“أوكرانيا الأخرى”… منصة تضليل مؤيدة لروسيا يديرها أحد أفراد القلة الثرية في المنفى
من روسيا، حيث وجد ملجأ له، يستخدم فيكتور ميدفيدتشوك، أحد كبار الأثرياء من أصل أوكراني ومقرب من فلاديمير بوتين وذو سمعة سيئة في بلاده، شبكته وموارده لنقل أطروحات الدولة الروسية حول أوكرانيا والحرب. وهي مؤسسة تضليل غير فعالة حتى الآن في المشهد الأوكراني.
نشرت في: 01/03/2024 – 10:16
3 دقائق
الصورة لا لبس فيها. “الفساد في أوكرانيا هو السبيل الوحيد لتقدم نظام زيلينسكي”، “روسيا هي الفرصة الوحيدة لخلاص أوكرانيا”، “لقد أرادوا إحضار الناتو للبلاد وها هم على وشك الموت من أجل مصالح الغرب”. كل يوم، تغزو الشبكة جمل جديدة مؤثرة يتم نشرها على “أوكرانيا الأخرى”، وهي بوابة ناطقة بالروسية تم إطلاقها خلال صيف عام 2023.
يقودها رسميا فيكتور ميدفيدتشوك، الشخصية المركزية للشبكات الموالية للكرملين في أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، ولكن يتم إدارتها وتنظيم العمل عليها خلف الكواليس من قبل “وكالة التصميم الاجتماعي” بقيادة إيليا غامباتشيدزه، وهو تكنوسياسي روسي ضالع في حملات التضليل الروسية الأخيرة التي تستهدف الرأي العام الدولي. تدعي هذه المنصة الرقمية أنها “توحد القوى القادرة على قلب الأوضاع وإخراج الشعب الأوكراني من المأزق الذي وجد نفسه فيه”.
فيكتور ميدفيدتشوك ليس إذن لاعبًا مغمورًا في مجال التلاعب والتضليل. فعلى مدار 20 عاما، عمل الثري الأوكراني تابعًا لمصالح موسكو في بلاده، على المستوى السياسي وكذلك من داخل وسائل الإعلام. وقد كفل له قربه من فلاديمير بوتين كراهية عميقة تجاهه من قبل مواطنيه في بلاده. يعرف الرجلان، وهما من الجيل نفسه، بعضهما البعض منذ أوائل أعوام 2000. كان بوتين قد وصل لتوه إلى السلطة في روسيا؛ من جانبه ، ترأس ميدفيدتشوك حكومة الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما.
أخذت علاقتهما بعدا شخصيا عندما أصبح بوتين عراب ابنة رجل الأعمال، وهو رابط يحب التأكيد عليه لإظهار مدى أهميته لرجل روسيا القوي. إضافة لذلك، فإن عرابة ابنته أيضا هي سفيتلانا ميدفيديفا، زوجة الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف.
يفترض هذا النسب الرمزي وجود علاقة ولاء متبادلة بين جميع الأطراف وهو ما يفسر بلا شك تدخل الكرملين لتحرير فيكتور ميدفيدتشوك في عام 2022. ألقت القوات الأوكرانية القبض على الثري الهارب ميدفيدتشوك بعد انتهاك قرار إقامته الجبرية. تسبب القبض على “الخائن”، كما يطلق عليه في بلاده، في ضجة كبيرة: فقد كان رجل الأعمال يرتدي ملابس تنكرية مموهة وبدا أشعث وضعيفا، مما جعله أضحوكة البلاد.
ثم ابتسم له الحظ في سبتمبر.أيلول 2022 عندما تم إدراج اسمه في صفقة لتبادل الأسرى.
النص الفرنسي: إيتان بوش | النص العربي: حسين عمارة
مصدر الخبر
للمزيد Facebook