حزب الله لن يتنازل عن ترشيح فرنجية

Advertisement
فهذا التسريب المتعمّد يؤشرّ، كما فسرّه البعض، إلى أن “حزب الله” غير مستعدّ للتنازل عن “المرشح” المضمون بأنه سيحمي ظهر المقاومة وخاصرتها، وهو الذي يعتقد، وفق ما يُوحى به، أنه قادر على كسب المزيد بالسياسة مقابل قبوله المشروط بما يُحكى عن صفقة قد يكون لها خلفيات إقليمية لا تبدو طهران بعيدة عنها. إلاّ أن إصرار “حارة حريك” عبر أكثر من قيادي أو مسؤول فيها على نفي ما يتمّ إشاعته في بعض الأوساط القريبة من عواصم القرار المهتمة جدًّا بفصل الأوضاع اللبنانية، وبالأخصّ على مستوى الاستحقاق الرئاسي وغيره من الاستحقاقات الداهمة، عمّا يجري في غزة، يشير إلى أن “حزب الله” لن يدخل في أي مفاوضات في الوقت، الذي تُنتهك فيه حرمة قطاع غزة، وتُسفك فيه دماء الألوف من الأبرياء.
وهذا يعني من منظار ناقلي الرسائل إلى الضاحية الجنوبية، وآخرهم موفدون ألمان، أن الحلول على كل مستوياتها لم يحن أوانها بعد، وأن الأمور متروكة لأوقاتها، وإلى حين جلاء غبار المعركة في غزة، وما ستسفر عنه المفاوضات الجارية مع قيادة “حماس”، التي تطالب بهدنة طويلة قد تليها مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين توصلًا إلى حلّ سياسي قد يكون شبيهًا بـ “حل الدولتين”. فإذا تمّ التوصّل إلى توافق على هدنة طويلة في غزة فإن جبهة الجنوب المربوطة بالتطورات الغزاوية ستهدأ حتمًا، الأمر الذي يفسح في المجال أمام “حزب الله” للدخول في مفاوضات قد تفضي إلى صفقة سياسية يمكن أن تُترجم على أرض الواقع، انسجامًا مع ما تتطلبه المرحلة المقبلة من تنازلات متبادلة، خصوصًا إذا صحّت التوقعات عن أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين يحمل معه هذه المرّة أفكارًا جديدة بالنسبة إلى تثبيت ترسيم الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل، بما فيها مزارع شبعا وكفرشوبا.
فـ “حزب الله”، الذي يعتبر نفسه الأقوى في المعادلتين السياسية والعسكرية، لن يقدّم تنازلات مجانية، بل يسعى إلى تحسين شروطه التفاوضية على وقع صواريخه الدقيقة والبعيدة المدى والمدّمرة في الوقت ذاته كصاروخ “بركان” أو صاروخ “فليق 1″، وغيرهما من الصواريخ القادرة على الوصول إلى ما بعد بعد حيفا. فمن لم يخسر في الميدان لن يتنازل في السياسة، بل العكس هو الصحيح، وفق ما يُنقل عن مقرّبين من محور “الممانعة”.
وعليه، فأن فرصة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قد يكون متاحًا اليوم بحسب الحركة المتنامية لـ “اللجنة الخماسية”. فإذا لم يتمّ انتخاب هذا الرئيس كـ “خيار ثالث” اليوم فإن لبنان سيبقى من دون رأس حتى إشعار آخر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook