آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – البناء:عملية نوعية للمقاومة قرب أسدود… وأبو عبيدة يلوّح بالاحتكام للميدان مجدداً / السيد نصرالله: العدو سيدفع ثمن الدماء بالدماء… من كريات شمونة إلى إيلات / المقاومة لا تصرف انتصاراتها في تغيير معادلات الداخل السياسية والطائفية

وطنية – كتبت “البناء” تقول: تبدو صفحة السياسة وقد طُويت في المنطقة، بعدما ترك مسار باريس الذي تولى رعايته مدير وكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز انطباعات توحي بتقدم احتمالات التوصل إلى اتفاق ينتقل من الهدنة إلى إنهاء الحرب ويبدأ بتبادل الأسرى وصولاً إلى إنهاء الملف بالتزامن مع خطوات مرحلية لانسحاب قوات الاحتلال وبدء مسار إعادة الإعمار، لكن يبدو أن الرهانات الأميركية والاسرائيلية على المسار التفاوضي كانت مبنية على فرضيات تتيح تحقيق أهداف الحرب عبر التفاوض، بحيث تتم محاصرة المقاومة بالحاجات الإنسانية لمواطنيها وقد بات أغلبهم نازحين جوعى بلا أدنى مقومات الحياة. ويتم تطويق المقاومة بالمداخلات العربية التي تتقاسم مستقبل غزة عبر المال والأمن والسياسة على حساب قوى المقاومة. وتبدو ورقة معركة رفح والتلويح بها بديلاً يقدّمه الأميركي والاسرائيلي للمقاومة ما لم تقبل بالصفقة المعروضة عليها، والتي كان تجاهل الحديث عنها في بيان أبي عبيدة الناطق بلسان قوات القسام رداً بليغاً يقول إنها دون مستوى الردّ، وفيما كان أبو عبيدة يحذّر من مقتل ما تبقى من الأسرى الصهاينة بحوزة المقاومة بقصف جيش الاحتلال، ويبدي ثقة المقاومة بالاحتكام للميدان رداً ضمنياً على التلويح بمعركة رفح، دون ذكر رفح بالذات، لكن في توقيت لافت كانت خلاله المقاومة تنفذ عمليّة نوعيّة شمال أسدود اعترف جيش الاحتلال بأنها أوقعت قتيلين وعدداً من الجرحى.

ربما يكون كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المنسجم مع المسار ذاته الذي حملته رسالة أبي عبيدة، قد حمل الرسائل الأشدّ وضوحاً حول حجم التصعيد المقبل، حيث يبدو للمقاومة أن الأميركي والإسرائيلي لم يقوما بقراءة واقعيّة لموازين القوى، ولا لعقلانية قوى المقاومة بتفادي الذهاب إلى المنازلة المفتوحة، بحيث بات التصعيد الإسرائيلي، سواء على جبهة غزة عبر التلويح بمعركة رفح، أو عبر جبهة لبنان عبر الاستهداف المتعمّد للمدنيين، بحاجة الى ضربة على الرأس تُعيد فتح العين على المعادلات الحقيقية كي يتخذ الإسرائيلي والأميركي قرارهما بوضوح ما إذا كانا يريدان الحرب ام الذهاب الى التهدئة.
الضربة على الرأس من كريات شمونة إلى ايلات، كانت تتمة كلام السيد نصرالله عن أن الاحتلال سوف يدفع ثمن الدماء دماء، لكن التتمة السياسية كانت في الخطاب التفصيلي الموجّه إلى اللبنانيين حول خطورة انتصار الاحتلال على المقاومة في غزة، والمصلحة اللبنانية بمنع عملية تهجير جديدة، سوف يكون للبنان منها نصيب جديد من اللاجئين، هذا عدا عن أن الكيان المنتصر في غزة سوف يرتدّ بحربه على لبنان. وكان السيد عملياً يمهّد داخلياً لخطوات المقاومة المقبلة، وما تفتحه من احتمالات توسيع رقعة المواجهة، سواء في المدى الجغرافي ونوعية الأسلحة وطبيعة الاستهداف، ولأن حجم التصعيد غير مضبوط بسقوف كما يبدو، حرص السيد نصرالله على تقديم جرعة إضافية من الطمأنة للداخل اللبناني جوهرها أن المقاومة لا تصرف فائض قوتها ولا تستثمر انتصاراتها لتغيير المعادلات السياسية والطائفية في الداخل اللبناني.

 

وأشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته خلال احتفال «القادة الشهداء» (الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية)، الذي أقامه الحزب في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، وتزامناً في بلدة النبي شيت في بعلبك، وطير دبا في الجنوب وفي بلدة جبشيت، إلى أن «العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا وعائلاتنا وللنساء يمكن أن يدفعنا للتراجع أو يجعلنا نضعف أو نتخلى عن المسؤولية، أبداً».
وتعليقاً على مجزرتي النبطية والصوانة، لفت نصرالله إلى أنّ «العدوان هذا تطوّر يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين ونعتقد أنّ ما حصل أمر متعمّد، ولو كان يريد استهداف المقاومين كان باستطاعته تجنب قتل المدنيين». وأكّد أنّ في «معركة المقاتلين والجنود، نقاتلهم ويقاتلونا ومن الطبيعي سقوط شهداء. نحن في قلب معركة»، مشيراً إلى أنّ «في المعركة ينال منّا حيث يستطيع»، و»المقاومة تقوم بهدف واضح ومحدّد».

ولفت إلى أنّه «حين يصل الأمر إلى المدنيين، بالنسبة لنا هذا الأمر له حساسية خاصة»، موضحاً «أننا قلنا دائماً بأننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين، رغم أنّ ذلك من التضحيات، ويجب أن يفهم العدو أنّه ذهب بهذا الأمر بعيداً، والأمر لا علاقة له بالمسافة، وأمام استهداف المدنيين، أريد أن أقول إن هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف، لأنّه منذ 7 تشرين الأول، كل الضغوط في العالم وكل الاتصالات مع الدولة أو معنا، كانت تهدف إلى عدم فتح الجبهة، وحين فُتحت كان هدف الضغوط أن تقف». وذكر أنّ «هذه الجبهة متواصلة والصراخ في الشمال يرتفع كل يوم»، معلناً أنّ «الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعاً وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك»، مؤكداً أنّ «هذا الأمر لا يمكن أن يترك»، مشدداً على أنّ «نساءنا واطفالنا الذين قتلوا سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً»، موضحاً أنّ «ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع واجهزة تجسس وآليات وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى ويمسّ بمدنيينا وخصوصاً بنسائنا واطفالنا». وأكّد أنّه «للتذكير هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتدّ يدها من كريات شمونة إلى إيلات».
وشدد السيد نصر الله على أنه إذا توقف الجسر الجوي الأميركي المفتوح لنقل الأسلحة إلى كيان العدو تتوقف الحرب على غزة شاء نتنياهو أم أبى، وأوضح أنّ كلّ دول العالم تطالب بوقف الحرب على غزة إلا إدارة بايدن، وأقول إنّ من يُصرّ على هدف القضاء على حماس هي أميركا أكثر من «إسرائيل»، مشدداً على أن كل قطرة دم تسفك في غزة وكل المنطقة المسؤول الأول عنها هو الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الحرب لديه لويد جيمس أوستن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن. وأضاف السيد نصر الله أن عملية طوفان الأقصى كشفت الهدف الحقيقي الإسرائيلي وهو تهجير الفلسطينيين من فلسطين المحتلة أي تهجير أهل غزة والضفة وأراضي الـ 48 وإقامة دولة يهودية خالصة، واعتبر أن الحصار على قطاع غزة كان هدفه الوصول إلى الموت جوعاً دون أن يشعر بهم أحد في العالم وطوفان الأقصى أوقف هذه المهزلة وفضح العدو وجعله يدفع ثمناً باهظاً وخطيراً، وأكد انه يجب ان يكون هدف دول وحكومات المنطقة ان يكون عدم تهجير الفلسطينيين وهذا يحتاج الى مواجهة كبرى.

وأكد السيد نصر الله ان المقاومة ترتبط بالدفاع عن لبنان وأهله وشرفه وعرضه وماله وأرضه، ولم نفرض باسم المقاومة خيارات سياسية على لبنان، وشدد على ان سلاح المقاومة هو لحماية لبنان وكل اللبنانيين سواء قاتل على الارض اللبنانية ضد العدو الصهيوني او قاتل في مواجهة التكفيريين في سورية، موضحاً ان سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان، وهو خارج هذه الحسابات كلها وهذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته.

وعن الانتخابات الرئاسية قال السيد نصر الله، موضوع الرئاسة في لبنان هو موضوع داخلي، مؤكداً ان لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة. وحول تحدث به البعض في موضع ترسيم الحدود قال السيد نصر الله لا يوجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية لأنها مرسمة، وأي مفاوضات ستكون على قاعدة «أخرجوا من أرضنا اللبنانية».
وأشار محللون في الشؤون العسكرية لـ»البناء» الى أنّ السيد نصرالله أعاد تثبيت المعادلات: الردع ضدّ «إسرائيل»، وهي الردّ على استهداف المدنيين في القرى الجنوبية وفي كل لبنان، وثانياً استمرار العمليات العسكرية للمقاومة على الجبهة الجنوبية اسناداً لغزة رغم كل الضغوط الخارجية والعدوان الاسرائيلي على المدنيين وكذلك الأمر على الجبهات الأخرى من سورية الى العراق واليمن، وثالثاً قدرة المقاومة في لبنان على استهداف كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بقوله إننا نستطيع أن نطال من كريات شمونة الى إيلات، ما يعني وفق الخبراء أن حزب الله يملك من الصواريخ كماً ونوعاً ما يمكنه من استهداف كل «إسرائيل».

وتوقع الخبراء أن يردّ حزب الله بضربة مؤلمة للعدو باستهداف هدف عسكري أو مدني يؤدي الى مقتل عشرات الاسرائيليين لتثبيت معادلة الردع لحماية المدنيين في لبنان.
وأمس بقيَ التصعيد سيد الموقف على الجبهة الجنوبية، وأعلن جيش الاحتلال، أنه «تزامناً مع تدريبات جنود اللواءين 146 و210 في الشمال بدأ لواء غولاني هذا الأسبوع رفع جاهزيته».
وزعم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنّ «على العالم أن يضغط على إيران وحزب الله للانسحاب من جنوب لبنان»، مدّعياً أنّه «إذا لم يتمّ إيجاد حلّ دبلوماسي فسنضطر لإبعاد حزب الله عن حدودنا».
وواصل العدو الاسرائيلي عدوانه على الجنوب وأطلق رشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة باتجاه أحياء بلدة كفركلا المحاذية لحدود المستعمرة. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدات القنطرة ودير سريان ومحيط وادي السلوقي. وادت الغارة على منزل في بلدة القنطرة الى استشهاد ثلاثة شبان، عناصر في حركة امل، عملت فرق الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية على سحب الجثامين ونقلها الى المستشفيات في المنطقة. كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على دير سريان – الطيبة، وبين القنطرة وقبريخا.

في المقابل استهدف مجاهدو المقاومة مواقع العدو الصهيوني في مستوطنة المالكية، ورويسات العلم وزبدين بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة المناسبة وحققوا فيها إصابات مباشرة ومؤكدة، كما استهدفوا مجموعة من ‏جنود العدو تتمركز في ‏موقع رامية، وانتشاراً لجنود العدو في ثكنة دوفيف وأوقعوا إصابات محققة.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ «إنذار كاذب أدى إلى دوي صافرات الانذار في كريات شمونة والجليل ولا سقوط للصواريخ».
في المواقف الخارجية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انه «يجب تجنّب حدوث تصعيد بالمنطقة خاصة في لبنان والبحر الأحمر». واشار الى أن «أي هجوم إسرائيلي على رفح سيتسبّب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وقد يشكل نقطة تحوّل في الصراع». وشدّد ماكرون في تصريح على ان «الأولوية المطلقة هي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين»، مشيراً إلى أن «عدد القتلى في غزة غير مقبول».

في الموازاة، اجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين في «مؤتمر ميونيخ للأمن» في المانيا وتمّ خلال الاجتماع «البحث في التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الجنوبية وإعادة تأكيد الحاجة إلى حلّ دبلوماسي دائم يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم وعودة النازحين إلى قراهم».
وجدد ميقاتي «التأكيد على أنّ لبنان سيظلّ ملتزماً بكل قرارات الأمم المتحدة، وأنّ على إسرائيل أن تطبّق هذه القرارات وتوقف عدوانها على الجنوب وانتهاكاتها السيادة اللبنانية وتنسحب من كل الأراضي اللبنانية المحتلة».
وخلال كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية لـ»مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ60»، في ألمانيا، وكان عنوان الجلسة» حماية الأبرياء والمتطوعين في الإغاثة في الحروب»، قال ميقاتي: «بينما يشدد لبنان على ضرورة الاستقرار في المنطقة ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، نجد إسرائيل مستمرة في عدوانها، مما يدفعنا إلى السؤال عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان المتمادي».

وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب أوعز الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة بتقديم شكوى بتاريخ 15 شباط 2024 امام مجلس الامن الدولي عقب سلسلة اعتداءات اسرائيلية بتاريخ 14 شباط 2024 على أهداف مدنية تعتبر الأعنف والأكثر دموية منذ 8 تشرين الأول الفائت. وقد تضمّن نص الشكوى المرفوعة «ان طائرة مُسيّرة إسرائيلية إستهدفت بصاروخ موجّه بناية سكنية في مدينة النبطية جنوب لبنان ما أدّى الى مقتل 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال، وهي حصيلة غير نهائية نظراً لاستمرار أعمال البحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض. لقد ألحقت الغارة أضراراً جسيمة في المبنى المستهدف ليصبح آيلاً للسقوط بسبب التصدعات الكبيرة التي اصابته مما حمل سكان المبنى الآخرون إلى إخلائه. كما تضررت الأبنية السكنية المجاورة له والسيارات المركونة في الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف».
بدوره، أشار رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان الى إن «هويتنا وأصالتنا في بني معروف بوصلتهما اليوم أبناء الجولان العربي السوري المحتل ومشايخه. وموقف الهيئة الدينية والزمنية فيه يمثّل كل موحّد أصيل وشريف في العالم».

ولفت أرسلان في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى أن «لا مكان لمن يرضخ للتجنيد الإجباري في جيش العدو بيننا، ومن يراهن في هذه المرحلة الدقيقة على انتصاره فهو واهم».
على صعيد آخر، كشف زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفق مصادر إعلامية أنّه «ربما يقوم رئيس مجلس النواب بالمبادرة لإجراء حوار او مشاورات مع الكتل النيابية تسبق الدعوة الى جلسة انتخابية قبيل شهر رمضان المبارك».


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى