آخر الأخبارأخبار محلية

نهاية حرب غزة وفتح بازار التفاوض مع لبنان

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

 

حتى الساعة لم يبلغ الاتفاق على الهدنة بين إسرائيل و “حماس” مساره النهائي. ربما مسألة ساعات أو أيام قليلة. الخلاف على التفاصيل مستمرّ، لكن أياً تكن صيغة هذا الاتفاق فلن يلغي حقيقة خروج “حماس” من الحرب الإسرائيلية منتصرة بالمفهوم العسكري للمعركة مقابل خسارة إسرائيل العسكرية والمعنوية معاً، على ما ترى مصادر مؤيّدة لـ”حماس”.

 

وتكشف مصادر فلسطينية أنّ إسرائيل على عجلة من أمرها لإنجاز الاتفاق ووقف الحرب وهي توسّطت لهذه الغاية مع السعودية لتتولّى دور الوسيط الوصيّ على الاتفاق مقابل القبول بحلّ الدولتين، لكن السعودية رفضت أي اقتراح قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. فالسعودية أيضاً تريد إبرام اتفاق مع جهة تضمن استمراريّته وتستطيع أن تحافظ على ديمومته، وهذا مثار تشكيك على عتبة الانتخابات الأميركية المقبلة، ومع وجود رئيس وزراء كنتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية.

 

وتقول مصادر موثوق فيها إنّ وقف النار في غزة سيسري حكماً على جبهة الجنوب. وهذا ما يسعى إليه الموفدون الدوليون وتبذل الولايات المتحدة جهداً لتحقيقه. لم يحمل الموفدون الأوروبيون صيغة محدّدة أو مبادرة، بل مجرد أفكار طرحت بلغة التهديد والوعيد من عدوان إسرائيلي وشيك على لبنان كنوع من الضغط عليه. “حزب الله” الذي يراقب الجبهة عن قرب لم يلحظ حشداً للجنود على الحدود ولا تعزيزات عسكرية، وفهم أنّ المقصود هو الضغط لإمرار تطبيق، ولو جزئي للقرار 1701، وهذا ما عبّر عنه المسؤولون الأميركيون حيث كان الطلب الملحّ تراجع “قوة الرضوان” التي تخوض الحرب على الحدود الجنوبية سبعة كيلومترات عن الحدود الشمالية، بحيث تصبح المستوطنات في “مأمن” من صواريخها، كما قال الموفدون.

 

إذا انتهت الحرب باتفاق على وقف النار، يكون “حزب الله” قد حقق غايتين من المواجهة التي خاضها على الحدود الجنوبية، مؤازرة غزة، وإصرار المجتمع الدولي على تطبيق القرار 1701 لضمان أمن واستقرار سكان الشمال. إذا كان سكان القرى الجنوبية المتاخمة للحدود سيعودون الى قراهم حين إعلان وقف إطلاق النار فإنّ سكان الشمال يرفضون العودة إلا بضمانة “حزب الله” بأن يتراجع عن الحدود، وفق مصادر مؤيّدة لـ”الحزب”.

ومتى انسحبت إسرائيل فقد لا تشكل هذه المسألة عائقاً. في الأساس فإنّ “قوة الرضوان” لم تكن على الحدود الجنوبية قبل حرب غزة ولم تكن لـ”حزب الله” مظاهر مسلحة على الحدود، فإذا كان شرط انسحاب إسرائيل من المناطق التي تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والتراجع عن النقطة B1 قد تحقق، فذلك سيكون مكسباً كبيراً للبنان.

 

وإذا كان ما نقله موقع “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين صحيحاً، ولا سيما في ما يتعلق بالشق الاقتصادي ورفع الحصار الاقتصادي عن لبنان، فإنّ ذلك يعني تحقيق مزيد من المكاسب يصبح معها البحث جائزاً في تنفيذ القرار.

ولأجل ذلك، فإنه من المقرر أن يعود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لزيارة لبنان من أجل استكمال المفاوضات التي ستحتاج الى وقت لإنضاجها وتسعى الولايات المتحدة لإنهائها في أقرب فرصة ممكنة كي تضمن عودة المستوطنين وتخفيف الضغط عن حكومة نتنياهو الذي لم يحقق أياً من أهداف حربه على غزة وجنوب لبنان، باعتراف ممثلي دول أوروبية وهوكشتاين نفسه.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى