حشود اسرائيلية باتجاه الشمال.. تهديدات من دون تنفيذ؟
من الواضح ان اسرائيل تتعرض لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة الاميركية من اجل تخفيف حدة الحرب في غزة وهذا ما قد تضطر للقيام به وان ليس بإلتزام كامل، لكن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ستكون لديه فرصة بتوسيع دائرة الحرب في الشمال مع “حزب الله” لمنع التشققات الداخلية الاسرائيلية من التأثير عليه او على حكومته خلال مرحلة قصيرة بالرغم من كل التظاهرات الحاصلة.
السيناريو السياسي المتوقع يقوم على ان يحافظ نتنياهو على مستوى منخفض من الحرب في قطاع غزة ويصعّد العمليات في الجنوب، فيحافظ بالتالي على” الحرب” وان على جبهة اخرى في مقابل تخفيف الضغط الدولي عليه بسبب الجرائم والدمار والمجاعة في غزة، فيصبح قادرا على حماية نفسه من اي انقلاب شعبي او سياسي داخلي من جهة بسبب استمرار وجود التهديد الخارجي، ومن جهة ثانية يرضي الاميركيين وينتظر انتخاباتهم الرئاسية من دون وقف لاطلاق النار.
على الجانب الاخر لن تذهب اسرائيل للحرب، بل الى تصعيد ضمن سقوف معينة مع “حزب الله”، وعليه فإنها لن تحرج حارة حريك من خلال استهداف المدنيين، لكنها ستتقصد تهجيرهم لزيادة الضغط على الحزب لاحداث توازن مع الضغط الذي تتعرض له الجبهة الداخلية، وعليه فإن الحسابات الدقيقة قد تكون هي المتحكم الاساسي بمستوى التصعيد من قبل الاسرائيليين في الايام والاسابيع المقبلة..
علما ان مستوى المخاطر سيرتفع في حال ذهبت تل ابيب الى هذا المستوى من التصعيد، لان الحزب قد لن يكون مستعدا وراغبا بتحمل “نصف معركة” فيواجه التصعيد بتصعيد مضاعف وبالتالي يصبح التدحرج امرا لا مفر منه، خصوصا ان للحزب ادوات عسكرية في المنطقة لم يستخدمها بعد وتحديدا في سوريا.وعليه فإن التصعيد سيواجه بتصعيد مضاد ولن يكون احتواء المشهد عندها امراً سهلا.
اما الحديث عن حرب شاملة فهو يأتي في اطار الخيال العلمي في الوقت الحاضر خصوصا في ظل انعدام عنصر المفاجأة وعدم وجود اي امكانية للجيش الاسرائيلي لفتح جبهات كبرى، الا في حال اراد الذهاب إلى فوضى اقليمية شاملة تشارك فيها الولايات المتحدة الاميركية بشكل مباشر، وهذا امر يحتاج الى مؤشرات ميدانية وسياسية كبيرة غير متاحة حتى اللحظة..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook