مساعٍ أخيرة لهوكشتاين لتحييد جبهة لبنان وحزب الله يُمسك بالتفاوض والميدان؟

Advertisement
وعلى هذا لم يعد في الميدان سوى الوساطة الأميركية، مع تسليم الدول كلها بسلتها، وهو ما تعكسه المواقف الإسرائيلية الأخيرة والنقاشات بين أركان الحرب الإسرائيليين، بالتوازي مع التهديدات ضد لبنان، حيث نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالاً تشير فيه إلى أهمية التركيز على المفاوضات مع الأميركيين للوصول الى حل لتجنب التصعيد على جبهة لبنان. وقالت إنه إذا استمرت الحرب في غزة لأشهر أخرى، فمن المؤكد أن حرباً شاملة سوف تندلع أيضاً في لبنان، نتيجة للضغوط التي يمارسها النازحون في شمال إسرائيل. لكن لا بد من إقناع الولايات المتحدة بدعمها.
الحصيلة بين الحراك الديبلوماسي والتصعيد الميداني تشير إلى أن الامور على الجبهة قد لا تبقى على حالها، وسط رسائل أخرى تصل إلى لبنان وتقول إن إسرائيل اتخذت قراراً بالحرب تنتظر التوقيت المناسب لشنها. فعلى الرغم من النقاش في الجبهة الداخلية للاحتلال بدأت تظهر سيناريوات يسربها الإسرائيليون من إمكان شن حرب برية مصحوبة بتدمير يطال العمق اللبناني، وتسعى إلى احتلال منطقة حدودية وعزلها في الجنوب. وقد جاء رد “حزب الله” سريعاً على لسان نصرالله بتأكيده أن التصعيد الإسرائيلي ستكون “المقاومة” جاهزة له، وأن العمليات لن تتوقف. لكن نصرالله وإن كان يؤكد أن دور الحزب ردعي، لكنه يدفع الدولة اللبنانية إلى التسليم بما يرمي إليه، حتى لو كانت بعض اهدافه غير لبنانية، ومنها الطلب برفع سقف الشروط لما هو أبعد من القرار 1701، علماً أن ما هو مطروح من هوكشتاين هو سلة متكاملة للتفاوض. وعلى هذا يحسم “حزب الله” ربط الجبهة بغزة ويحاول تكريس توازن معين، لكنه في الوقت نفسه يفتح على احتمالات لبنانية كبيرة، أولها أن “حزب الله” يقرر مصير البلد، ولا يأخذ بالاعتبار الوضع اللبناني العام، فيما يقدم نفسه مفاوضاً رئيساً، وبالتالي أي تسوية لا تمر إلا ببشروطه حتى لو تدحرجت الأمور إلى حرب شاملة تدمر لبنان.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook