آخر الأخبارأخبار محلية

التصعيد جنوباً بلا هوادة.. والأمم المتحدة تدعو إلى حلّ سياسيّ ودبلوماسيّ دائم

بقيت جبهة الجنوب على حماوتها واستعارها، على رغم استمرار برودة الطقس وعاصفة الأمطار الطوفانية.

 

وصدر بيان في نهاية زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا للبنان التي استغرقت أربعة أيام.

 

وبحسب البيان، ناقش لاكروا “الدور المهم الذي تلعبه اليونيفيل في تهدئة التوتر على طول الخط الأزرق”، مشدّداً على أنّه “يجب على جميع الأطراف وقف إطلاق النار والالتزام بالقرار 1701 والعمل على التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي دائم”، مؤكداً أنّ “هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم”.

وقال لاكروا: “إنّنا نشعر بقلق عميق إزاء أعمال العنف عبر الخط الأزرق والخطاب الذي شهدناه منذ الثامن من تشرين الأول، والذي يشير إلى احتمال حدوث تصعيد أوسع نطاقاً، وهو ما يجب تجنبه بأي ثمن. إننا نواصل حثً جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، لأن كل يوم يستمر فيه هذا الوضع يزيد من خطر نشوب نزاع أكبر وأكثر تدميراً. ومنذ بدء تبادل إطلاق النار، أصيب أو قُتل عشرات المدنيين والصحافيين، وتعرضت مواقع اليونيفيل للقصف أكثر من عشرين مرة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من جنود حفظ السلام . هذا غير مقبول ويجب أن ينتهي. إننا نذكّر الأطراف والجهات الفاعلة المشاركة في تبادل إطلاق النار مرة أخرى بالتزامهم بتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين وحرمة موظفي الأمم المتحدة ومبانيها”، مشيداً بـ”المثابرة التي أظهرها أكثر من 10,000 جندي حفظ سلام من اليونيفيل في مواجهة هذه التحديات”.وقال: “في السياق الحالي، واصلت اليونيفيل كل الجهود لتنفيذ ولايتها على الرغم من التحديات على نطاق غير مسبوق منذ عام 2006″، مضيفاً أنّ “البعثة وحفظة السلام التابعين لها يواصلون التأكيد على دعمهم المستمر للتوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع”.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، في بيان في ختام جولته الأخيرة الى الشرق الأوسط: “حتى قبل 7 تشرين الأول، كان لبنان يمرّ بأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة. وتواصل البلاد أيضاً استضافة أكثر من مليوني لاجئ سوري. ونظراً لإجمالي عدد سكان لبنان الذي يبلغ 5.6 مليون نسمة، فإنّه يشكل عبئاً ثقيلاً بالفعل، على الرغم من المساعدة الكبيرة المقدّمة للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم من قبل الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين”.

 

اضاف: “لسوء الحظ، منذ زيارتي الأخيرة إلى لبنان في عام 2021، لا تزال الأزمة السياسية من دون حلّ، فالبلاد بدون رئيس، وليس لديها سوى حكومة تصريف أعمال. وقد استمرّت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في التفاقم نتيجة عدم اليقين السياسي وغياب الحكومة”.

 

تابع بوريل في بيانه: “مع ذلك، قام البرلمان اللبناني مؤخراً بتمديد ولاية العماد جوزاف عون كقائد للجيش اللبناني، المؤسسة الرئيسية التي تعمل بشكل فعال على تعزيز وحدة البلاد واستقرارها. إنه يجلب بعض الأمل في السياق الوطني والإقليمي الدرامي الحالي. وقد شجعت من التقيتهم على مواصلة السير على هذا الطريق، وخاصة فيما يتعلق بانتخاب الرئيس”.

 

واوضح بوريل أنه أعرب أمام المسؤولين الذي التقاهم عن “قلقنا العميق إزاء خطر انجرار لبنان إلى صراع مع إسرائيل، ورغبتنا في المساعدة على منع مثل هذا التطوّر الكارثي. وقد أخبرني جميعهم، بما في ذلك ممثل حزب الله، أنّهم كانوا حريصين بنفس القدر على تجنّب الانجرار إلى مثل هذه الدوامة”.

 

وبحسب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، “يتعلّق مجال التوتر الرئيسي بانتهاكات الطرفين (اسرائيل وحزب الله) لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي تم تبنيه بعد حرب العام 2006. إن ترسيم الحدود اللبنانية – الإسرائيلية ووجود قوات “حزب الله” على طولها، نقطتان حاسمتان تتطلبان جهوداً دبلوماسية مكثفة”.

 

واشار الى انه خلال المحادثات مع قائد قوات اليونيفيل ارولدو لاثارو “استكشفنا سبل تعزيز دور اليونيفيل – التي يساهم فيها بالفعل عدد كبير من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، مجدّداً استعداد الاتحاد لدعم الجيش اللبناني من أجل زيادة قدرته على السيطرة على هذه الحدود.

 

كما اعتبر في بيانه انه “بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان الذي تمّ التوصّل إليه في العام 2022، وافق جميع نظرائي اللبنانيين على مبدأ هذه المفاوضات مع إسرائيل بشأن ترسيم الحدود البرية والضمانات الأمنية المرتبطة بها. ولكنّهم أجمعوا ايضاً على أن وقف الأعمال العدائية في غزة سيكون شرطاً أساسياً لتحقيق هذا الهدف”.

 

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إنّ “حزب الله” “اختار أن يكون بمثابة درع لحركة “حماس” بتوجيهات من إيران”، مضيفاً أنّ “جنوب لبنان منطقة حرب، وسيبقى كذلك طالما أن الحزب يعمل انطلاقاً منه. ما قد يحوّل كامل لبنان إلى ساحة حرب، وسيكون لهذا ثمن باهظ”.

ميدانياً، وبعد ليل طويل من التصعيد الاسرائيلي أطلق خلاله الجيش الإسرائيلي عشرات القذائف المدفعية الثقيلة على القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية، ظهر أمس، على أحد المنازل في بلدة يارين الحدودية بصاروخي جو- أرض ممّا أدّى إلى تدميره بالكامل، وأفيد عن وقوع إصابات.

كذلك، استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي منطقة حامول شرق بلدة الناقورة، والمنطقة الواقعة بين يارين وطيرحرفا. وفيما أفادت “القناة 12 الإسرائيلية” بأنّ الجيش الإسرائيلي شنّ هجوماً استباقيّاً على جنوب لبنان وأنّ المقاتلات هاجمت أهدافاً لـ”حزب الله”، أعلن “حزب الله” أنّه استهدف قبل الظهر موقع ‏العاصي ثم استهدف بعد الظهر تباعاً تجمّعاً للجنود الإسرائيليين في تلّة الطيحات ثم استهدف مستوطنة شتولا ممّا أدّى إلى إصابة أحد المباني فيها، كما استهدف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة، ومن ثم استهدف دبابة ميركافا إسرائيلية في موقع المطلة أثناء استهدافها وقصفها للقرى اللبنانية المقابلة مما أدى الى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى