آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله لا يضيره نجاح مهمة هوكشتين

كتبت هيام قصيفي في” الأخبار”: لا تعوّل دوائر أميركية معنية على ما يمكن أن ينتج من مهمة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين. تحصر هذه الدوائر تعاملها مع جولته اللبنانية على أنها مهمة موظف بدرجة موفد، لا مهمة موفد مكلف بعقد تفاهمات على مستوى حلول كبرى لم يحن وقتها بعد. الترسيم البحري بتقنياته وأبعاده أمر، وما يراهن عليه لبنان من مهمة هوكشتين أمر آخر. ورغم أن لا تفاوض مباشراً بين حزب الله والأميركيين، إلا أن هناك ملامح يتلمّسها مطّلعون على مسار بعض المفاوضات، تفيد بأن حزب الله في مكان ما لا تضيره مهمة الموفد الأميركي، ولا يستبعد أن يعوّل عليها أكثر ممّا يعوّل عليها الأميركيون، وحكماً الإسرائيليون، انطلاقاً من أن الإسرائيليين أظهروا أنهم جادّون في تطويل عمر الاستنزاف في غزة ولبنان شهوراً لا يمكن أن يتحمّلها لبنان نظراً الى الخسائر البشرية وحجم الدمار. فيما تنظر إيران الى غضّ نظر واشنطن ودخولها في أشهر الانتخابات نظرة متوجّسة. كما أن الحزب لا يريد توسيع الحرب، وأيّ هدنة تنطلق من غزة لا يمكن إلا أن تطاول الجنوب، والاستهدافات الإسرائيلية خارج حدود المواجهة الحالية لا تزال رسائل مضبوطة، وأيّ حل معقول يطرحه الموفد الأميركي قد يجد طريقه الى التنفيذ ويعيد برمجة 1701 بطريقة مضبوطة الإيقاع. وبذلك لا يكون الحزب، بغضّ النظر عن أيّ واقع عسكري يؤكد جهوزيته له، قد قدّم أيّ تنازل وأعاد الاعتراف بالـ 1701 بوجهه الجديد.لكنّ ما يراه خصوم حزب الله في إمكانات تحوّل ما في مقاربة الحزب للواقع العسكري، له أيضاً جانب محلي وإقليمي. فالحزب يتعرّض مجدداً لحملة عزل داخلية وإقليمية لا تساعده في حماية ظهره. وقد تكون ذكرى 14 آذار مناسبة لإعادة رسم المشهد الذي عرفه الحزب سابقاً. فاستذكار المناسبة لم يعد يعني تلقائياً الكلام عن قوى 14 آذار، والحدث الذي شهده لبنان آنذاك، ومن ثم انفراط عقدها لاحقاً على مدى 19 سنة وتبدل أحوالها. إذ إن ما حصل في الجنوب، والمواجهة التي دخلها حزب الله مع إسرائيل، وارتدادها داخلياً، صوّب الأنظار الى موقع حزب الله في المعادلة الداخلية في مشهد مكرر لعام 2005.

وإذا كان التحالف الرباعي عام2005 قد أعاد حزب الله الى الحلقة المحلية من خلال تحالفات سياسية – طائفية، فإن هذا العنصر مفقود كلياً بغياب الطرف السنّي، رغم أنه يفترض أن يكون معنيّاً بالقضية الفلسطينية، فضلاً عن انصراف القوى المسيحية كلياً عن الحزب الذي أراد وصل ما انقطع مع التيار الوطني الحر على هذه الخلفية حصراً. يضاف الى ذلك عنصر جديد في تكتل دول إقليمية في وجه حزب الله سابقاً، هو موقع سوريا التي وقف حزب الله معها في حربها ضد المعارضة. فهي لا تبدو في المشهد العام منذ حرب غزة على أنها معنية كثيراً بما يجري فيها، أو بما يتعرّض له الحزب. ولأول مرة، يظهر هذا التمايز منذ أن دخل الحزب الى سوريا إبّان حربها. وبقدر ما حصل التحالف الرباعي، في صورة غير مباشرة، على مباركة خارجية وغضّ نظر أميركي سعودي، فإن معارضين لحزب الله يبدون خشية مماثلة من غضّ نظر أميركي جديد يعطي للحزب أسباباً تخفيفية، ويجعل من الممكن إعادة تثبيت وقائع جديدة. ولهذا السبب، يترك الحزب الباب مفتوحاً مع الأميركيين من خلال عين التينة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى