آخر الأخبارأخبار محلية

رسائل نصرالله تتلقفها إسرائيل أكثر من الداخل

كتبت روزانا بو منصف في” النهار”: لم تعد خطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الطويلة والمتشابكة تحظى بتعليقات السياسيين في لبنان ولا بالاعلام اللبناني كما في السابق على رغم متابعته من اهل الاهتمام ورصد النقاط الاساسية في ما يقوله باعتبار ان هناك تكرارا مقصودا واطالة متعمدة لاعتبارات متعددة ، ولكن لا يناقش احد المضمون فيما يطغى الاقتناع بان الموضوع اكبر من لبنان واكبر من الحزب ويتصل بالمواجهة التي تقوم بها ايران عبر امتداداتها في المنطقة والتي يشكل الحزب جزءا منها . لذلك فان مضمون هذه الخطابات يحظى باهتمام في الاعلام الاسرائيلي ولدى السلطة الاسرائيلية اكثر بكثير مما يحققه في لبنان وهو موجه الى الخارج في الاساس ومن يهتم بموقف الحزب فيما فقد الرأي العام اللبناني الاهتمام بخطابات السياسيين منذ زمن ليس بقصير بمن فيهم خطابات الامين العام للحزب لاعتبارات عدة .

وازاء الواجهة التي يحتلها الحزب راهنا في موضوع الحرب من الجنوب ، فان هؤلاء المراقبين لا يرون ان هذا الامر سيستمر ازاء بقاء الحزب على هذا النحو في المرحلة المقبلة حين يتم انتخاب رئيس للدولة ويتم تأليف حكومة فاعلة . الهم الاساسي راهنا هو عدم الانجرار الى حرب يعتقدون ان لبنان لن ينجو منها في حين ان اسرائيل على العكس قد تنجو على رغم ما تلحقها الحرب مع لبنان من اذى كبير . وهذا جوهر الموضوع . فيما ان الحزب في رأي هؤلاء لم يعد واسع التأييد محليا ليس لدعمه الفلسطينيين في غزة بل لدعمه الفلسطينيين على حساب لبنان واهله في الجنوب فيما اعتقد هؤلاء ان اعمار منازلهم بعد 2006 فانما لان الحرب باتت غير محتملة في الجنوب ولن يتكرر خروجهم من منازلهم وتهجيرهم لا سيما بعدما خسروا ودائعهم وانهارت قدراتهم . ويسري ذلك على واقع ان دعمه حركة “حماس” في غزة انما اتى ايضا من ضمن اصطفاف اقليمي تقف خلفه ايران وانضم اليه الحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن ما يجعل الحزب عاملا او عنصرا في هذه الالية ويفقد موضوع الدفاع عن لبنان الذي يبرر به الحزب “مشاغلته ” لاسرائيل راهنا ، فحسب قوته وزخمه على غير ما يدفع نصرالله في خطابه . واذ يعتبر هؤلاء ان المبررات لكل ذلك مفهومة في ظل القيود الموضوعية التي التزمها الحزب ، يقول هؤلاء ان قدرة الردع المتبادل واجهت نقاط ضعف كبيرة على خلفية ان اكثر من 200 شاب من عناصر الحزب استشهدوا في حين انهم لم يكونوا في معارك مباشرة وكل المخاوف كانت ولا تزال على لبنان يمكن ان يشهد تدميرا غير مسبوق وفقا لكل النصائح التي قدمت على خلاف ما كان عليه الوضع في 2006 . وفيما لا يعتقد ان حركة ” حماس” ستنتهي لانها تبقى ايديولوجيا وفكرة ومقاومة للاحتلال الاسرائيلي ، يسري واقعيا انها لن تحقق انتصارا في غزة ولا احد في وارد اعطائها ذلك لا سيما مع 30 الف شهيد فلسطيني حتى الان . 

على هامش ما يشير اليه بعض المراقبين السياسيين في لبنان ، فهؤلاء سجلوا على نصرالله في الموضوع الرئاسي نفيه ان “هذا السلاح ليس لتغيير وقائع سياسية في لبنان، ليس لتغيير النظام السياسي في لبنان، ليس لتغيير الدستور في لبنان، ليس لتغيير صيغة الحكم في لبنان، ليس لفرض حصص جديد” فيما ينبغي ان يسأل كيف ترجم “الانتصار الالهي” في 2006 وما بعده وفي 2008 في اتفاق الدوحة وفي اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في 2011 في ظل تساؤلات كبيرة لا تزال قائمة حول عمليات اغتيال تعرض لها سياسيون ونواب وادت الى تغيير المعادلة الداخلية والى خلل طائفي وسياسي كذلك . وازاء اعتباره ان الاخرين لا ” يريدون حوارًا وطاولة حوار ولا حوارا ثنائيا ولا ثلاثيا ولا رباعيا، لا يريدون، هذه القوى السياسية فلتتفاهم يصبح هناك غدًا رئيس للجمهورية، ليس له علاقة بحرب غزة وليس له علاقة بالجبهة على لبنان” ، يرد بعض هؤلاء ان طاولة حوار رفضت ولكن ليس اشكالا اخرى من الحوار فيما يتمسك بمرشحه ويرفض كل المرشحين الاخرين على نحو مقصود للتعمية ، فيما ان الحل يسهل اذا قبل الجميع الذهاب الى مرشح جديد لا يشكل استفزازا لاحد على خلفية ان الحزب هو من يريد فرض من يريد على المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما . 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى