الخماسية: تمايزٌ للسعودية والكلمة الفصل أميركية
ظلت المملكة على مسافة بعيدة نسبياً من التحرك البطيء والخجول اساساً، حتى الأمس القريب عندما قررت العودة إلى الاضطلاع بدورها التاريخيّ في لبنان عبر الإمساك بخيوط اي مبادرة من شأنها ان تحدِث تقدّما في حائط الاستحقاق المأزوم. كيف لا وهي تدرك ان لا قيامة للبنان على الصعيدين الاقتصادي والمالي من دون الدعم الخليجي بقيادتها، الأمر الذي تعوّل عليه اللجنة الخماسية، وتضعه ضمن المواصفات المطلوب توافرها في الرئيس العتيد، لجهة ضرورة ان يكون قادراً على اعادة الحرارة إلى علاقات لبنان بمحيطه، وتحسينها وتأمين عودة الدعم.
من هذا المنطلق، يمكن تفسير النزعة الايجابية او المتفائلة التي يلمسها السفراء في مقاربة السفير السعودي لطريق الحل، وإنْ كانوا غير مقتنعين بالكامل بواقعيّتها. والفرق هنا كبير بين واقعيتها وبين جديتها، حيث يسعى المتضررون من حراك الخماسية لتظهير مقاربة بخاري على انها تعكس عدم جدية في عمل المجموعة. وهذا يجافي الحقيقة، على ما تقول مصادر سياسية اطّلعت على المشاورات وعلى لقاء السفراء برئيس المجلس. اذ تؤكد هذه المصادر ان التحرك جدي جداً، والطروحات واقعية وتحترم الخصوصية اللبنانية وحتى السيادة لجهة عدم فرض توصيات أو اسماء بل التأكيد على الالتزام المطلق بالمساعدة والدعم وتقديم التسهيلات التي من شأنها ان تقرّب بين وجهات النظر المختلفة. وهذا في حد ذاته يجب ان يكون عاملاً محفزاً لإعطاء دفع للتحرك احدُ شروطه الاساسية ان تلاقيه القوى المحلية إلى منتصف الطريق.
حتى الآن، التفاؤل السعودي بامكان تقريب وجهة نظر “حزب الله” من مواصفات الرئيس، معطوفة على اقتناع فرنسي مماثل، بأن الحزب لن يشكل عائقا امام التفاهم الداخلي، دونه محاذير لم يلمسها سفراء آخرون، خصوصاً بعدما كشفت المحادثات في عين التينة ان التوافق على عدم الدخول في تسميات قابله ايضا توافق على عدم فرض “فيتوات”. فهل هذا ينطبق على مرشح الثنائي الشيعي بحيث تسقط اللاءات من وجه تقديمه مرشحاً جدياً وربما أوحد في نظر الثنائي الذي لا يأخذ ترشيح المعارضة للوزير الاسبق جهاد ازعور على محمل الجد؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook