آخر الأخبارأخبار محلية

هوكشتاين ينتظر جواباً عن اقتراح غير قابل للصرف

كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”: في الانطباعات التي تكونت لدى لبنان عن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، أنّ أميركا أخفقت في إجبار إسرائيل على التزام تنفيذ القرار 1701 والانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب اللبناني، فقدّم صيغة حل «وسط»، حسب توصيفه، مع إدراكه المسبق أنّ «حزب الله» لن يلتزمها، وكذلك الدولة اللبنانية. اقتراح هوكشتاين انسحاب «حزب الله» إلى ما بعد شمال الليطاني كي يعمّ الهدوء على الجبهة الشمالية الإسرائيلية لتأمين عودة سكان المستوطنات مقابل مساعدات سخيّة للجيش اللبناني تمكّنه من الوجود على الحدود ليتسلم المسؤولية عن المناطق التي تتواجد فيها قوات «الرضوان» بعد انسحابها. واعتبر أنّ تطبيق هذا الشرط سيكون مقدمة للإتفاق لاحقاً على الانسحاب من مناطق محدّدة من الجنوب وليس كلها، أمّا عن تطبيق القرار 1701 فلم يجزم الموفد الأميركي بأنّ إسرائيل ستلتزم تطبيقه.

قبيل مغادرته استفسر الديبلوماسي المرافق لهوكشتاين من مصدر سياسي رسمي اذا كان يتوقع أن يوافق لبنان على ما حمله هوكشتاين، فكان جوابه بالنفي، لأنّ ما حمله مجرد اقتراحات إسرائيلية لا يمكن لـ»حزب الله» قبولها. ذلك أنّ أي حل يحتاج الى صفقة شاملة لا تزال إسرائيل ترفض الانصياع لشروطها، كما ترفض ترسيم الحدود. غير أنّ قبول صيغة كهذه يعني انكسار «حزب الله» وهزيمة لن يسلّم بها، فـ»حزب الله» الذي يعتبر أنّه ومحوره متقدم على اسرائيل بالحرب بدليل الضغط الدولي لضمان أمنها، يرفض بالمطلق الشروع في أي صفقة بينما نيران الحرب ملتهبة في غزة.
يبدو جلياً من فحوى ما يقوله الديبلوماسيون من ممثلي دول الغرب، أنّ ساحة الجنوب باتت تشكل عبئاً، وأنّ المطلوب إعادة المستوطنين إلى ديارهم، لأنّ بقاءهم حيث هم يكلّف إسرائيل أعباء مالية لم تعد قادرة على تحمّلها طويلاً، حيث يقيمون في فنادق وداخل شقق مفروشة تسدّد الدولة تكاليفها. ولكن الأجواء التي عكسها الموفد الأميركي الزائر، تشي بأنه لا أفق لحل قريب في غزة. المشكلة أنه لا طرف يمكن التفاوض معه، وبينما ترغب أميركا في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة مع ابقاء «أبو مازن» في موقعه، فإنّ مصر والأردن ترفضان ذلك، وهذا الموضوع كان سبباً للاجتماع المشترك بين البلدين قبل يومين.
وضع هوكشتاين اقتراحاته في عهدة الحكومة ورئيس المجلس، قاصداً أن يكون النقاش في شأنها لبنانياً داخلياً لزيادة الشرخ حول ساحة الحرب التي يقودها «حزب الله» في الجنوب، وهو المدرك أنّ إسرئيل غير جاهزة لالتزام أي اقتراحات بعد، لكن يبقى أنّ كل ما قاله في شأن زيارته لم يكن إلا جزءاً يسيراً، بينما بقي الأساس حبيس الكواليس بتفاصيله.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى