بقعوني: لا يمكن المناداة بتطبيق المبادىء الانسانية في مكان ورفضها في مكان أخر
العظة
بعد الانجيل المقدس، القى بقعوني كلمة قال فيها: “احتفلنا منذ أقل من اسبوعين بعيد الميلاد، وسمعنا ملاك الرب يقول للرعاة،:” لا تخافوا أني ابشركم بفرح عظيم يكون فرحا للشعب كله، ولد لكم في مدينة داوود مخلص وهو المسيح الرب”.
وتابع: “واليوم في نص الانجيل يعتمد الابن على يد يوحنا المعمدان وصوت الأب يؤيد الابن ويقول: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. في العهد الجديد تكلم الأب ثلاث مرات، ليشدد ويؤكد ويدعم رسالة يسوع المسيح. كما ان معظم الكلام الذي قالته مريم العذراء في العهد الجديد موجه إلى العالم السماوي إلى الله إلى الملاك جبرائيل والى ابنها. اما الكلام الذي وجهته للناس العاديين فكان للخدم في عرس قانا الجليل حين قالت لهم: “مهما قال لكم افعلوه.” ولقد. ترجم بولس الرسول هذه المبادىء بما قاله لتيطس:” فلما ظهر لطف الله مخلصنا ومحبته للبشر خلصنا لا اعتبارا بأعمال بر عملناها بل بحسب رحمته، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي افاضه بوفرة علينا بيسوع المسبح مخلصنا . فالمسيح ساوى نفسه بالخطأة عندما أتى ليعتمد وقال ليوحنا: “هكذا يجب أن نتم كل بر”. فإذا محبة الله وخلاصه اقتربا منا بيسوع المسيح، ولكن ليتم هذا الخلاص عليه ان يلاقي تجاوبا منا ومن مجتمعاتنا ومن الكرة الأرضية”.
وأشار إلى ان “كثيرا من المجتمعات في العقود الاخيرة الغت وجود الله ونادت بالانسان وبحقوقه وهذا امر جيد وبحقوق المرأة والطفل والطبيعة وهذا امر جيد ايضا. ولكن عندما وصل الأمر لترجمة حقيقية لهذه المبادىء فوجئنا بالمراءات حتى في المبادئء الانسانية التي نادوا بها، وخير دليل على ذلك ما يحدث في غزة اليوم، كثيرون استنكروا ودانوا ما حصل في7 تشرين الأول ولكن ما يحصل في غزة منذ ثلاثة أشهر لم يهز ضمائر الكثيرين، ولقد توصلوا إلى طرد مسؤولين في الجامعات ومراكز العمل لأنهم تجرأوا على ادانة قتل المدنيين والابرياء، فعندما ننادي بحقوق الإنسان فلا يمكن ان نطبقها في مكان ونرفضها في مكان أخر”.
وأشار إلى ان “التعليم الرسمي للكنيسة الكاثوليكية يتحدث عن الوصية الخامسة وهي” لا تقتل” ويقول: يحدد الكتاب المقدس بتحريم الوصية الخامسة بقوله :البريء والبار لا تقتلهما وهذه قالها الله لموسى منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة…” والشريعة التي تحظره قائمة على وجه شامل، وانها تلزم الجميع وكل واحد في كل زمان ومكان.” فلا يمكن ان نكون ضد قتل المدنيين في مكان ومع قتل الأطفال والنساء في مكان أخر، وكل ما نراه من مراءات في بعض المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين.
ورأى ان هذا ينسحب أيضا على لبنان، فما نعيشه هو نتيجة لما قام به بعض اللبنانيين من رفض مرجعية الله ومرجعية قيمه ووصاياه واختاروا بأن يكونوا هم المرجعية والا لما كانت الأوضاع في بلادنا وصلت إلى هذا الوضع. يتكلمون دوما عن الفساد ولكن هذا الفساد حصل نتيجة عدم تطبيق المسيحيين وغير المسيحيين لوصية” لا تسرق”، فعندما ازال المسيحيون مرجعية يسوع المسيح وأتبعوا أفكارهم وصلنا إلى ما نحن عليه. أما وصية” لا تقتل، فحدث عنها ولا حرج في لبنان، اقول في نفسي انه يجب أن نضع تمثالا في لبنان للبريء المجهول، فهناك الالاف من الأبرياء من لبنانيين وغير لبنانيين ماتوا نتيجة حروب، وجهادات ونضالات وصراعات من أجل المحافظة على لبنان. أفنقتل اللبنانيين تحت ستار اننا نريد المحافظة على لبنان؟ فيذهب الكثير من اللبنانيين بين قتيل وجريح ومهجر ويغادرون البلاد”.
واعتبر انه “عندما نرفض مرجعية الله يتكون ضميرنا بحسب مصالحنا وعقائدنا وليس بحسب فكر الله، وفكر يسوع المسيح”.
وقال: ” أنظروا إلى انفجار مرفأ بيروت، لو تسنى للضحايا بأن يصرخوا من القبور لقالوا أين العدالة أين الحقيقة ؟ ماذا فعلتم؟”، أهل الضحايا ما زالوا إلى اليوم يصرخون ولا احد يبالي. مرضى السرطان يطالبون بتأمين الدواء، ولقد تجرأ البعض بالا يلحظ في الموازنة المساعدة في علاج السرطان…”.
واعتبر اننا “وصلنا إلى ما نحن عليه لان بعض المتحكمين في شؤون البلد سمحوا لنفسهم ولضمائرهم بأن يسيروا بحسب مصالحهم”.
وختم بقعوني: “أيها المسيحيون لا خلاص لكم خارجا عن يسوع المسيح”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook