إسرائيل تلّوح بالحرب الشاملة في لبنان.. وحزب الله يتجاهل تهديداتها
ونشر الجيش الإسرائيلي أمس أمر التحقيق الداخلي لرئيس الأركان، الجنرال هرتسي هاليفي المتعلق بأحداث 7 تشرين الأول الماضي في غلاف غزة، والتي تطورت الى حرب في القطاع الفلسطيني ولا تزال مستمرة. وعن هذا التحقيق قال هاليفي:» هذا جزء من الاستعداد لحرب شاملة في لبنان، مع استخلاص الدروس والاستنتاجات من الحرب في غزة».
وفي موازاة ذلك، نفى الجيش الإسرائيلي، ما صدر إعلامياً في لبنان لجهة القول إنه تم تحديد 15 آذار موعداً لبدء الحرب في لبنان، فقال: «لا يوجد موعد لبدء الحرب في لبنان».
وكتبت” اللواء”: مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، بدءًا من الاثنين المقبل، بات بحكم المؤكد ان لا تهدئة في مطلع الشهر الفضيل، لا في غزة ولا في أي جبهة من الجبهات او «ساحة المواجهة»، التي يتحسب بنيامين نتنياهو لخوضها، مع تكثيف العمليات في القطاع امتدادا الى التوسع باتجاه رفح،وسط خلاف يتزايد مع ادارة الرئيس جو بايدن بأن حصول اسرائيل على سلاح للمواجهة في رفح، سيكون غير ممكن في المستقبل، وأن جهات اميركية كشفت ان استخدام سلاح من صنعها في عملية عسكرية في رفح.
وأكّد حزب الله أمس أن التهويل الذي تروّجه جهات غربية بالوكالة عن العدو بإعطاء إسرائيل مهلة حتى 15 الجاري للتوصل إلى تسوية سياسية لن يجدي نفعاً.
وتوجّه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أمس، إلى من ينقلون التهديدات بالقول: «أتهدّدوننا بإسرائيل؟ أصبحت إسرائيل بالنسبة إلينا أوهن من بيت العنكبوت، وننظر إليها بأنها إلى زوال». فيما «نصح» الإسرائيليين بـ«وقف التهديد لأن هذا معيب بحقهم، ولأن كل هذه التهديدات ليست منتجة». وأكّد: «إن هجمت إسرائيل فسنكسر لها أرجلها هي ومن معها. وإن اعتدت ردَّينا. وإذا قاتلت قاتلناها»، مشدّداً على «أننا لا نهدِّد على مستوى الإعلام، وإنما نستعد لأيّ يوم تختاره إسرائيل لتوسّع معركتها، وسنكون لها بالمرصاد». وكرّر «أننا قرَّرنا مساندة غزَّة علناً، وقلنا مراراً وتكراراً إنَّ هذه المساندة هي جزء لا يتجزأ من مساندة لبنان وشعبه».
وقالت مصادر مطّلعة ل” الاخبار” إن «مهلة 15 آذار» تأتي في سياق «النمط الفاشل من الحرب النفسية التي تشارك فيها جهات غربية على المقاومة وبيئتها»، عبر الإيحاء بضيق الوقت قبل الوصول إلى حرب مفتوحة، وإلى أن حزب الله الذي لا يريد حرباً ليس أمامه تفادياً لهذا السيناريو إلا إظهار قدر من المرونة والتنازل. وأشارت إلى أن «هذا الرهان ينطوي على أكثر من إشكالية. فحزب الله لا يريد حرباً، ولكن ليس بأي ثمن، ولا يعني ذلك أن يغضّ النظر عن مستوى اعتداءات العدو وعمقها». ولفتت إلى أن العدو نفسه أيضاً انكشف حجم حرصه على تجنّب حرب مفتوحة رغم لجوئه إلى مستويات أعلى من التصعيد. ولذلك لا تزال هذه الحرب مؤطّرة جغرافياً مع بعض الاستثناءات التي لها سياقاتها.
والأهم في تحديد هذا التوقيت، وفق المصادر، أنه ليس في مصلحة إسرائيل. «فصبح 15 آذار قريب، وإذا لم يتم تنفيذ التهديدات، فسيشكل محطة إضافية في تهشيم صورة الردع الإسرائيلية». وأضافت أن «لا قيمة لكل التهديدات ولن تغيّر في موقف الحزب الثابت بربط الجبهتين».
وكتبت” البناء”: حذّرت مصادر سياسيّة مطلعة عبر «البناء» من موجة توتر جديدة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية بين حزب الله وقوات الاحتلال لا سيّما بعدما غادر الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين بيروت الى «إسرائيل» من دون التوصل الى اتفاق مع لبنان الذي رفض مقترح هوكشتاين بتهدئة الجبهة الجنوبية من دون الأخذ بعين الاعتبار الحقوق اللبنانية. ولفتت المصادر إلى أن «إسرائيل» تستغلّ ما تبقى من وقت قبل بدء شهر رمضان لإفراغ بنك أهداف عسكري وأمني في غزة والجنوب والمراهنة على الوقت لدفع حركة حماس للتنازل عن مطالبها في المفاوضات تحت وطأة الضربات والكارثة الإنسانيّة في غزة. ورجّحت المصادر أن يعود الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات خلال أيام لاستئناف التفاوض في محاولة أميركية لفرض هدنة ووقف مؤقت لإطلاق النار بسبب الضغط الذي تتعرّض له الادارة الأميركية من الرأي العام الأميركي والعالمي وللاعتبارات الانتخابية.
لكن جهات فلسطينية مطلعة على أجواء مفاوضات القاهرة كشفت لـ»البناء» أن المفاوضات أحرزت تقدماً في أكثر من نقطة، لكن العقدة الأساسيّة تكمن في الوقف الدائم لإطلاق النار، إذ أن المقاومة الفلسطينية ربطت الموافقة على الهدنة وتبادل الأسرى بضمانات أميركية وعربية ودولية بالوقف الدائم لإطلاق النار، لكن أي من الأطراف الدولية والإقليمية الوسيطة لم تقدم هذه الضمانة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook