إنذارات باسيل للحزب تتفاقم… هل بلغ خط اللاعودة؟
هي المرة الثانية ربما التي يقدِّم فيها باسيل الخطر الداخلي على وجود لبنان ودوره على الخطر الاسرائيلي، ويسلط الضوء على دور المكون المسيحي وخطورة تهميشه.
لم يسبق ان بلغ الخلاف بين التيار والحزب هذا المنحى أو المستوى، في ان يطرح مسألة الشراكة والميثاق. وهذا في حد ذاته يتسم بخطورة شديدة، لأن المشكلة المطروحة ليست في شراكة التيار مع الحزب، وانما في الشراكة الوطنية التي أدى تشرذم الصف المسيحي إلى تظهيرها.
في كل المرات السابقة التي رفع فيها باسيل الصوت في وجه الحزب، كانت الخلفيات تتعلق بملفات داخلية يخسر فيها التيار بالنقاط.
في نهاية عام 2022، طرح باسيل شعار “دورنا سلاحنا وأغلى من أي تفاهم”، ليرفع حدة التصعيد مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون وعدم انتخاب رئيس جديد، على خلفية انعقاد جلسات حكومية مخالفة للدستور. ثم ارتفعت الحدة اكثر عندما خاض التيار معركتي رفض التمديد لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، ومن بعدها التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.
لجأ باسيل في معاركه المبطنة ضد الحزب إلى التصويب على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي وصفه بأنه ينفذ سياسات الثنائي الشيعي ويتجاوز صلاحياته في عقد جلسات مجلس الوزراء وإقرار المراسيم ومشاريع القوانين وإحالتها إلى المجلس كما كانت الحال بالنسبة إلى الموازنة مثلاً. ولكن لم يصل الأمر بباسيل إلى وضع الشراكة الوطنية على طاولة الاستهداف. وفي رأي مراقبين، ان ما دفع باسيل إلى بلوغ هذه المرحلة انه لمس ان الاستحقاق الرئاسي بات بعيد المنال ولا يشكل أولوية على ملف أمن الجنوب، كما ان كل محاولات الفصل بين الاستحقاقين محلياً ودولياً باءت بالفشل. وعليه، لا يستبعد هؤلاء ان يستمر التصعيد الباسيلي، منذراً بمرحلة جديدة في التعاطي مع “حزب الله”، من خلال محاولات عزله وتطويقه داخلياً في وقت انشغاله بجبهته العسكرية جنوباً.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook