آخر الأخبارأخبار دولية

كيف تعتزم سفينة “أوبن آرمز” إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة؟


مع افتتاح الممر الإنساني من قبرص، غادرت سفينة “أوبن آرمز” يوم الثلاثاء إلى ساحل غزة وعلى متنها 200 طن من المساعدات الغذائية. ولم تنتظر المنظمتان غير الحكوميتين، “بروآكتيفا أوبن آرمز” و”وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ العالمي المركزي)، اللتان تقفان وراء هذه المبادرة بناء الرصيف المؤقت الذي وعدت به الولايات المتحدة والذي من المنتظر أن يستغرق إنشاؤه شهرين آخرين، فقد أبحرت السفينة حاملة المساعدات الإنسانية من قبرص بمنصتها العائمة الخاصة.

نشرت في: 13/03/2024 – 18:22

7 دقائق

أرز وطحين وعدس ولحوم وتونة معلبة… تثير 200 طن من المواد الغذائية تنقلها سفينة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) الكثير من الآمال لدى سكان غزة. فقد هرع البعض من سكان القطاع في وقت مبكر من يوم الأحد الماضي إلى الشاطئ، جنوب مدينة غزة، على أمل رؤية وصول السفينة، ولكن دون جدوى، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية. فالوقت ينفد لتجنب المجاعة التي تهدد 2,4 مليون شخص من سكان القطاع المحاصر.

في مواجهة حالة الطوارئ الإنسانية في القطاع الفلسطيني، حيث فرضت إسرائيل حصارا كاملا منذ بدء الحرب ضد حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أقام الاتحاد الأوروبي ممرا بحريا من جزيرة قبرص، الدولة الأوروبية الأقرب إلى سواحل الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاغزة: أمام خطر الجوع الذي يهدد الفلسطينيين…ما الذي نعرفه عن المساعدات الإنسانية حتى الآن؟

عند افتتاح هذا الممر الإنساني، غادرت السفينة التابعة للمنظمة غير الحكومية الإسبانية “أوبن آرمز” صباح يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار، ميناء لارنكا، على بعد حوالي 370 كيلومترا من غزة. لكن هذه العملية غير المسبوقة، التي شارك في تنظيمها “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ العالمي المركزي) برئاسة الإسباني الأمريكي جوس خوسيه أندرياس، تنطوي على تحديات لوجستية مهمة.

ففي ظل الحصار الإسرائيلي البري والجوي والبحري الممتد منذ ستة عشر عاما، لا يوجد في غزة ميناء بحري وهو ما يعقد عملية إنزال محتويات سفينة المساعدات الإنسانية. فكيف سيتمكن طاقم سفينة “أوبن آرمز” بدعم من متطوعي “وورلد سنترال كيتشن” من تفريغ حمولتها؟

“إننا نعمل على هذه المعضلة الفنية منذ عدة أسابيع. وكان علينا إيجاد طريقة لحل كل العقبات المتعلقة بمكان التفريغ الذي سيتم من خلال المنصة العائمة التي أحضرناها معنا”، تشرح لورا لانوزا، المتحدثة باسم “أوبن آرمز”.

سفينة أوبن أرمس


هذه المنصة العائمة التي تحمل 200 طن من المواد الغذائية، يتم سحبها حاليا بواسطة السفينة وسط البحر الأبيض المتوسط. وفي مقطع فيديو تم تصويره قبل مغادرتها من قبرص ونشر على موقع “إكس”، تشرح المنظمة غير الحكومية بالقول: “يمكنك أن تروا ورائي. لدينا هذا المنصة. وهي تزن نحو 200 طن ومحملة بجميع أنواع المساعدات الغذائية.

بمجرد وصولنا إلى وجهتنا، سيتم سحبها بواسطة رافعة. ثم سنقوم بتوصيل الإمدادات الغذائية إلى شمال قطاع غزة لمساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إليها في الوقت الحالي”.

 

وورلد سنترال كيتشن


بناء رصيف عائم في غزة

وفي الحين ذاته، تعمل فرق منظمة ” وورلد سنترال كيتشن” ليل نهار على إنشاء جسر إنزال، وذلك بحسب هذه المنظمة غير الحكومية ذات الخبرة الواسعة في تقديم المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية: “في غزة، تدير هذه المنظمة بالفعل نحو ستين مطبخا بمساعدة السكان المحليين، معظمهم من النساء، يطبخون ويعدون وجبات الطعام للمحتاجين”. “لكن تدفق كميات كبيرة من البضائع سيتطلب استعدادات خاصة – المستودعات والنقل والأمن والإشراف على التوزيع، وهي مهمات لم يتم تنظيمها بعد”، كما تقول اليومية الإسرائيلية اليسارية.

لم يتم بعد تحديد موقع هذا الرصيف ولا يوم الإنزال لأسباب أمنية. المأساة التي قتل فيها أكثر من 115 فلسطينيا، في الأول من مارس/آذار بنيران إسرائيلية وعلى يد مسيرة خلال تسليم المساعدات الإنسانية لا تزال ماثلة في أذهان الجميع.

“يجب أن نكون حذرين. لدينا كل الضمانات بأن كل شيء سيكون على ما يرام، لكن الواقع في غزة يتغير طوال الوقت”، حسب لورا لانوزا. “فنحن نحاول تجنب أي خطر على السكان بشكل واضح”.

موافقة الجانب الإسرائيلي

جاءت هذه المبادرة من المنظمتين غير الحكوميتين، لكن حكومات قبرص والإمارات العربية المتحدة تدعمان أيضا هذه العملية. فقد وافقت إسرائيل على ذلك. وتم تفتيش شحنة السفينة مسبقا من قبل عسكريين إسرائيليين وصلوا إلى لارنكا للتأكد من أنها لا تحمل معدات عسكرية أو أسلحة أو أغراض يمكن استخدامها لأغراض قتالية، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس.

كما وافقت إسرائيل على المساهمة في مشروع بناء رصيف تعهدت به الولايات المتحدة على ساحل غزة. فيما حددت وزارة الدفاع الأمريكية أن بناء هذا الرصيف العام سيستغرق نحو 60 يوما وسيعمل فيه أكثر من 1000 جندي. وقال المتحدث باسمها بات رايد إن الميناء المؤقت “يمكن أن يوفر أكثر من مليوني وجبة يوميا لمواطني غزة”.

وقد غادرت بالفعل سفينة حربية الولايات المتحدة متجهة للمنطقة بالمعدات اللازمة لبناء هذا الرصيف. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن إسرائيل “تنسق لإنشاء” هذه البنية التحتية.

بينما قال وزير الدفاع، يوآف غالانت، يوم الأحد الماضي، من قارب عسكري قبالة ساحل غزة “سنحرص على وصول المساعدات لمن يحتاجونها”، مؤكدا أن هذا “سيسرع من انهيار حماس“. وتتهم إسرائيل الحركة الفلسطينية التي استولت على السلطة في غزة عام 2007 بتحويل المساعدات الإنسانية لها ولمقاتليها.

سفينة مساعدات إنسانية ثانية في الانتظار

إن بناء هذا الميناء المؤقت والآمن من شأنه أن يجعل من الممكن إدامة وصول المساعدات عن طريق البحر. لكن في مواجهة خطر المجاعة الوشيك في غزة، حيث توفي 25 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، معظمهم من الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، لم ترد منظمة “أوبن آرمز” إضاعة المزيد من الوقت.

اقرأ أيضابروآكتيفا أوبن آرمز… من طوق نجاة للمهاجرين إلى مزود للمساعدات في مناطق النزاعات

وتقوم المنظمة غير الحكومية بالفعل بإعداد سفينة مساعدات إنسانية ثانية مع قبرص التي أعلنت أن سفينة الشحن الثانية هذه ستكون “أكبر بكثير”. “إذا سارت الأمور وفقا للخطة (…) فلقد أنشأنا بالفعل آلية لسفينة شحن ثانية أكبر بكثير، وبعد ذلك سنعمل على جعلها عملية أكثر انتظاما بأحجام أكبر” كما قال لاحقا وزير خارجيتها خلال مؤتمر صحافي في بيروت جمعه بنظيره اللبناني.

تعتقد الأمم المتحدة أن إرسال المساعدات عن طريق البحر والإنزال الجوي، الذي تضاعف في الأيام الأخيرة، لا يمكن أن تحل محل الطريق البرية لتوصيل المساعدات. وبينما رحب المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس ليرك، بمغادرة أول سفينة مساعدات إنسانية، فقد أكد أمس الثلاثاء على “الحاجة إلى الوصول عن الطريق البرية والتسليم الآمن والمنتظم”.

وقد أدى سقوط الطرود التي رمتها الطائرات على مدينة غزة في 9 مارس/آذار الجاري إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرة، وفقا لمصدر طبي. وقال محمد الغول، وهو رجل يبلغ من العمر 50 عاما يعيش في مخيم الشاطئ للاجئين حيث وقع الحادث: “المظلة لم تفتح وسقطت الشحنة مثل صاروخ على سطح أحد المنازل”. فيما نفى الجيشان الأردني والأمريكي أن تكون أي من طائراتهم أصل هذا الحادث. من جهتها، تنفذ بلجيكا ومصر وفرنسا وهولندا أيضا عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على القطاع.

 

النص الفرنسي: بهار ماكويي | النص العربي: حسين عمارة

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى