آخر الأخبارأخبار محلية

حقائق مثيرة عن العاروري.. هكذا بنى العلاقة مع حزب الله!

كشف تقرير جديد نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” أنّ القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل قبل نحو 10 أيام في الضاحية الجنوبية، ساهم في توطيد العلاقة بين “حزب الله” وإيران من جهة، وجماعته، أي حماس، من جهة أخرى.


وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إلى أنّ العاروري كان مؤسس كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لـ”حماس”، كما أنه كان شخصية بارزة في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة، وأضاف: “عندما بدأت سلسلة الانتفاضات في معظم أنحاء العالم العربي في عام 2010 و 2011، أصبحت حماس بقيادة خالد مشعل آنذاك، داعمة لتلك الإنتفاضات، ومرّد ذلك إلى حد كبير هو علاقتها الوثيقة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر. إلا أنه وفي العام 2017، بدأ التركيز الجيوسياسي لحماس يتحول بعد إنتخاب قيادتها الجديدة في العام المذكور، وتحديداً عندما تولى العاروري منصب نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة”.

وتابع التقرير: “قبل إغتياله، لم يجرِ الإبلاغ عن مدى إعادة العاروري تشكيل الجغرافيا السياسية لحماس إلى حد كبير. لقد لعب العاروري الذي أمضى 18 عاماً في السجون الإسرائيلية بسبب نشاطه العسكري ضد الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، دوراً رئيسياً ليس فقط في إستعادة العلاقات والثقة مع إيران وحزب الله، لكن أيضاً الإرتقاء بالعلاقة إلى مستويات غير مسبوقة من التنسيق”.

كذلك، فقد أشارت الصحيفة إلى أن “العاروري هو الذي ساعد في ولادة فكرة وحدة الساحات بين الجماعات التي تدعمها إيران”، والتي تضع نفسها في مواجهة إسرائيل، وأضافت: “كان العاروري الشخصية المناسبة لتوجيه التحول الإستراتيجي المذكور لعدة أسباب.. أولاً، بحلول الوقت الذي تم فيه التصويت لمنصبه القيادي، كان مضى على خروجه من الأراضي الفلسطينية 7 سنوات فقط، علماً أنه قضى جزءاً كبيراً من حياته في السجون الإسرائيلية. كذلك، كان العاروري رجلاً عسكرياً وصعد إلى القيادة السياسية من الجناح المسلح لحركة حماس”.

وتابعت الصحيفة: “هاتان السمتان كانتا ذات أهمية كبرى في تحديد أولويات العاروري بعيداً عن روابط حماس التقليدية مع جماعة الإخوان المسلمين وسياساتها (أي حماس) تجاه محور المقاومة الإيراني. لقد تقاسمَ العاروري هذه السمات مع يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، والذي أصبح اليوم أبرز المطلوبين لدى إسرائيل”.

وأكملت: “ما كان لدى العاروري من خلفية قتالية داخل حماس إلى جانب التاريخ الطويل من النشاط في الأراضي الفلسطينية، يتناقض بشكل حاد مع مشعل الذي انتقل إلى الكويت عندما كان في العاشر من عمره وقضى معظم حياته في الخارج. كذلك، فإن ما كان يتمتع به العاروري يتناقض أيضاً مع أي شخصية أخرى من حماس كانت داعمة للإنتفاضات العربية مثل موسى أبو مرزوق الذي درس في مصر والولايات المتحدة”.

وذكرت “ذا ناشيونال” أنّ “تصويت حماس عام 2017 لإختيار قيادة جديدة مثّل تهميشاً للشخصين المذكورين بدرجة الأولى، وأظهر تعطشاً داخل المنظمة لإحداث نقلة نوعية في إستراتيجيتها”، وأضافت: “ينطبق التناقض بين قادة حماس قبل عام 2017 وبعده أيضاً على سياساتهم الداخلية الفلسطينية، حيث قام كل من السنوار والعاروري ببناء علاقات مع الجماعات الفلسطينية غير الإسلامية والحفاظ عليها خلال سنوات سجنهما الطويلة وفي نشاطهما. لقد كان السنوار والعاروري أكثر انفتاحاً على جهود المصالحة مع الحركات الفلسطينية الأخرى، حتى أنهما سمحا لفتح، منافس حماس الذي يسيطر على الضفة الغربية ،بالقيام بأنشطة في قطاع غزة”.

وتابع التقرير: “كان السنوار والعاروري في السجون الإسرائيلية في عام 2006 عندما قدم السجناء الفلسطينيون من كل الفصائل وثيقة الوفاق الوطني، التي تدعو إلى المصالحة وسط الخلاف المتزايد بين فتح وحماس. لقد لعب السجناء دوراً قيادياً في الضغط على فصائلهم للانضمام إلى هذا الجهد”.

واعتبرت الصحيفة أن الحرب السورية ألحقت أضراراً بالعلاقة بين “حماس” من جهة و “حزب الله” وإيران من جهة أخرى، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ العاروري ساهم في إحياء تلك العلاقة مُجدداً، وتضيف: “علاقة حماس بحزب الله تعودُ إلى عام 1992، عندما إسرائيل 400 فلسطيني، بما في ذلك قادة حماس، إلى مرج الزهور، وهي بلدة حدودية لبنانية. هناك، قامت المجموعتان بأول اتصال لهما، ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقة تعاونًا أكبر على مر السنين، حتى أن إسرائيل اغتالت 3 مسؤولين في حزب الله شاركوا في تطوير هذه العلاقات التي تعرضت لاهتزاز خلال الأزمة السورية”.

قبل وقت قصير من صعوده إلى القيادة العليا لحركة حماس إلى جانب السنوار في غزة، انتقل العاروري إلى لبنان في عام 2015. وهناك، بدأ بالتركيز على استعادة العلاقات مع حزب الله. وقبل أسبوع من تغيير قيادة حماس عام 2017، سافر العاروري إلى طهران، وبعد أيام قليلة أطلقت عليه شبكة “الميادين” لقب “الأب الروحي للتقارب مع إيران وحزب الله”، بحسب “ذا ناشيونال”.

الصحيفة قالت أيضاً إن “مهمة العاروري لم تكن سهلة”، وأضافت: “الثقة بين حماس وإيران تمزقت بسبب انتقادات لدور الأخيرة في سوريا، والتي كانت في كثير من الأحيان بلغة طائفية، فضلاً عن الاتهامات والتقارير حول دور حماس في تدريب المتمردين السوريين”.

وتابعت: “في لبنان، نسج العاروري تحالفاً ليس فقط مع إيران وحزب الله، بل أيضاً مع أبعد من ذلك، حيث أقام علاقات أوثق مع الفرع اللبناني لجماعة الإخوان المسلمين – الجماعة الإسلامية – وقام بتفعيل جناحه المسلح المعروف بقوات الفجر. لأول مرة في تاريخها، كانت حماس تعمل على توسيع نفوذها وشبكتها في لبنان، بما في ذلك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تهيمن عليها فتح إلى حد كبير”.

وختمت الصحيفة: “ذات يوم كان من المفترض على نطاق واسع أن الضرر الذي ألحقته الحرب السورية بالعلاقة بين حماس والمحور بين حزب الله وإيران سوف يتطلب سنوات من الإصلاح، لكن ما تبين هو أن الأمور لم تكن كذلك. في ظل القيادة الجديدة، تحولت العلاقة التي اتسمت بانعدام الثقة في غضون عامين فقط إلى تحالف إقليمي سيأتي ليشكل الحرب التي تتكشف أمام أعيننا في بلاد الشام”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى