الوكالة الوطنية للإعلام – اختتام مشروع توأمة مع الاتحاد الاوروبي عن سلامة الطيران ميقاتي: نسعى لتعزيز علاقاتنا مع الشركاء الدوليين حمية: التشويش في شرق المتوسط انتهاك لسيادتنا
وطنية – اختتمت وزارة الاشغال العامة والنقل مشروع التوأمة بين لبنان والإتحاد الأوروبي بعنوان “دعم سلطات الطيران في لبنان في مجالي السلامة والأمن”، بحفل ظهر اليوم، في مركز “طيران الشرق الأوسط للتدريب والمؤتمرات”، برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وحضور وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال الدكتور علي حمية، وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال جورج كلاس، سفيرة ايطاليا في لبنان نيكوليتا بومباردييري، سفيرة الإتحاد الاوروبي في لبنان ساندرا دو وال، أمين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكية، رئيس مجلس إدارة شركة “طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت، مدير عام الطيران المدني المهندس فادي الحسن، قائد جهاز امن المطار العميد فادي كفوري، رئيس مصلحة السلامة الجوية في المديرية العامة للطيران المدني الدكتور عمر قدوحة وعدد كبير من الطيارين وكبار الموظفين في المديرية العامة للطيران المدني وشركة “طيران الشرق الاوسط”.
قدوحة
افتتح الحفل بالنشيد الوطني ونشيد الإتحاد الاوروبي، فكلمة لرئيس مصلحة سلامة الطيران قال فيها: “في البداية أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في نجاح هذا المشروع. لقد كانت رحلة مليئة بالتفاني والعمل الجاد والتعاون. وإنه لشرف عظيم أن نرى هذا المشروع يتوج في هذا الحفل”.
اضاف: “تم إطلاق هذا المشروع في أيلول 2019 واختتم في تشرين الأول 2024، وهو يعتبر مثالا بارزا للتعاون والشراكة الدولية. لقد جمع بين كيانين، إيطاليا من خلال هيئة الطيران المدني الإيطالية ولبنان من خلال وزارة الأشغال العامة والنقل – المديرية العامة للطيران المدني، وذلك للوصول الى هدف مشترك وهو تعزيز قدرات المديرية العامة للطيران المدني اللبناني في المجالات الحيوية للسلامة والأمن ضمن قطاع الطيران.“
وتابع: “طوال مدة هذا المشروع، شهدنا إنجازات ملحوظة. إذ أننا عملنا بلا كلل لتعزيز صناعة الطيران المدني في لبنان، ومواءمتها مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات العالمية. كما قمنا بتحسين الإطار القانوني والهيكل التنظيمي والقدرات الفنية والتقنية لسلطات الطيران اللبنانية. لقد قمنا بمواءمة أنظمة وإجراءات الطيران اللبناني مع تلك الخاصة بالإتحاد الأوروبي ومنظمة الطيران المدني الدولي. إن هذه الإنجازات هي شهادة على التفاني والمثابرة من قبل جميع المشاركين (الأطراف المعنية)”.
وقال: “اليوم، لا نحتفل فقط بإتمام هذا المشروع بنجاح، ولكن أيضا بالأثر العميق الذي سيحدثه على قطاع الطيران المدني في لبنان. إن المعرفة والخبرة المكتسبة خلال هذه الرحلة، ستستمر في إفادة أمتنا لسنوات قادمة”.
اضاف: “أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن امتناني وتقديري للإتحاد الأوروبي لدعمهم الثابت وشراكتهم طوال هذه المبادرة. إن التزامكم بتطوير قطاع الطيران المدني في لبنان لا يقدّر بثمن، وأتطلع بفارغ الصبر لمواصلة هذه الرحلة معا”.
وتابع: “في الختام، دعونا نستغل هذه الفرصة للتواصل، ومشاركة الرؤى والأفكار، وتعزيز علاقاتنا وروابطنا، ونحن متأكدون من أن إرث هذا المشروع سيستمر، وأن سماء لبنان ستظل آمنة ومأمونة للجميع”.
الرئيس ميقاتي
من جهته، قال رئيس الحكومة: “يشكل اليوم علامة فارقة في تاريخ الطيران اللبناني حيث نجتمع هنا في شركة طيران الشرق الأوسط في بيروت، للاحتفال بالجهود الناجحة لمشروع التوأمة الذي يشكل نموذجا يحتذى به لقوة التعاون الدولي في تطوير قدرات بلدنا في مجالات السلامة والامن. وسيكون مشروع التوأمة، بإنجازاته الرائعة نموذجا تحتذي به الإدارات الحكومية الأخرى” .
اضاف: “في بيئة العولمة اليوم، لا تعد صناعة الطيران مجرد وسيلة نقل، بل هي جسر يربط بين الناس والثقافات والاقتصادات. إنها شهادة على المهارات البشرية ومحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، وتسهيل التجارة والسياحة والتبادل الثقافي. ولذلك فإن التحديات التي نواجهها في قطاع الطيران لا تقتصر على الحدود الوطنية، بل هي تحديات عالمية تتطلب جهدا جماعيا وتعاونا دوليا”.
وتابع: “تعد قضايا مثل السلامة والأمن والاستدامة والابتكار في مجال الطيران من الاهتمامات المشتركة التي تؤثر علينا جميعا، بغض النظر عن الجغرافيا أو الجنسية. ومن خلال التعاون في البحث والتطوير، ومشاركة أفضل الممارسات، والاستثمار في أحدث التقنيات، يمكننا اتخاذ خطوات مهمة في تحسين كفاءة السفر الجوي وسلامته وتأثيره على البيئة. ولا يفيد هذا النهج التعاوني صناعة الطيران فحسب، بل يساهم أيضا في تحقيق الأهداف الأوسع للتنمية الاقتصادية وحماية البيئة والأمن العالمي”.
واردف: “إن لبنان ملتزم بالقيام بدور ناشط وفاعل في هذا الجهد العالمي. ونسعى إلى تعزيز علاقاتنا مع الشركاء الدوليين، والمشاركة في المنتديات المتعددة الأطراف، والمساهمة في الحوار العالمي بشأن الطيران. ومن خلال التعاون والدعم المتبادل، يمكننا التغلب على العوائق التي تعيق التقدم في مجال الطيران وفتح فرص جديدة للنمو والابتكار”.
وختم: “أخيرا، أود أن أعرب عن خالص تقديري للاتحاد الأوروبي وإيطاليا والادارات اللبنانية المعنية، ولا سيما وزارة الأشغال العامة والنقل وفريق شركة طيران الشرق الأوسط لدعمهم وتفانيهم الثابت. إن مساهماتكم لم تعزز سلامة قطاع الطيران في لبنان وأمنه فحسب، بل عززت أيضا الروابط بين لبنان والمجتمع الدولي. وفي المناسبة اجدد التأكيد على ما قاله وزير الاشغال لجهة مطالبة الاتحاد الاوروبي بالسعي الجدي لمنع اي تشويش على انظمة الاتصالات وتأمين سلامتها في شرق المتوسط” .
حمية
أما وزير الاشغال فقال: “إنه لمن دواعي السرور بأن أقف هنا اليوم أمام هذا التجمع، وذلك بمناسبة المؤتمر الختامي لمشروع التوأمة التابع للاتحاد الاوروبي والذي عنوانه “دعم سلطات الطيران المدني في لبنان في مجالات السلامة والامن”. هذا المشروع الذي أصبح واقعا، وبفضل تمويل كريم من الاتحاد الاوروبي وتنفيذ من الخبراء بشراكة بين فريق من سلامة الطيران التابع للمديرية العامة للطيران المدني وفريق ENAC الايطالي. كما نشكر شركة طيران الشرق الاوسط على حسن استضافتها هذا الحدث”.
اضاف: “إن مشروع التوأمة هذا، والذي بدأ منذ سبتمبر ٢٠١٩ وانتهى في اكتوبر ٢٠٢٣، قد مثّل علامة بارزة في مسار الجهود لتعزيز البنية التحتية وأنظمة النقل في بلادنا. ان التزامنا بهذا المشروع كان جزءا من التزامنا تجاه أهدافنا المحلية، وهو أيضا التزام تجاه تعهداتنا الدولية، ولا سيما مع منظمة الطيران المدني الدولي وكذلك مع الاتحاد الاوروبي، بحيث كان هذا المشروع تجسيدا لكل ذلك، لا بل إنه يمثل قفزة في مسار التحول والتقدم والتعاون، بما يتماشى مع المعايير الدولية”.
وتابع: “إن مشروع التوأمة لم يحسن بنيتنا التحتية فحسب، بل هو عمل عزز شراكتنا مع الشركاء الأوروبيين في هذا المجال، وذلك بما يخدم تعزيز القيم والأهداف المشتركة”.
وقال: “ما نحن بصدده اليوم، يمثل ايضا تتويجا لمشروعٍ ولتعاون ولتطلعات مشتركة، لا بل هو بمثابة شهادة على أهمية قوة التعاون الدولي في سبيل النهوض بالقطاعات الحيوية لسلامة الطيران وأمنه”.
اضاف: “إن الخبرة والمعرفة المكتسبة من مشروع التوامة، تشكل أساسا متينا سنواصل البناء عليه، وذلك من خلال الحفاظ على الشراكة مع الاتحاد الاوروبي وأصحاب المصلحة الاخرين، والهدف على الدوام يتمثل في ضمان بقاء سماء لبنان آمنة ومأمونة للجميع، ولا سيما أن الوكالة الاوروبية لسلامة الطيران ( EASA) قد أصدرت مؤخرا نشرة معلومات السلامة SIB 2022 -02R بتاريخ ٦ نوفمبر ٢٠٢٣، تتناول فيها مشكلة تشويش وانتحال نظام تحديد المواقع (GPS) في منطقة شرق البحر الابيض المتوسط ، والتي تفرض بالفعل خطرا ناشئا على جميع شركات النقل الجوي بما في ذلك الشركات الأوروبية، ولا يخفى على أحد أن هذا التشويش، ينتهك سيادتنا الوطنية ولا يقيم وزنا لسلامة الطيران في أجوائنا، وبغض النظر عمن يطال ذلك”.
وتابع: “من هنا، فإننا نطالب الاتحاد الاوروبي ببذل الجهود لاتخاذ تدابير جذرية لإزالة هذا الخطر البالغ على سلامة الطيران في المنطقة برمتها، هذا فضلا عن أنه يعرّض المعايير والعمليات الدولية للخطر ويخاطر بحياة الناس”.
واردف: “مجددا، نثمن جهود الاتحاد الاوروبي في هذا المجال ونقدر له التعاون، متطلعين الى استمراره في المستقبل”.
وختم: “أخيرا، أتقدم بتقديري إلى جميع المشاركين والمنظمين ولإدارة سلامة الطيران والهيئة الوطنية للطيران المدني والمديرية العامة للطيران المدني في لبنان، ولجميع العاملين أيضا، فكلنا ثقة بأن التزامنا المشترك تجاه النهوض بقطاع الطيران العالمي ومواصلة جهودنا، يمكننا من رفع مستويات سلامة وأمن الطيران وتوجيه لبنان نحو مستقبل أكثر إشراقا”.
الحسن
بدوره، قال المدير العام للطيران المدني: “نجتمع للاحتفال باختتام مشروع التوأمة رمز التقدم والتعاون بين وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية والإتحاد الأوروبي. ان هذا المشروع الذي بدأ في ايلول 2019 وانتهى بنجاح في اوكتوبر – تشرين الأول 2023 هو دليل على ما يمكن تحقيقه من خلال التفاني والخبرة والتضامن”.
اضاف: “ان مشروع التوأمة الذي نفذته شركة ENAC الايطالية لصالح المديرية العامة للطيران المدني اللبناني لم يكن مجرد مشروع لقد كان ممرا تحويليا. وعلى مدار هذه السنوات، شهدنا تغييرات عميقة في قطاع الطيران لدينا وهي التغييرات التي دفعتنا نحو تلبية المعايير الدولية والمواءمة بشكل أوثق مع لوائح الإتحاد الأوروبي”.
وتابع: “ان الانجازات في هذا المشروع عديدة ومؤثرة، لقد وضعنا معا الأساس للإطار القانوني للطيران اللبناني وقمنا بمواءمة انظمة الطيران اللبنانية مع المعايير التي وضعها كل من الإتحاد الاوروبي ومنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)وإن التآزر بين لبنان والإتحاد الأوروبي ومنظمة الطيران المدني الدولي لم يفد قطاع الطيران لدينا فحسب بل عزز أيضا مكانة لبنان على المستوى الدولي ويظهر التزامنا بالتمييز والتحسين المستمر”.
وختم: “نشكر كل من كان له دور في نجاح هذا المشروع من الإتحاد الاوروبي الى خبراء ENAC الى فريقا المتخصص في إدارة سلامة الطيران برئاسة قائد المشروع الدكتور عمر قدوحة، الى جميع وحدات المديرية العامة للطيران المدني في لبنان وأمن المطارات وكل شريك وأصحاب مصلحة في ما بينهم اذ كانت المساهمات لا تقدر بثمن، ونحن لم نحقق أهداف مشروع التوأمة فحسب بل وضعنا أيضا الأساس لمستقبل اكثر اشراقا وامانا وازدهارا بالطيران المدني اللبناني”.
بومباردييري
وقالت سفيرة إيطاليا: “على الرغم من انجاز المشروع ولكن التعاون بيننا سيستمر ونؤكد على استمرارية دعمنا لكل المشاريع المتعلقة بهذا القطاع”.
وأشارت الى ان “النقطة الأكثر أهمية هي التأكيد على تطبيق تلك المعايير والانظمة التي تمت مواءمتها”، مؤكدة وقوف بلادها “الدائم الى جانب لبنان”.
وقالت: “مطار بيروت هو مرفق للصالح العام ويتطلب دعما ومساندة من قبل كل القطاعات في البلد. وانا على ثقة بأن السلطات اللبنانية الوطنية ملتزمة بذلك، كما لمسنا اليوم في هذا الحفل من قبل رئيس الحكومة ووزير الاشغال العامة”.
وأكدت أن “لبنان بالتعاون مع أصدقائه من مختلف دول العالم سوف يحقق تقدما اضافيا”.
دو وال
واثنت سفيرة الإتحاد الاوروبي على “الجهد الذي بذل لإنجاح هذا المشروع”، منوهة بـ”الجهود التي بذلت في هذا الاطار لا سيما من قبل المعنيين في الطيران المدني في لبنان، لما فيه من مصلحة للبنان وتطوير قدراته في هذا المجال”.
نيكولاي
وكانت كلمة لنائب المدير العام لهيئة الطيران في ايطاليا فابيو نيكولاي أكد فيها أهمية هذا المشروع، مشيرا الى انه “سيسهم في رفع مستوى السلامة في قطاع الطيران في لبنان”.
مداخلات
وتلى ذلك مداخلات بين والحضور والاتحاد الأوروبي اكدت على أهمية هذا التعاون.
===========
مصدر الخبر
للمزيد Facebook