هوكشتاين في مواجهة مع مجموعة “مأزومين فإلى متى؟
Advertisement
وفي جديد التفاصيل التي ترصدها الديبلوماسية اللبنانية، انّ المشروع الاميركي بلغ حتى بداية ليل أمس “المسودة الثالثة”، ولم يحظ بعد بالأصوات الـ9 المطلوبة من أعضاء مجلس الأمن الـ15، هذا في حال لم تستخدم روسيا او الصين حق النقض “الفيتو” لتعطيله، في ردّ مباشر على إسقاط واشنطن قبل ايام قليلة المشروع الجزائري الذي تقدّمت به بعثتها في نيويورك باسم المجموعة العربية، الى أن لقي مصير المشاريع السابقة، ومنها تلك التي تقدّمت بها الإمارات العربية المتحدة ودول اخرى. والسبب يعود الى اصرار واشنطن على وقف “موقت” للنار، ويصرّ الباقون بمن فيهم حلفاؤها البريطانيون والفرنسيون، على “وقف نار فوري”، كما قالت المشاريع السابقة التي تمّ تعطيلها، مع تفصيل إضافي يتعلق بمطالب حركة “حماس” ومجموعة الدول العربية التي تتحدث عن إمدادات انسانية وغذائية فورية وكافية للسكان الفلسطينيين ووقف المجازر نهائياً وترتيب الأجواء التي تسمح بتنفيذ مشروع “حل الدولتين”، إن كانت الدعوة الاميركية جدّية الى مثل هذه الخطوة. وكل ذلك مطلوب قبل التجاوب مع اي دعوة لاستكمال برامج التطبيع مع اسرائيل التي اقترحتها واشنطن، قبل ان تعطّلها عملية “طوفان الأقصى” وتقلب بعض المواقف العربية منها رأسا على عقب.
وعليه، استغربت المصادر الديبلوماسية اللبنانية اصرار واشنطن على اقتراحها بـ “وقف موقت” لإطلاق النار مهما طالت المفاوضات في شأنه، بعدما عبّرت بعثتها في الأمم المتحدة صراحة عن نيتها “إتاحة الوقت للمفاوضات في شأن مسودتها الأخيرة، ولن تستعجل الدعوة إلى عرضها على اعضاء مجلس الأمن للتصويت”. ذلك انّ مثل هذا “التريث” لا يفسّر لدى اي من الاطراف الدولية سوى انّه فرصة اضافية امام الآلة العسكرية لارتكاب المجازر في حق المدنيين، ليس في رفح فحسب، انما في مناطق اخرى من قطاع غزة، ادّعت انّها باتت تحت سيطرتها، وهو ما ترجمته “مجزرة الطحين” في غزة، وتلك التي ارتُكبت في بيت لهيا وعلى شواطئ غزة في الساعات القليلة الماضية، وما تركته من نقزة لدى اكثر حلفاء اسرائيل، عقب المواقف المفاجئة البريطانية والفرنسية الاخيرة.
وفي خلاصة هذه القراءة ومستجداتها، فهمت المراجع الديبلوماسية ولو متأخّرة، ما نُقل عن مسؤولين أمميين من توصيف لمهمّة هوكشتاين الصعبة. فهي على اقتناع لا يتزعزع، بأنّه يخوض مواجهة شرسة مع مجموعة من “المأزومين” في الحكومة الاسرائيلية وبدرجة موازية تقريباً في قيادة “حماس” في الداخل وفي مواقع أخرى، وهو ما يبعد الحلول المرتقبة الى حين.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook