آخر الأخبارأخبار محلية

برّي: من الإيجابية مع القطري إلى تعقيدها مع الخُماسية؟

 

كتب الان سركيس في” نداء الوطن”: كثّفت اللجنة الخُماسية نشاطها لمعالجة الأزمة الرئاسية. وتظهر الدوحة كأكثر العواصم نشاطاً في هذا المجال، إذ تتدخّل في التفاصيل وتحاول طرح الحلول، وتنتظر مبادرات إيجابية من أجل تحقيق الخرق المنشود. شهدت اجتماعات اللجنة الخُماسية الأخيرة اتفاقاً على توزيع الأدوار والتنسيق، وتحاول كلّ دولة المساعدة وفق قدرتها على حلّ معضلة الخلوّ الرئاسي. وتراقب الولايات المتحدة الأميركية الوضع عن كثب ورأسها «مشغول» بالصورة الكبرى، وهي الحرب الكبرى في غزة.

لكنّ التطوّر الأهمّ حصل أخيراً بعد التواصل بين جاسم بن فهد ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، وتشير المعلومات إلى أنّ الدوحة أبلغت عدداً من القوى السياسية اتفاقها مع برّي على عدد من المبادئ الرئاسية الأساسية، التي تتمثّل باقتناع برّي باستحالة وصول فرنجية بسبب عدم وجود احتضان مسيحي له، ولا رضى عربيّ وغربيّ، وبالتالي الذهاب إلى خيار ثالث هو الأفضل. وروّج القطري أنّ بري لم يُبدِ رفضه هذا الأمر، وتمّ تداول عدد من الأسماء، ولم يضع برّي «فيتو» على أيّ اسم من الأسماء. وأخبر القطري من يتواصل معهم عن موافقة برّي على عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس وإيجاد التخريجة الممكنة لهذا الأمر، فيما اتّصل الموفد القطري ببعض القوى المحلية لإقناعها بخيار المدير العام للأمن العام العميد الياس البيسري. وتؤكد المعلومات وجود تواصل بين الدوحة و»حزب الله» حول الملف الرئاسي، وقد عزّز هذا الأمر الموقف من حركة «حماس» وحرب غزة، ويُخبر القطري أنّه نال ضوءاً أخضر من واشنطن من أجل الولوج إلى حلّ رئاسي. وتواصل القطري بعد التطمينات التي أخذها من برّي سابقاً مع كتلتَي «الاعتدال الوطني» و»اللقاء الديموقراطي» من أجل الاطّلاع على رأييهما، ولكي يضمن موافقتهما على أي تخريجة، ما يسهّل الحديث مع «القوات اللبنانية» وبقية أطراف المعارضة التي تملك الثلث المعطّل، لكن لم يصل الجواب بعد إلى الدوحة في ما خصّ الموافقة على أحد الأسماء المطروحة قطرياً. وبعد تجمّع هذه المعطيات، كان القطري قد أخبر اللجنة الخماسية أنّ برّي مستعدّ للتعاون، فحصلت الزيارة لعين التينة حيث تمّ الإتفاق على المبادئ العمومية، لكن برّي أعاد طرح مبدأ الحوار، ما يُشكّل ضرباً لجلسات انتخاب الرئيس.

 

وكشفت أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنّ الرئيس نبيه بري أدّى دوراً سلبياً تسبب بتعطيل عمل «اللجنة الخماسية». وكانت هذه الأوساط تردّ على المعلومات الخاطئة التي جرى تداولها بعد الاجتماع الأخير للجنة مع بري، ومنها أنّ قرار اللجنة المسبق كان الاكتفاء بزيارة عين التينة. وللتوضيح، ذكرت الأوساط أنّ أحد أهداف التحرك الأخير للجنة، كان القيام بجولة على جميع الأطراف لو نجح لقاؤها مع بري، ولكان شكّل قاعدة للطرح الذي تريد أن تقدّمه كنموذج في سائر لقاءاتها، لكنها فوجئت في عين التينة بإصرار بري على «الحوار» كشرط مسبق لاجراء الانتخابات الرئاسية، فيما كانت تعتقد بإمكان اعتماد التشاور الثنائي، كما حصل في التمديد لقادة الأجهزة الأمنية. وأضافت الأوساط، أنّ اللجنة اصطدمت تالياً برفض بري الدعوة الى جلسة انتخاب رئاسية بدورات متتالية نتيجة إصراره على الحوار كمدخل لأي شيء آخر، إضافة الى التمسك بالموقف المؤيد لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، في حين كانت تفترض القبول بفكرة المرشح الثالث. وامام هذه العوائق الثلاثة، كما أوضحت المصادر، رأت «اللجنة الخماسية» أنها لا تستطيع أن تكمل عملها ما دام هناك فريق سياسي مصرّ على الحوار المسبق، ولا يريد جلسة بدورات متتالية، كما لا يريد المرشح الثالث. في حين أن اتكالها كان على ان يصوّت كل فريق على طريقته. لذلك عزمت اللجنة على عدم اكمال جولتها.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى