الحزب يرسل 3 رسائل ميدانية…
ما زاد الشكوك والتساؤلات هو شعور المراقبين، المقربين من “حزب الله” او المناوئين له، أن معادلة الردع كسرت لصالح اسرائيل التي باتت اكثر جرأة بالتعامل مع المعركة، خصوصا ان سقف حارة حريك بات معروفا في الوقت الحاضر، اذ لا توجد رغبة بالذهاب الى حرب. في المقابل توحي اسرائيل بأنها تريد توسيع الاشتباك حتى لو ادى الى الوصول الى حرب شاملة مع لبنان او في المنطقة.
لكن ردود “حزب الله” التي حصلت على اغتيال العاروري زادت الشعور بأن اسرائيل متفوقة على الصعيد التكتيكي وان الحزب مردوع الى حد ما، وان عمليات الاغتيال قد تستمر لتستنزف الحزب في المرحلة المقبلة في ظل عدم وجود اي ارادة حقيقية بالذهاب نحو اشتباك عسكري شامل في الوقت الراهن. فهل فعلا الحزب مردوع؟وهل يخاطر من خلال التسامح وترك باب الاغتيالات مفتوحا على الاراضي اللبنانية؟
تقول مصادر مطلعة ان “حزب الله” وجه ثلاث رسائل ميدانية كبرى في اطار رده على اغتيال العاروري واستهداف الضاحية من دون ان يعلن ان الرد قد انتهى، واذا كان الرد الاول هو استهداف قاعدة ميرون العسكرية الجوية، التي تعتبر احدى اهم قاعدتين جويتين في اسرائيل، فإن الرد الثاني جاء بإستهداف دقيق لمقر قيادة الجبهة الشمالية عبر طائرات استطلاع انتحارية، وبعد ايام من زيارة رئيس الاركان الاسرائيلي لهذه القاعدة..
اما الرسالة الثالثة فكانت بإستهداف احدى المستوطنات بصاروخ ثقيل ادى الى احداث تدمير ضمن قطر يصل الى 100 متر بحسب ما اعلن الاعلام الاسرائيلي، وهذا يعني ان الحزب اراد ايصال رسالة واضحة بأنه يستطيع القيام بضربات قاسمة ضد اسرائيل، كما يستطيع القيام بمحاولات لاغتيال ضباط رفعي المستوى في الجيش الاسرائيلي، ما يعني ان الاهمية الاستراتيجية لضربات الحزب قد تكون قادرة على ردع تل ابيب.
وفي الوقت الذي يضع فيه الحزب موضوع المدنيين في الجنوب كأولوية قصوى، ويحاول تجنب اي معركة تعرضهم لاضرار كبرى، فإنه اطلق صاروخا ثقيلا للمرة الاولى تجاه المستوطنات للايحاء بأنه جاهز للقيام بعمليات تدميرية والذهاب في”لعبة” الاستهدافات والاستهدافات المضادة حتى النهاية.
من الواضح ان اولوية الحزب هي ردع اسرائيل والحفاظ على قواعد الاشتباك كما كانت عليه قبل الحرب لكنه في الوقت نفسه يلوح بإستعداده للذهاب نحو تصعيد غير مسبوق اذا لم تفهم اسرائيل الرسالة..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook