آخر الأخبارأخبار محلية

هل تراجعت حاجة حزب الله الى الحلفاء؟

من يراقب حركة “حزب الله” السياسية منذ ما قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة، وتحديداً كيفية تعامله مع حلفائه الاساسيين، يجد أنه يُظهر نوع من اللامبالاة تجاههم، او اقله لا يحاول تدوير الزوايا في فترات الخلاف التي تطرأ على علاقته بهم، وهذا ظهر ايضاً بعد التوتر الذي طرأ على العلاقة بين الحزب و”التيار الوطني الحرّ” ربطاً بحديث الرئيس السابق ميشال عون عبر قناة الـ OTV.

سابقاً كان “حزب الله” يراعي الحلفاء بشكل كبير ويلعب دور “ام الصبي” ويسعى الى حلّ اي خلاف والتعالي على الأخطاء السياسية التي يرتكبها هذا الحليف او ذاك، كما كان يبادر الى مصالحة “الحردانين” بالرغم ان معظم حلفاء الحزب بحاجة الى تحالفهم مع حارة حريك اكثر من حاجة الحارة للتحالف معهم، لكن هذا الأداء السياسي تبدل في الاشهر الاخيرة الماضية حيث اظهر الحزب أهتماماً اقل بحلفائه.

السؤال الابرز اليوم هو هل بات “حزب الله” أقل حاجة للتحالفات الداخلية؟ من الواضح أن قوة “حزب الله” الاقليمية وامتداده المباشر في اكثر من دولة، او عبر تأثيره الكبير على قوى واحزاب وفصائل مسلحة في العراق وسوريا واليمن، جعلته اكثر قدرة على التفاوض مع القوى الكبرى كما انه بات اكثر تماسكاً ويستطيع تحمل الضغوط التي يتعرض لها على الساحة الداخلية اللبنانية، وعليه بات الحزب يشعر ان عملية عزله لم تعد متاحة.

في السابق كان عزل الحزب ممكناً من خلال السعي الى فكّ تحالفاته بالقوى والاحزاب ذات الخلفيات الطائفية المتنوعة، وعليه اعطى الحزب أهمية قصوى للتحالف مع “التيار” الذي أمّن له الغطاء المسيحي في لحظة خلافه مع المكونات الاخرى، السنية والدرزية، لكن الواقع اليوم بات مختلفاً بشكل واضح، واصبحت بالتالي اهمية التحالف مع العونيين اقل من السنوات السابقة.

لم تعد علاقة “حزب الله” مع المكون السنّي سيئة بالقدر الذي كانت عليه في السابق، فالتقارب اللامباشر الحاصل مع القيادات السنّية والتفاوض والتسويات المتلاحقة بين المملكة العربية السعودية وايران، اضافة التي التنسيق الحكومي بين حارة حريك ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كل ذلك خفف الاحتقان السنّي- الشعي، ولعل الحرب الحاصلة في غزة ودعم “حزب الله” لحماس عسكرياً قرّب المسافة بين الطائفتين وهذا ما اراح الحزب بشكل كبير.

كما ان علاقة الحزب بالمكون الدرزي إختلفت بشكل جذري، وباتت هناك ابواب تنسيق واسعة ومستمرة مع النائب السابق وليد جنبلاط. لم يعد “حزب الله” كما في السابق في وضع الحاجة “الوجودية” للتحالف مع “التيار”، بل اصبح قادراً على المناورة الكبرى بهدف الوصول الى افضل صيغة للتعايش مع الحليف السابق، وقد تكون المعادلة الافضل في العلاقة الثنائية هي التعامل على “القطعة” وهذا ما لا يزعج الحزب ابداً.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى