هل يضغط نتنياهو على زرّ التفجير مع حزب الله لـ إنقاذ مستقبله السياسي؟
Advertisement
وعلى رغم أن الوحدة الداخلية الكاملة والشاملة غير مؤمّنة فإن “حزب الله” ماضٍ في مساندة قطاع غزة وما يتعرّض له أهله من حرب إبادة يشنّها جيش العدو بلا هوادة، وذلك انطلاقًا من الجنوب، الذي يتعرّض لاعتداءات إسرائيلية متواصلة وفي شكل عنيف. والأخطر من هذا القصف لبلدات جنوبية وما يخّلفه من أضرار بشرية مادية ومن تهجير لمئات العائلات أن تل أبيب تهدّد لبنان، صبحًا ومساء، بأنه سيكون شبيهًا لقطاع غزة بمآسيه وويلاته نتيجة تعرّضه لغارات وقصف لم يهدأ يومًا منذ ثلاثة أشهر متواصلة. وهذا ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، الذي قال إن “إسرائيل لا تخشى الحرب مع “حزب الله” في لبنان”، محذراً من أن “الدمار في غزة يمكن نسخه ولصقه في بيروت”.
ومما زاد من قلق القلقين أن زيارة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل للبنان لم تكن نتائجها في المستوى المطلوب، خصوصًا أن ما سمعه من وفد “حزب الله” أعاد عقارب ساعة الجهود الديبلوماسية إلى الوراء. وقد تزامن ذلك مع تقاطع ثلاثة مواقف من الداخل الإسرائيلي حيال التطورات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية واحتمالات انزلاقها إلى ما هو أدهى من مواجهات مضبوطة على قاعدة التماثل بين الفعل وردّ الفعل، في الوقت الذي كانت تقارير أميركية تكشف عن خشية واشنطن من أن يضغط بنيامين نتنياهو على زرّ التفجير الكبير مع “حزب الله” لاعتباراتٍ تتصل بـ “إنقاذ مسيرته السياسية”، فدعا “حزب الله” الى أخذ العبر مما “تعلّمتْه حماس في الأشهر الماضية”، مؤكداً “أننا مصممون على الدفاع عن مواطنينا وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم آمنين، ونحن نتصرف بمسؤولية من أجل ذلك، وإذا استطعنا فسنفعل ذلك بطرق سياسية وإلا سنتصرف بطرق أخرى”.
أمّا تأكيد الوزير الإسرائيلي في مجلس الحرب بيني غانتس من أنه “لا بد من حل عاجل لعدم قدرة مواطني شمال إسرائيل على العودة إلى منازلهم”، ففيه الكثير من معالم الارتباك الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي، وهذا يحتم “تحويل القتال ضدّ “حزب الله” من الدفاع إلى الهجوم”.
وقد عكس تصريح المتحدث باسم وزير الخارجية الأميركي مات ميلر من أن لا مصلحة لا أحد لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة القلق الأميركي من أن تندفع إسرائيل إلى توسيع الحرب، فإن هذه الخشية كانت ارتسمت من خلال تقرير استخباري أميركي صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA نُشرت خلاصته وعبّر عن قلقٍ في واشنطن من أحاديث عن احتمال توسيع تل أبيب للحرب إلى لبنان، مشيراً إلى أن تحقيق إسرائيل الانتصار في هذه الحرب سيكون “صعباً وسط القتال المستمر في غزة.”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook