المفتي قبلان: عليكم بفتح البحر أمام النزوح
واعتبر المفتي قبلان أننا في “بلد مأزوم وصاحب دولة مشلولة، وفلتان يبتلع كل شيء، مع العلم أن مالية الدولة تحسنت بشكل كبير مع الدولرة، إلا أنه للأسف لا وجود لها، لا على مستوى وزارة صحة، ولا على مستوى الضمان الذي يعاني منه ومن طريقة عمله معظم عمال لبنان، فضلا عن الخدمات الاجتماعية وغيرها. والمشكلة بالسياسة، لأن القطيعة السياسية تأكل أخضر البلد ويابسه. والمطلوب أن نجبر بعضنا البعض على طاولة وطنية للخروج بحل وطني، ومن يمتنع فهو بين اثنين، إما خائن للمصلحة الوطنية أو مرتبط بلعبة خارجية، ولا ثالث بينهما”.
أضاف :”البلد يعيش كارثة لا يمكن أن نخرج منها إلا بالتلاقي والتفاوض والحوار للخروج بتسوية رئاسية تنقذ الدولة من قاع الاندثار”.
واعتبر المفتي قبلان أن “كل الحركات الدولية التي تحج للبنان إنما سببها محاولة تأمين مصلحة تل أبيب فقط، مع ما تعيشه من هزيمة أصابت جيشها الأسطوري الإرهابي. نعم إن ما يجري في غزة انتصار كبير، وما يجري على الجبهة الجنوبية للبنان انتصار ساحق للمقاومة، وحسب صحيفة هآرتس “عبارة عن قوة قتال صادمة لم يشهدها الجيش الإسرائيلي من قبل” لتنتهي إلى حقيقة مفادها “انتهى الزمن الذي يمكن للجيش الصهيوني أن ينتصر فيه على مقاومة لبنان”.
وتابع :”من هنا يجب الالتفات أن لبنان قوي بمقاومته، ويجب الاستفادة من هذه الوضعية في أي تفاوض مستقبلي، وكل شيء ممكن، إلا ترك غزة وحدها، ووطنيا كل شيء ممكن إلا سيادة لبنان.
أما بخصوص الموازنة والرسوم والضرائب العشوائية فلفت قبلان إلى أنه “طالما سكتنا بسبب الضرورة الوطنية لمالية الدولة، إلا أننا لا نستطيع أن نسكت عن تمرير سلة مجنونة من الرسوم التي تطال صميم الفقراء، والمحزن أن أغلب الشعب اللبناني أضحى فقيرا. فضلا عن نسفها لأي إمكانية نهوض اقتصادي، ولا حل اقتصاديا من دون حل مشكلة الودائع والمصارف”.
وتوجه المفتي قبلان “للحكومة والوزارات المختصة والأجهزة الأمنية والقوى السياسية في كل لبنان” بالقول:”إن النزوح تهديد وجودي للبنان، ونحن على أمتار عدة من كارثة نوعية بسبب تراكم مخاطر النزوح وتوطنه بكل شبر من هذا البلد، وضغطه على كل القطاعات اللبنانية فضلا عن الجرائم الصادمة والخطر الديموغرافي الذي بلغ مرحلة الكارثة الوطنية، ولذلك لا بد من قرار سيادي سريع، وأولى القرارات السيادية تكمن بفتح البحر أمام النزوح، ومعاقبة أوروبا التي لا تفتأ تهدد لبنان”.
وختم متوجها الى “أصحاب القرار السياسي” في لبنان: عليكم بفتح البحر أمام النزوح وسترون كيف تتوسلكم أوروبا على الأبواب، وأي استهتار واستخفاف بملف النزوح لا يمكن أن نطلق عليه إلا خيانة وطنية وجودية للبنان، وكفانا خيانة لهذا الوطن وأهله”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook