آخر الأخبارأخبار محلية

الـMiddle East Eye: حرب الاستنزاف التي يشنها حزب الله قد تؤتي ثمارها

بعد وقت قصير من قيام إسرائيل باغتيال الرجل الثاني في قيادة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من كانون الثاني، أصدر حزب الله بياناً مقتضباً أدان فيه على الفور الهجوم الخبيث الذي وقع في معقله.

Advertisement

وبحسب موقع “Middle East Eye” البريطاني، “في اليوم التالي، ألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خطابًا بمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال الحكومة الأميركية للجنرال الإيراني قاسم سليماني. كان حديث نصر الله عن اغتيال العاروري في هذه المناسبة بالذات أمرًا مهمًا نظرًا لأن سليماني كان مهندس ما يسمى بـ “محور المقاومة” الذي ينتمي إليه حزب الله وجماعات المقاومة الفلسطينية، حماس والجهاد الإسلامي. ومن بين الأعضاء الآخرين بحكم الأمر الواقع عدة جماعات مسلحة في العراق واليمن، بالإضافة إلى بعض وكلاء إيران في سوريا”.
وتابع الموقع، “خلال خطابه يوم الأربعاء الماضي، تعهد نصر الله بالانتقام وكرر استراتيجية جماعته المتمثلة في مواصلة المشاركة العسكرية المدروسة عبر الحدود مع اسرائيل. وبعد يومين، في خطاب لاحق، ناقش بإسهاب ما حققته حملة حزب الله العسكرية ضد إسرائيل في الأشهر الثلاثة الماضية، بما في ذلك شن 670 هجوماً تسببوا بضرب 494 هدفاً إسرائيلياً مهماً بالقرب من الحدود اللبنانية، وهذه الاهداف شملت عشرات المستوطنات والقواعد العسكرية والرادارات ومحطات المراقبة. وزعم نصر الله كذلك أنه ربما تم إجلاء ما يصل إلى 230 ألف مستوطن إسرائيلي من الشمال بعيدًا عن الاشتباكات الحدودية. ومن غير المستغرب أن تتسبب المواجهات العسكرية في اضطرابات كبيرة لتلك المجتمعات الإسرائيلية وممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على الحكومة”.
وأضاف الموقع، “منذ هجوم حماس الانتقامي في 7 تشرين الأول، أطلقت إسرائيل العنان لحرب إبادة غير مسبوقة على غزة، متجاوزة كل حروبها السابقة من حيث الوحشية والقسوة والتجاهل التام لقوانين الحرب، أو إظهار الحد الأدنى من الالتزام بمعاهدات جنيف أو الاتفاقيات الدولية. وحتى الآن، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 23 ألف فلسطيني وأصابت وشوهت ما يقرب من 60 ألف آخرين، وتستمر في تدمير كل جانب من جوانب الحياة بشكل منهجي من أجل جعل غزة غير صالحة للسكن”.
وتابع الموقع، “دفع الدمار الهائل جنوب أفريقيا إلى رفع دعوى مفصلة الأسبوع الماضي بشأن الإبادة الجماعية ضد الحكومة الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي. وفي حين أن نتيجة هذه القضية قد تغير قواعد اللعبة السياسية في المستقبل القريب، فقد أصر نصر الله في خطابه على أن القوة الغاشمة وحدها هي التي ستجبر إسرائيل على وقف هجومها الشرس على غزة. منذ بداية حملته في 8 تشرين الأول، حدد حزب الله دوره في صراع غزة بأنه داعم للمقاومة الفلسطينية وشارك عسكريًا في حرب استنزاف ضد الجيش الإسرائيلي”.
استراتيجية عسكرية
وبحسب الموقع، “في 3 تشرين الثاني، ألقى نصر الله أول خطاب له منذ بداية الحرب، حيث وصف تورط حزبه بأنه تدخل عسكري محسوب وحذّر إسرائيل من أي تصعيد أو هجوم كبير على لبنان. وأكد أن عمليات حزب الله على الحدود تهدف إلى جذب عدد كبير من القوات العسكرية الإسرائيلية إلى الجبهة الشمالية لاستنزاف الجيش الإسرائيلي وعرقلة مهمته في تدمير المقاومة الفلسطينية في غزة. كما حدّد نصر الله استراتيجية حزب الله العسكرية بأنها ذات شقين: الأول يتلخص في وقف العدوان الوحشي والمجازر العشوائية والعقاب الجماعي والمعاناة الواسعة النطاق التي ألحقتها إسرائيل عمداً بالسكان المدنيين في غزة. وبما أن هذا الهدف يحظى بتأييد عالمي، باستثناء الإدارة الأميركية، فقد رأى نصر الله أن إنهاء حملة الإرهاب الإسرائيلية سيتطلب مشاركة نشطة من المجتمع الدولي، وليس مسؤولية محور المقاومة وحده”.
وتابع الموقع، “إن الاشتباك العسكري بين حزب الله وإسرائيل سيكون على نحو محدود وليس إلى الحد الذي قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق في كل أنحاء لبنان أو تحويل الانتباه بعيداً عن غزة. ومع ذلك، أكد نصر الله أن محور المقاومة، باعتباره استراتيجيته الثانوية، مصمم على إحباط الهدف العسكري الإسرائيلي المعلن المتمثل في تفكيك حماس والجماعات المسلحة الأخرى. وأشار إلى أن حزب الله وحلفاءه سيعتبرون القضاء على حماس والجهاد الإسلامي في غزة خطًا أحمر له عواقب وخيمة إذا تم تجاوزه. وأضاف لاحقًا أن مثل هذا الرد سيأتي أيضًا بعد اغتيال أي زعيم من محور المقاومة في لبنان”.
وأضاف الموقع، “مع ذلك، أكد نصر الله أن إسرائيل لن تكون قادرة على سحق المقاومة في غزة، خاصة في ضوء جهود حزب الله لإرهاق الجيش الإسرائيلي وإلحاق أضرار كافية به على الجبهة الشمالية. وعلى نحو متزايد، بدأت حرب الاستنزاف المنخفضة الحدة التي يشنها حزب الله في خلق حقائق جديدة على الأرض، وتغيير قواعد الاشتباك بين الطرفين وإضعاف القدرات العسكرية الإسرائيلية. وبينما حاولت إسرائيل جر الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الأخرى إلى الصراع، إلا أنها لم تنجح إلا في إقناعهم بنقل أصول عسكرية كبيرة إلى المنطقة في الأيام الأولى من الحرب. ولكن مع بدء الولايات المتحدة مؤخراً بالانسحاب والتحذير من حرب أوسع نطاقاً، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في الضغط من أجل شن حرب إقليمية أكبر ضد حزب الله، على الرغم من أن الولايات المتحدة أرادت تجنب الانجرار إلى صراع آخر في الشرق الأوسط وسط منافساتها الجيوسياسية المتزايدة مع الصين في جنوب شرق آسيا وروسيا في أوروبا”.
أهداف جريئة
وبحسب الموقع، “على هذه الخلفية، اغتالت إسرائيل العاروري كمحاولة يائسة لإعادة ضبط قواعد الاشتباك مع حزب الله وتعزيز الروح المعنوية الإسرائيلية المتدهورة الناجمة عن فشلهم في تحقيق أي من أهدافهم العسكرية والسياسية المعلنة. ومع ذلك، رفض نصر الله، في خطابه الذي ألقاه في 5 كانون الثاني، أي تغييرات على قواعد الاشتباك التي وضعتها جماعته في تشرين الأول، كما وعد بالرد بقوة على اغتيال العاروري لردع أي حوادث متكررة على الأراضي اللبنانية، متعهدا بعدم التصعيد إلى حرب شاملة ما لم تقرر إسرائيل الاستفزاز وتوسيع هجومها. وفي 8 كانون الثاني، صعدت إسرائيل هجماتها باغتيال وسام الطويل، الذي كان يعتبر، بصفته نائب رئيس قوة الرضوان الخاصة، أحد كبار قادة الحزب. وفي اليوم التالي، شن حزب الله هجوماً بطائرات مسيّرة استهدف مركز القيادة العسكرية الشمالية لإسرائيل في صفد. وقد لا يتم احتواء مثل هذه الضربات المتبادلة، أو قد تؤدي في النهاية إلى صراع إقليمي يجذب جهات فاعلة خارجية أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران”.
وتابع الموقع، “الأكثر أهمية في خطاب نصر الله الأخير هو تأكيده الجريء على أهداف جديدة لجماعته وأعضاء آخرين في محور المقاومة، الذين بدا أنه يتحدث باسمهم. أولاً، أشار نصر الله إلى أنه بما أن إسرائيل أصبحت الآن مكشوفة وضعيفة، فقد يكون الوقت مناسباً لتوسيع حملة حزب الله العسكرية وتحرير ما يعتبره أراضٍ لبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي، مثل مزارع شبعا وقرية الغجر. ثانياً، من الواضح تماماً أن العديد من أعضاء محور المقاومة يمارسون ضغوطاً أكبر على إسرائيل والولايات المتحدة لإنهاء الأعمال الوحشية في غزة”.
وأضاف الموقع، “إذا فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس وغيرها من الجماعات المسلحة في غزة أو تهميشها، وهي النتيجة المحتملة، فسيظل محور المقاومة بحاجة إلى الحفاظ على جبهته الموحدة لإحباط الخطة الأميركية لبنية سياسية جديدة في المنطقة تهدف إلى عزلهم وبناء نظام جيوسياسي جديد يتمحور حول دمج إسرائيل في سياساتها واقتصادها. ومن المرجح أن تحاول الولايات المتحدة تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال المناورات الدبلوماسية، والضغوط السياسية، والحوافز الاقتصادية، والتهديدات العسكرية للتعويض عما لم تتمكن إسرائيل من تحقيقه في ساحة المعركة. وهنا يكمن التحدي الذي يواجه محور المقاومة”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى