تقريرٌ أميركي بارز عن لبنان.. هكذا تمّ الحديث عن الحرب!
شبهت صحيفة “فايننشال تايمز” الأوضاع في الشرق الأوسط بـ”علبة الكبريت القابلة للاشتعال”، متحدثة عن سلسلة من الحوادث حصلت الأسبوع الماضي ووضعت المنطقة على حافة الهاوية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن إسرائيل وعلى مدى أكثر من 3 أشهر شنت هجوماً مدوياً ضد حماس في غزة، وسط مخاوف من أن يشعل النزاع حرباً إقليمية.
وتابعت الصحيفة: “يوم الثلاثاء، قتل هجوم بالمسيرات على بيروت، المسؤول البارز في حماس، صالح العاروري، و 6 من أعضاء الحركة، ولم تنف إسرائيل أو تؤكد مسؤوليتها عن الهجوم، لكنها لم تخف نيتها قتل قادة حماس بعد هجوم 7 تشرين الأول وملاحقتهم أينما كانوا”.
ولأن الهجوم حدث في الضاحية الجنوبية التي تعتبر البيئة الحاضنة لحزب الله، وبعدما نُظر إلى الهجوم كاستفزاز، أقسم الحزب بالرد عليه والأمر هذا حصل حقاً يوم السبت حينما استهدف الحزب قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية.
وبين عمليتي الاغتيال قتل تفجير انتحاري قرب مزار القيادي في الحرس الثوري في كرمان، قاسم سليماني أكثر من 80 شخصاً، وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنه، وهو ما يؤشر إلى أن التنظيم يحاول الاستفادة واستغلال الوضع بالمنطقة.
وفي أماكن أخرى، حذرت الولايات المتحدة و11 من حلفائها الحوثيين في اليمن بأنهم قد يواجهون تداعيات عملياتهم التي تعرقل حركة الملاحة التجارية العالمية. وتحدى الحوثيون التحذير، فاستهدفوا قارباً دون حماية، مع أنه لم يتسبب بأضرار للسفن المارة.
وتعلق الصحيفة بأن توسع الهجمات من عدة لاعبين قد زادت التوترات، ويطلب من كل الأطراف ضبط النفس.
وعولت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب على الردع والتحذير لمنع اندلاع نزاع واسع، ومنعت “إسرائيل” من شن ضربة وقائية ضد حزب الله بعد هجمات 7 تشرين الأول. وفي الوقت نفسه، استعرضت إيران عضلاتها من خلال جماعاتها الوكيلة لكي تظهر أنها لا تتجاهل الهجوم الإسرائيلي ضد غزة، لكنها ألمحت للولايات المتحدة أنها لن توسع مشاركتها في الحرب.
وتجد واشنطن نفسها وبشكل متزايد منجرة إليها، فقواتها تتعرض لهجمات في العراق، ودمر دعمها الثابت لإسرائيل سمعتها في العالم العربي الغاضب على دمار غزة.
ودعت الصحيفة واشنطن إلى مضاعفة جهودها لخفض التوتر على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وهي الجبهة الأكثر أهمية، التي يمكن أن تندلع منها حرب شاملة.
ويحاول المسؤولون الأميركيون إقناع الطرفين الالتزام بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي بعد حرب تموز 2006، ويعني تطبيقه سحب حزب الله قواته بعيداً عن الحدود ووقف التوغلات الجوية الإسرائيلية داخل لبنان، ما سيحل الخلاف الطويل حول المناطق المتنازع عليها.
وتقول الصحيفة إن الحل الدبلوماسي ليس مضموناً، لكنه يستحق الجهد، فالواقع القاسي لن يؤدي إلى تلاشي مخاطر الحرب الواسعة، ولن تختفي طالما ظلت إسرائيل تقصف غزة المحاصرة. (عربي21)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook