واشنطن.. الهدوء جنوبا ضروري لاستكمال الدور الدبلوماسي وإنتاج التفاهم
لا يتسم المشهد الجنوبي بكثير من الغموض، لكنه ينطوي على درجة عالية من المخاطرة، فقد بات موقف حزب الله واضحا، فهو لا يريد تصعيد الوضع الجنوبي، وفي الوقت نفسه لا يستطيع التهاون في الرد على أي تجاوز او توسع في الاعتداءات الإسرائيلية، فحزب الله عندما أدخل الصاروخ أرض- جو النوعي وأسقط المسيّرة الإسرائيلية، إنما أراد القول للعدو أن تماديه لن يمر دون رد.
حزب الله يتصرف بعقلانية ملحوظة وهي محل مراقبة دبلوماسية غربية دقيقة والعقلانية تعبر عن نفسها بتركيز الحزب هجماته وردود أفعاله في مواجهة التصعيد الاسرائيلي على أهداف عسكرية. وفي حقيقة الأمر ما يحول دون انفجار الوضع على نحو واسع، هو موقف حزب الله هذا والموقف الأميركي الضابط للموقف الإسرائيلي.
الأوساط السياسية المعنية في لبنان في الحكومة وخارجها، ترجح عكس ذلك، وهي تستند في تقديرها إلى الموقف الأميركي الذي يعتبر بأن الهدوء جنوبا هو ضرورة لاستكمال الدور الدبلوماسي بفعالية لإنتاج تفاهم يتصل بترتيب الأوضاع من خلال إجراءات مستدامة. وما يجري تناقله عن الوسيط الأميركي في ملف الطاقة آموس هوكشتاين ينطوي على شيء من التفاؤل والواقعية بإمكانية الوصول إلى مثل هذا التفاهم، إذ أن الأفكار غير المكتملة التي يتداولها الأميركيّون تبدو أكثر سهولة ومرونة بالمقارنة مع الأفكار الفرنسية، حيث جرت الإشارة الأميركية في مرحلة سابقة إلى صيغة مشابهة لصيغة تفاهم نيسان 1996، مما يعني أن الإجراءات ستكون إلى حد ما متوازية، ولا تحرج أيا من الطرفين على أن يشكل هذا الأمر مخرجا للبحث لاحقا في القضايا الأكثر تعقيدا لا سيما ما يتصل بالتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. مع الإشارة إلى أن المقاربة الأميركية يفترض أن توفر مخرجا للعدو الإسرائيلي في ما يتعلق بالموضوع الأكثر ضعطا عليه، وهو ملف عودة المستوطنين إلى الشمال.
وتعتبر أوساط سياسية أن المنهجية الأميركية لمعالجة الأوضاع جنوبا تشبه إلى حد بعيد المنهجية التي جرى اعتمادها في إنتاج هدنة غزة، إذ أن تعذر الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل في القطاع دفع إلى اقتطاع المرحلة الأولى من هذه الصفقة على أن ينظر لاحقا في استكمالها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الوضع في جنوب لبنان، أي معالجته على مراحل وليس دفعة واحدة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook