تطورات الجنوب بين التصعيد والديبلوماسية وتحذيرات متكررة من توسع الحرب
Advertisement
فهل أن تبدل المعطيات المبنية على واقع الميدان ستدفع إلى جعل الحرب خيارا يتم اعتماده ، مع العلم أن حادثة انفجار الضاحية ومقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية ستدفع إلى تأزيم الوضع . فحزب الله على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله أكد الرد الذي يبدو أنه يأتي في سياق خطوات متتالية ، اما الجانب الإسرائيلي فلن يوقف هجماته إلا إذا أبصر حل ديبلوماسي النور ، وحزب الله بالتالي لن يبحث في أي ملف أو حل قبل انتهاء حرب غزة ، وهذا يعني أن السباق بات حاميا بين استمرار المواجهات في الجنوب وبين المسعى لوقفها، فأيهما سينتصر؟
لا يمكن لأحد التكهن بمسار التطورات ، إلا أن أي تصعيد سيكون مبرمجا والردود والردود المضادة قائمة، هذا ما تشير إليه أوساط مراقبة ل ” لبنان ٢٤ “،وتعتبر أن الخروج عن لعبة الضوابط في هذه المواجهات يعني حكما الانتقال إلى مرحلة ثانية من هذه المواجهات، وهذا ما تخشاه الجهات الدولية الساعية إلى نزع فتيل الحرب الموسعة، ولهذا السبب اتت زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل إلى بيروت ،والذي لا يحمل طرحا محددا يعمل على تسويقه إنما معرفة الموقف من موضوع انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، على أنه غير مخول في الدخول في أية عملية تفاوض. وهناك ترقب للتحرك الأميركي في هذا السياق، وإلى حين بروز توجه بشأن مصير الأشتباكات على الحدود الجنوبية ، فإن سيناريوهات متعددة يتم رسمها وابرزها لجوء الطرفين إلى كل ما هو متاح أمامهما في استنزاف قوتهما والى اللجوء إلى خطط حربية أو عسكرية مختلفة .
وتفيد هذه الأوساط أن الجانب الرسمي يواصل تأكيده احترام القرار ١٧٠١ كما أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يستكمل الاتصالات الهادفة إلى تفادي الحرب في لبنان ، وصبت معظم لقاءاته مع كبار المسؤولين في هذا السياق ، وقد جاء قوله بأن اللبنانيين طلاب سلام لا دعاة حرب، ليعزز التأكيد أن الاستقرار هو مطلب إجماعي، مشددة على ان فشل المسعى الديبلوماسي ستكون له ارتداداته، وليس معروفا ما إذا كانت المقترحات المتصلة بهذا المسعى ستتطور أو لا ، وهذا رهن في ما هو مقبل من الأيام.
وتعرب عن اعتقادها أن هذه التطورات تحجب الأهتمام عن ملفات رئيسية ولعل أبرزها الرئاسة والنزوح السوري وكان الرئيس ميقاتي بادر إلى طرح وجوب حله في معظم لقاءاته وتشجيع النازحين السوريين على العودة ، وترى أن ملف الأستحقاق الرئاسي ينتظر أي مبادرة جديدة محلية كانت أو خارجية وإنما حتى الآن الحركة أكثر من خجولة وقد تشهد تزخيما عندما يحين وقتها .
وحده مشهد غزة والجنوب يتربع على عرش الاهتمامات المحلية وكذلك الأمر بالنسبة إلى الخارج الذي ينشط في عدة اتجاهات بهدف واحد فقط هو تجنّب الحرب الكبرى.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook