع لتطورات الميدان بشكل اساسي ولا يمكن ضبطه بشكل حاسم.

لعل توقف مساعي الوصول الى تسوية ووقف اطلاق نار في غزة، وهي لم تتوقف بعد، سيكون اكبر انتكاسة في مجرى الحرب منذ بدايتها لانه سيفرض على القوى المتقاتلة سقوف عالية لا يمكن تجاوزها الا في حال انكسار هذا الطرف او ذلك، الامر الذي يعني أن المعارك الطاحنة ستستمر وقد تجرف المنطقة الى حرب كبرى خصوصاً أن انعدام افق التسويات توصل عادة الى تصعيد كبير لفرض الشروط على الاطراف المعنية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى