آخر الأخبارأخبار محلية

سباق الحرب الإسرائيلية والتسوية واستنزاف لبنان

كتب ابراهيم حيدر في” النهار”:اذا كان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قد فتح نافذة للتفاوض في خطابه الأخير واعتبر أن هناك فرصة تاريخية تتاح للبنان لتحرير أراضيه المحتلة، إلا أنه كان واضحاً برسائله إلى الإسرائيليين والأميركيين، بكلمات مفتاحية، تؤشر إلى أن المعركة ستبقى مفتوحة وأي نقاش ومفاوضات حول ترسيم الحدود مؤجلان إلى ما بعد وقف اطلاق النار في غزة، وهو شرط رفعه في كل الأوقات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وعلى ذلك، فإن استمرار العمليات الضاغطة نصرة لحماس بقدر ما هي بمثابة رد على الاغتيالات ومنها اغتيال العاروري، في الميدان، فإنها في الوقت نفسه رهان من نصرالله على أن تكون مفتاحاً للتفاوض بعد غزة حول النقاط الحدودية المحتلة ووقف الاختراقات الإسرائيلية، وصولاً إلى ما يتجاوز القرار 1701.

Advertisement

 
وبمعزل عما حققه فتح الجبهة اللبنانية نصرة لغزة منذ 8 تشرين الأول الماضي، وتعداد نصرالله للإنجازات والعمليات، وما اعتبره أنه “إذلال لإسرائيل”، إلا أن ما يعانيه لبنان جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على الحدود، يجعله عرضة للاستنزاف المستمر، فإذا طالت الحرب وهو ألأمر المتوقع، سترتب مزيداً من الأعباء والخسائر في ضوء الفراغ الرئاسي والانهيار الذي يلف مختلف المؤسسات اللبنانية. ولذا يركز الحزب كحليف لطهران على التفاوض ما بعد غزة ومعادلاتها، وإن كانت إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو تسعى لجر الإدارة الاميركية الى حرب لتدمير لبنان.
 
اليوم باتت الاغتيالات جزءاً من الحرب الإسرائيلية الجديدة في غزة، مع اغتيال العاروري، وسبقه مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي الموسوي بغارة إسرائيلية قرب دمشق، لكن رد “حزب االله” يبدو أنه مرتبط بحرب غزة، وبالعلاقة مع حركة حماس انطلاقاً من وحدة الجبهات، إما بعمليات نوعية تؤلم الاحتلال أو باستخدام أسلحة جديدة توسع من دائرة المواجهة المفتوحة على جبهة الجنوب، أو تكثيف العمليات، من دون أن تؤدي الى حرب كبرى.
 
وحين قرر “حزب الله” فتح المعركة في جبهة الجنوب تحت عنوان مساندة غزة أو نصرة لها، كان يريد أن يستنزف قوات الاحتلال ويشغل جيشها للتخفيف عن حماس في غزة، لكن في المقابل كان يستنزف أيضاً قدراته العسكرية والبشرية، طالما أنه يستنفر كل وحداته المقاتلة، في الوقت الذي هجر الأهالي بيوتهم في القرى المتاخمة للحدود، فيما سقط أكثر من 150 مقاتلاً من الحزب خلال 90 يوماً من المواجهات.
وإذ يعتبر الحزب أنه يخوض معركته ومستعد لتقديم التضحيات، فإن رده على الاغتيالات والخسائر هو باستمرار فتح الجبهة، وتوسيعها إذا اقتضى الأمر في الميدان، وان كانت شظاياها تطال كل البنية اللبنانية.
يُستنتج من كل ذلك أن “حزب الله” يسير ضمن معادلة وحدة الجبهات، إن كان في الرد على الاغتيالات أو في معارك الساحات، وبتفرّده في اتخاذ قرارات الحرب، لا يكون عندئذ للأمر صلة بالدولة أو بشبكة المصالح الوطنية اللبنانية، خاصة إذا كانت إسرائيل تريد حرباً وهي في الأساس تستهدف لبنان وتبحث عن ذرائع لتنفيذ إجرامها، وهذه المرة باستدراج “حزب الله” عبر القصف العنيف والاغتيالات والتدمير.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى