آخر الأخبارأخبار محلية

كلمة الميدان تطيح تفاهمات الداخل

كتبت هيام قصيفي في”الاخبار”: يعكس حزب الله في الاستراتيجية العسكرية، موقعه في المعادلة الإقليمية والدولية بربط كل مسارات التفاوض بما يحصل في أرض المعركة. لكنّ الارتداد الداخلي يظهر نمطاً جديداً من التعامل السياسي الذي لم يسبق للحزب أن أظهره في هذا الشكل. للمرة الأولى، يتجاهل الحزب، بهذا الوضوح، ليس اعتراضات خصومه فحسب، بل انتقادات حلفائه أيضاً. وللمرة الأولى، يصل غضّ الحزب النظر عن موقف حلفائه، أي التيار الوطني الحر، الى هذا الحدّ الذي لا يُفهم منه فحسب التلطي خلف الحرب الدائرة جنوباً لعدم الدخول معه في سجالات، إنما كذلك في الابتعاد عن التوافق معه في كل الملفات المحلية أو حتى مراضاته، والتخفيف قدر الإمكان من المواجهات الداخلية معه ومع أي طرف آخر. وكأن الحزب لا يتوقف عند أي احتمال لاضطراره الى مواجهة ما بعد حرب غزة بالانصراف الى عقد تفاهمات أو تنشيطها للانطلاق مجدداً في حالة سياسية سليمة، كما إلى مصير العلاقة بين المكونات السياسية التي يحتاج إليها مبدئياً النظام الحالي. وهذا أمر يتفاعل انعكاسه بين الحلفاء، لأنهم وخصومه باتوا يسلّمون بتطور حضور الحزب في المشهد السياسي بعد العسكري، وبأنه بات أكثر تفرداً من قبل، ويتعامل مع المستقبل القريب على أنه غير مجبر على تدوير الزوايا. ومشكلة هؤلاء الخصوم، كما الحلفاء، أنه في الوقت الذي يزداد فيه كذلك تمسك الرئاسة الثانية وحكومة تصريف الأعمال بكل ما يمكن أن ينتج من الشغور الرئاسي، تغيب أي استراتيجية سياسية في مواجهة ما بدأ يصبح أمراً واقعاً. والخطورة تكمن في أن أياً من هذه القوى التي يفترض أن تكون معنيّة بإنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية، باتت تترقب بدورها جلاء غبار المعارك في الجنوب وغزة، وما سينتجه الميدان من نتائج على حزب الله، فلا تقدم على أيّ عمل، مسلّمة أمرها الى اللجنة الخماسية وفرنسا وواشنطن. وفي الانتظار، تنشغل كل قوة سياسية بمن سيوافق على إلغاء الانتخابات البلدية فلا تلقى المسؤولية عليها وحدها.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى