آخر الأخبارأخبار محلية

التيار يسحب البساط المسيحي من تحت حزب الله

لم يعد التمايز الذي يقوم به “التيار الوطني الحرّ” في خطابه السياسي مع “حزب الله” يقع في اطار المناورة او تحسين الشروط، بل بات طلاقا بالمعنى الكامل للكلمة، اذ ان العونيين من اعلى هرمهم، اي الرئيس السابق ميشال عون، الى الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مع إستثناءات قليلة، باتوا على خلاف علني شامل مع حارة حريك التي لم تدخل حتى الآن في اي جدال اعلامي مع الحليف السابق.

انتقل “التيار الوطني الحرّ” بقيادة رئيسه جبران باسيل في خلال اشهر، من كونه حليفاً كاملاً لـ”حزب الله” إلى طرف متمايز معه في القضايا الداخلية ووصل في الايام الماضية الى الخلاف الكامل حتى في القضايا الاستراتيجية، بمعنى آخر بات خصوم الحزب، مثل تيار المستقبل او الحزب التقدمي الاشتراكي يرفعون خطاباً أقرب إليه من خطاب حليفه البرتقالي الذي بات ينافس “القوات اللبنانية” بخصومتها مع الضاحية الجنوبية.

يعمل العونيون على اظهار الخلاف وتظهيره من دون اي سبب مباشر، اذ ان المعركة الحاصلة في الجنوب لا تشكل بشكلها الحالي اي مادة خلاف ضمن حسابات التحالف السابقة، لكن “التيار” دخل في كباش اعلامي من طرف واحد وأخذ بتصعيده بشكل تدريجي حتى وصلت الأمور إلى خطاب باسيل الاخير الذي قال فيه أن صوته “أعلى من صوت المدفع” على شاكلة “اذا بدك فييّ غطي عالمقدح” في مسرحية “شي فاشل” لزياد الرحباني.

لم يطلب “حزب الله” من باسيل عدم الاعلان عن الخلاف الحاصل في موضوع وحدة الساحات ولم يقل اي من مسؤولي الحزب علناً او في جلسات خاصة مع التيار (المقطوعة حالياً) ان صوت المعركة أعلى من الخلافات السياسية، بل على العكس يتعامل الحزب ببرودة مطلقة مع الاصوات المعارضة التي تعرف أن مسألة الاشتباك العسكري في الجنوب بات مادة للمفاوضات الدولية ولا يمكن لاي طرف داخلي التأثير عليه بها.

لكن على قاعدة “علّي وخود جمهور” قرر باسيل رفع صوته أعلى من صوت المدفع، وأعلن الطلاق، كما فعل عمه الرئيس السابق ميشال عون مع الحزب، ولعل هذه الخطوة تسحب البساط المسيحي عن “حزب الله” في لحظة المعركة العسكرية، علماً ان اختيار اللحظة لم يكن موفقاً، اذ ان خسارة الحزب المسيحيين في السياسة لم يعد مؤذيا كما كان عليه عام ٢٠٠٦ مثلا، خصوصا ان الحزب بات لديه غطاء سني ودرزي لا بأس به ولم يعد هناك امكانية لعزله.

وعليه بات “التيار” ورئيسه امام ازمة فعلية، فهم بلا ادنى شك يحاولون ارباك “حزب الله” في هذه اللحظة الحساسة وهذا يحصل وان بشكل نسبي، لكن مستوى الضغط الذي يحقق الموقف العوني لا يرتقي الى درجة تجعل الحزب يتنازل لباسيل سياسيا او رئاسيا، وفي الوقت نفسه لا يستطيع باسيل التراجع عن هجومه على الحزب من دون حجة بالغة الوضوح والا سيكون الخاسر الاكبر امام الرأي العام. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى