هل يمكن ان تكون الهدنة نهائية؟
هذا الاداء الاسرائيلي بالتفاوض يوحي بأن تل ابيب تريد ان تسلب ورقة الاسرى من يد حماس، لتستكمل من بعدها العملية العسكرية في جنوب القطاع، وهكذا تحقق الحكومة الاسرائيلية امرين، الاول فترة تهدئة يتمكن فيها الجيش الاسرائيلي من اعادة ترتيب قواته وتخفيف خسائره والثاني هو ارضاء الرأي العام الاسرائيلي الذي يريد استعادة الاسرى وايضا استكمال الحرب ويرفض ايقافها.
لكن هذا التوجه الاسرائيلي قد لن تتمكن اسرائيل من تطبيقه حتى لو وافقت حماس على فكرة الهدنة المؤقتة بدلا من وقف اطلاق النار النهائي، لان تل ابيب وبعد ايقاف الحرب لكل هذه المدة ستشهد نوعا مختلفا من الاحتجاجات والخلافات الداخلية وتحميل مسؤولية الفشل في ٧ اكتوبر، ما يعني ان هناك امكانية عملية ان تحصل فوضى سياسية في اسرائيل تعجز بعدها عن استكمال حربها في غزة وجنوب لبنان.
وترى مصادر مطلعة ان اقتراب موعد الانتخابات الاميركية سيجعل ادارة الرئيس جو بايدن اعجز من ان تقوم بأي خطوة دعم لاستمرار الحرب بل ستمارس ضغوط كبيرة على اسرائيل لمنع حصول اي جولة قتال وعنف جديدة على اعتبار ان شعبية بايدن باتت منخفضة جدا والديمقراطيين يحتاجون لاعادة ترميم علاقتهم بالمجتمعات الملونة في الولايات المتحدة لخوض معركة متكافئة مع الرئيس السابق دونالد ترامب..
من الواضح ان التهديدات الاسرائيلية توحي بأن تل ابيب ، وان توقفت الحرب في غزة، خلال هدنة الاسابيع الستة، فإن الاشتباكات ستستمر عند الحدود اللبنانية، الا أن المؤشرات العملية تؤكد أن “حزب الله” سيوقف النار مع بداية اي هدنة جديدة وبالتالي فإن استمرار الجيش الاسرائيلي بإستهداف الاراضي اللبنانية او اغتيال كوادر الحزب سيعطي الاخير شرعية كبرى لتوجيه ضربات اقسى لتثبيت الردع ومنع تفلت الامور خلال مراحل السلم.
الهدنة الشاملة، التي يريدها الجميع بإستثناء نتنياهو قد تصبح امرا واقعاً، لان البديل عنها قد يؤدي حتما الى توسع غير محسوب في دائرة الاشتباك، ولعل صدور بيانات عن بعض الفصائل العراقية تؤكد العودة القريبة الى استهداف الاراضي المحتلة والقواعد الاميركية وتصعيد اليمن هجماته على السفن المتجهة الى اسرائيل، يعني ان الاستعداد للاسوأ بدأ على اكثر من جبهة خصوصا ان ذهاب اسرائيل الى تهجير اهالي غزة من رفح سيعني انهاء القضية الفلسطينية بشكل شبه كامل..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook