التيار – حزب الله.. لا مستقبل للعلاقة؟
تمر علاقة “التيار الوطني الحرّ” و”حزب الله” بأصعب مراحلها، اذ انها تشهد شبه قطيعة بين الاطرفين خصوصاً بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي اعتبره العونيون اصطفافاً واضحاً لحارة حريك الى جانب خصوم التيار ورغبة ضمنية بتعويم عون رئاسياً وهذا ما لا يريده رئيس التيار جبران باسيل. في المحصلة باتت العلاقة بين الحليفين سيئة للغاية بالرغم من حفاظ الطرفين على خطّ الرجعة.
من يراقب مواقع التواصل الاجتماعي يدرك حجم الهوة التي باتت تحكم علاقة القواعد الشعبية ل”التيار” مع نظيرتها في “حزب الله” فالتراشق الاعلامي العلني الحاصل يوحي بأن قراراً سياسياً خفف القيود وسمح للناشطين من الطرفين بالهجوم على الطرف آخر، حتى أن مناصري “التيار” يقفون بشكل علني ضدّ المعركة التي يقوم بها الحزب في الجنوب ويعتبرون أنها تورط البلد في صراع لا علاقة له به.
لكن ما هو مستقبل علاقة الحليفين السابقين؟ وهل يمكن اصلاح ما انكسر بينهما؟ من الواضح ان الطرفين ليسا مستعجلين لايجاد حلول جذرية لطبيعة العلاقة المستجدة بينهما، اذ ترى “ميرنا شالوحي” أن موقعها أفضل من موقع الحزب في التفاوض اذ ان الاخير بحاجة لاصوات التيار النيابية لايصال مرشحه سليمان فرنجية.وعليه فإن حارة حريك ستقدم في النهاية التنازلات السياسية اللازمة لاعادة المياه الى مجاريها.
في المقابل فإن “حزب الله” غير مستعجل أصلا لحصول انتخابات رئاسية، ويرى ان الظروف الاقليمية والدولية ستمكنه من ايصال مرشحه الرئاسي وبالتالي فإن حاجته للتيار ستصبح هامشية عندها، علماً أنه ليس في وارد الذهاب الى اي تسوية من دون اشراك حليفه السابق فيها، اقله هذا هو التوجه العام في هذه المرحلة، وعليه فإن تحريك المياه الراكدة لن يكون في وقت قريب بل قد يطول حتى اللحظة الاخيرة قبل التسوية.
من هنا يصبح الحديث عن الطلاق النهائي بين الفريقين امراً مستبعداً، فلا باسيل استطاع ايجاد حلفاء جددا يقومون باحتواء طموحاته وافكاره، وهذا ظهر بشكل واضح خلال مرحلة التقاطع مع قوى المعارضة على اسم الوزير السابق جهاد ازعور، ولا “حزب الله” لديه خيارات كثيرة لتأمين غطاء سياسي وشعبي مسيحي يحافظ له على الامتداد الوطني او اقله يمنع حصول احتكاكات واشتباكات طائفية ،يحاول قدر الامكان الابتعاد عنها.
في المرحلة المقبلة سيكون “حزب الله” امام تحد كبير هو الانفتاح على مختلف الفئات والقوى السياسية تمهيدا للدور الجديد الذي قد يلعبه في لبنان، في المقابل فإن “التيار” سيصبح مضطرا بأن يعيد تصحيح علاقته بكل الاطراف او بعضها كي لا يبقى في حالة من العزلة السياسية، لكن الطرفين ليس لديهما اي خيار سوى الحفاظ على حد ادنى من التحالف الثنائي..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook