آخر الأخبارأخبار محلية

المبادرات الدولية تفشل جنوباً فأين يقف حزب الله من التصعيد والتفاوض؟

كتب ابراهيم حيدر في” النهار”: مؤشرات الحرب الإسرائيلية على لبنان باتت واضحة بشروط مرتفعة السقف، فيما يبقي “حزب الله” رده في دائرة محدودة ضمن قواعد الاشتباك، حتى ولو خسر المزيد من الكوادر وطالت العمليات الإسرائيلية مناطق على تخوم بيروت. الهدف من ذلك ليس لبنانياً محضاً، بل مرتبط وفق المصدر الديبلوماسي بغزة وبالمنطقة ومسارات التفاوض التي تسلكها إيران لتكريس دور لها في الحل والحفاظ على نفوذها. ويشير إلى أن ليس من مصلحة لبنان رفض التفاوض غير المباشر الذي تقوده الولايات المتحدة، أقله لقطع الطريق على محاولات إسرائيل جر البلد إلى حرب واسعة.

لا يعني التفاوض أن واشنطن بصدد منح “حزب الله” انتصاراً في المواجهة مع إسرائيل. لكنه وفق المصدر الديبلوماسي خيار اضطراري لانقاذ لبنان عبر بحث المبادرات المطروحة لحل الوضع على الجبهة الجنوبية في ما يتعلق بتطبيق القرار 1701، أو إحياء اتفاق نيسان 1996 وانتشار الجيش اللبناني وسحب السلاح الثقيل لـ”حزب الله” إلى شمال الليطاني، خصوصاً بعد فشل الطروحات الأولى في إبعاد الحزب وانشاء منطقة عازلة في الجنوب. وإذا كان “حزب الله” ليس بوارد تصعيد الحرب، فما الذي يمنعه من الوقوف خلف الدولة في التفاوض طالما أن مساندة غزة أدت وظيفتها؟.

أيضاً لا تعني مفاوضة القوى الدولية لـ”حزب الله” واهتمامها بفصل جبهة الجنوب عن غزة، انها تشكل انتصاراً للحزب، فهذا وهم وقصر نظر في السياسة، وذلك على الرغم من تسجيل الحزب نقاطاً تحسب له في المواجهة، إلا أنها لم تُصرف في تحقيق انجازات لمصلحة لبنان. وفي المقابل، لم يتمكن الحزب من استثمار مساندته لحماس بأن يكون الطرف الذي يحدد مسار المفاوضات في غزة، وإن كان يحاول أن يثبت أن التهديدات الإسرائيلية ضده هي حبر على ورق، وهو قادر على صد أي هجوم والتحرك وتنفيذ الضربات وتهديد سكان المستوطنات الشمالية، لكنه يدفع كلفة بشرية كبيرة.

المرحلة المقبلة خطيرة على لبنان بكل المقاييس. فإذا لم تنجح الضغوط الأميركية في لجم الاندفاع الإسرائيلي إلى الحرب، واستمرار جبهة الجنوب على حالها، سنكون أمام كارثة قد لا ينجو منها البلد في ساحات التوظيف الإقليمية.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى