الوكالة الوطنية للإعلام – الديار: حزب الله استغرب كلام هوكستين ومصدر بارز يوضح: التفسير فُهم خطأ لا سلة ولا ورقة مكتوبة بل بحث في آلية تنفيذ الافكار الموفد الاميركي يسأل المعارضين : لماذا رفض الحوار؟
وطنية – كتبت صحيفة “الديار”: على وقع حماوة المشهد على الجبهة الجنوبية، وبعد تصعيد شهدت عليه الايام الماضية، حط المبعوث الرئاسي الأميركي اموس هوكستين الاثنين في زيارة اتت بالشكل مختلفة عن سابقاتها.
فلقاءات هوكستين هذه المرة لم تقتصر على رئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الاعمال ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي كان لافتا لقاؤه به في ختام جولة محادثاته بحيث وضعه بمحصلة هذه اللقاءات، انما شملت فرقاء اخرين ابرزهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط كما وفد من المعارضة ضم نوابا من الكتائب والقوات وكتلة تجدد.
وسّع هوكستين دائرة اجتماعاته لكنه أبقى المضمون بلا دائرة موسعة، اذ تفيد معلومات الديار من مصادر موثوق بها بان الرجل الذي عرف بدبلوماسيته وحنكته التفاوضية، لم يحمل معه اي اوراق مكتوبة، فاميركا لا تعمل بهذه الطريقة تقول اوساط بارزة مطلعة على جو هوكستين للديار. وتكمل الاوساط بان الاميركي لا يقع في الخطأ الذي وقع فيه الفرنسي عندما سلم وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه ورقة مكتوبة للمعنيين حول وجوب تطبيق القرار 1701 وتراجع حزب الله 10 كيلومترات الى الشمال وتعزيز عدد عناصر الجيش بنحو 15 الف جندي. وتشير الاوساط الى ان هذه الورقة التي يبدو انها ستبقى بلا رد لبناني رسمي، خلقت نوعا من التململ والانزعاج من التصرف الفرنسي فيما الطرف الاميركي لا يقدم اوراقا مكتوبة الا عندما تنضج المفاوضات وتصبح الامور قابلة للتطبيق، اي عند حلول موعد ساعة الصفر.
ولكن ما الذي أتى بهوكستين الى بيروت في هذا التوقيت بالذات ؟ وماذا عن مضمون محادثاته بعدما قيل انه تحدث عن سلة متكاملة؟
على هذا السؤال يرد مصدر موثوق به بارز للديار بالقول : ما دفع الولايات المتحدة الى التحرك سريعا، هو الخوف من تدحرج الامور على جبهة الجنوب بعد التصعيد الاخير الذي شهدته الجبهة في الفترة الاخيرة، سواء ما شهدته بعلبك او صفد وطبريا وغيرها وبالتالي يتابع المصدر ، تحرك هوكستين في محاولة جديدة للبحث عن حل دبلوماسي يجنّب لبنان التصعيد وتوسع الحرب.
لكن المصدر نفسه يجزم للديار بأن لا جديد طرحه هوكستين، انما تحدث بشكل عام عن وجوب حصول وقف دائم لاطلاق النار، وبعد ذلك يتم البحث في حل النقاط العالقة عند الخط الازرق وامكان تراجع حزب الله كيلومترات الى الشمال. وفي السياق نفسه، يوضح المصدر ان محادثات هوكستين تركزت حول كيف يمكن البدء بوضع اليات تنفيذية للافكار التي كان تحدث عنها سابقا في زيارته السابقة الى بيروت حول الاستقرار جنوبا لحظة حصول وقف اطلاق النار في غزة.
ويشير المصدر الى ان هوكستين كان على ما يبدو متفائلا بامكان التوصل الى هدنة في غزة، وهو تحرك باتجاه بيروت لاستكمال البحث في ما يعمل عليه لكي يكون جاهزا لحظة توقف العدوان على غزة. وعليه، فهو لا يزال يعمل على كيفية تنفيذ الافكار المطروحة عندما يحين موعد التسوية، وهي تشمل كما بات معلوما ترتيبات أمنية على الحدود وفقاً لمندرجات القرار 1701، لجهة تأمين انتشار أوسع للجيش اللبناني واتفاق على إنهاء أي ظهور عسكري لحزب الله في المنطقة، كما انسحاب «اسرائيل» من نقاط برية محل تنازع، اضافة الى العمل على اعداد برنامج دعم اقتصادي للمناطق الجنوبية.
صحيح ان هوكستين اكتفى بقراءة بيان مكتوب، لكن اللافت كان في ما قاله، والذي اتى ردا على سؤال، واثار علامات استفهام عديدة عندما اعلن ان «أي هدنة في غزة ليس بالضرورة ان تمتد تلقائيا الى لبنان ولا يوجد شيء اسمه حرب محدودة». هذا الموقف استغربته حتى اوساط مطلعة على جو حزب الله وامل اذ قالت عبر الديار : استغربنا فعلا هذا الموقف لان ما سمعه هوكستين عبر الرئيس بري وعبر الياس بوصعب المعني بالملف واضح لجهة ان موقف حزب الله واضح، وكان قد اعلنه امين عام الحزب السيد نصر الله بان الهدنة في غزة ستنسحب حكما على جبهة الجنوب، بما معناه ان حزب الله سيكون من جانبه ملتزما على جبهة الجنوب التي هي اصلا جبهة مساندة لغزة.
واستيضاحا لموقف هوكستين هذا، سألنا مصدرا معنيا بالتفاوض الحاصل وكان التقى هوكستين، فأوضح عبر الديار ان كلام هوكستين قد يكون فهم خطأ، فما قاله اتى بسياق انه حكما توقف المعركة في لبنان لا يكون تلقائيا، فالعمل الدبلوماسي هو الذي يساعد، وهذا العمل هو الذي يجب ان يواكب ما يحصل، لذا فانا موجود هنا»، وبالتالي يلفت المصدر الى ان المقصود بكلامه ان وجوده ببيروت هو لتفعيل الحل الدبلوماسي توصلا الى وقف التصعيد والمعارك على جبهة الجنوب.
واذ يجزم المصدر ان لا ضمانات لبنانية حصل عليها هوكستين للنقاط التي تحدث حولها ، اشار في الوقت نفسه الى ان لا ضمانات ايضا من «اسرائيل» حملها معه الى بيروت، علما ان المعلومات تفيد بان الموفد الاميركي توجه الى «اسرائيل» بعد زيارته لبنان.
وفيما نفى المصدر الموثوق به ان يكون هوكستين تحدث ، كما روّج البعض، عن سلة متكاملة تشمل انتخاب الرئيس في لبنان، كشف ان هذا الموضوع تحدث عنه الموفد الاميركي بشكل عمومي فقط مشددا امام من التقاهم على وجوب انتخاب رئيس سريعا. وفي هذا الاطار اشارت اوساط نيابية كانت التقت هوكستين الى انه خلال اجتماعه مع نواب من الكتائب والقوات وتجدد في المجلس النيابي، توجه هوكستين للنواب بالسؤال : ما المانع من المشاركة بحوار يفعّل انتخاب رئيس للبلاد؟ وفهم من هذا الموقف ان واشنطن تدعم الدعوات للحوار التي تسبق انتخاب الرئيس، كالدعوة التي كان توجه بها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
في المقابل تكشف الاوساط ان رد نواب المعارضة كان بانهم يرفضون رئيسا للجمهورية يفرضه عليهم حزب الله. والمقصود هنا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، علما ان كل الاجواء توحي بان لا بحث في الرئاسة في الوقت الراهن، وكل ما يحصل من مبادرات في هذا الاطار هو لتمرير الوقت الى ان تدق ساعة التسوية الكبرى، يختم مصدر متابع للديار.
رئاسياً لا تزال مبادرة تكتل الاعتدال الوطني على «الطاولة» نظرياً رغم ان اوساط نيابية معارضة تشيرلـ «الديار»، الى انها «مجرد محاولة لتعبئة الوقت الضائع» وان الثنائي الشيعي «يجهضها» عملياً بتمسكه بمرشحه سليمان فرنجية والذي يرفض مع باقي مكونات 8 آذار طرح الخيار الرئاسي الثالث.
واستكمالاً لمبادرة كتلة «الاعتدال»، تكشف اوساط مطلعة على اجواء حزب الله لـ «الديار» ان لقاء كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة «الاعتدال» كان مناسبة للتواصل وتثبيت وجهة نظر حزب الله الرئاسية والمتمسكة بترشيح فرنجية، ولم يحدث اي تطور جديد وفق منظور الحزب للبحث في الاستحقاق الرئاسي بشكل جدي. وتشير الاوساط الى ان حزب الله استمهل الكتلة لدراسة المبادرة وتقييمها لتقديم الرد المناسب.
عودة النازحين على النار
وفي ملف النزوح السوري، اعلن المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، خلال حفل إطلاق خارطة طريق لتنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين وآلية عودتهم، ان «قافلة من النازحين السوريين ستنطلق قريبا الى سوري»، مؤكدا استمرار المديرية العامة للأمن العام في تقديم التسهيلات في سبيل عودة النازحين».
في المقابل علمت «الديار» من اوساط معنية، ان خطوة اضافية من الجانب اللبناني ستتظهر لتأكيد الاصرار والجدية اللبنانية في ملف النزوح الاسبوع المقبل، حيث سيكون هناك زيارة وزارية الى سوريا للتنسيق مع الجانب السوري ومواصلة البحث في ملف النزوح.
كما علمت «الديار» ان دفعة العائدين طوعياً الى سوريا والتي اعلن عنها البيسري، تتضمن عدداً كبيراً، وانها ستقسم على مراحل متقاربة زمنياً وستليها دفعات اخرى.
تصعيد معاد جنوباً!
بلدة حولا كانت مساء امس على موعد جديد من مسلسل الاجرام الصهيوني ضدها وضد البلدات الجنوبية ، فقد ارتكب العدو مجزرة بشعة استهدفت المزارعين الصامدين في ارضهم بغارة نفذتها مقاتلاته الحربية بصواريخ فائقة التدمير.
وفي التفاصيل ان المقاتلات الحربية المعادية نفذت عدوانا جويا قرابة الخامسة والثلث من عصر اليوم مستهدفة منزلا مؤلفا من طابقين في الحارة الشمالية في بلدة حولا، واطلقت باتجاهه صاروخين من نوع جو – ارض مما ادى الى تدميره بالكامل، واستشهاد صاحبه المواطن حسن علي قاسم حسين ( 54 عاما) وزوجته رويدا مصطفى ( 48 عاما ) وابنهما علي حسن حسين (25 عاماً).
والمواطن حسن حسين آثر هو وعائلته البقاء في منزلهم في حولا ، وهو مزارع ويملك قطيعا من الابقار ، وكان يحرث اراضي من تبقى من الاهالي بجراره الزراعي.
وفي معلومات لـ «الديار» ان حجم الدمار كبير جداً في المنزل المستهدف، ولم تتمكن حتى كتابة هذه السطور فرق الدفاع المدني التي سارعت الى مكان الغارة من انتشال جثماني الوالد والوالدة فيما عثر على الابن الشهيد في فنائه الخارجي.
كما شنت الطائرات الحربية المعادية غارتين على بلدتي طيرحرفا والضهيرة.
====
مصدر الخبر
للمزيد Facebook